المتكررة، قال تعالى:{وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}[محمد: ٤]. ولكنا ما زلنا في تقصير في الأسباب الشرعية، وتفريط في السنن الكونية (١).
ورغم هذا كله، ورغم الصد الشديد عن ذكر الله، والتآمر على هذه الصحوة، والكيد بها، فما تزال أفواج التائبين مقبلة على الله، وما فتئت زمر المقبلين تتدفق على هذا الإسلام العظيم.
وما هذه الطلائع من الشباب العائد إلى ربهم في كل مكان إلا بشائر نصر، ومقدمات تمكين، ودلالات على صدق هذا الدين، وعودته نوراً يشرق على وجه المعمورة، فمن كان يظن أن يخرج من أصلاب التائهين في بلاد الغرب شباب يطيلون عزتهم بالإسلام قبل أن يطيلوا لحاهم، ويقصرون عن الشر قبل أن يقصروا ثيابهم؟ ! من كان يظن أن يخرج من أصلاب الذين كانوا ينادون بالعروبة والاشتراكية والشيوعية جيل يرفع راية التوحيد، ويدعو إلى الإسلام، ويلتزم أحكامه، إنه صدق هذا الدين، وأصالة هذا الدين، وأنه من رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على خاتم المرسلين، ليظهره على الدين كله ولو كره الكارهون، ولو كاد الكائدون {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص آية: (٨٨)].