وأمر بالعدل معهم، ولو كانوا مُبغَضين، وعدّ ذلك من التقوى، فقال سبحانه:{اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: (٨)].
وعدّ سبحانه من لم يعدل مع الجميع -من قريب أو عدو- متبعاً لهواه، ظالماً لنفسه، وحذر من مغبة ذلك، فقال سبحانه:{فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: (١٣٥)].
ونظراً لما يفعله الإنسان من ظلم في حال الغضب، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وثلاث منجيات، فأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا ... )) [رواه الطبراني في الأوسط (٥٧٥٠) من حديث ابن عمر وحسنه شيخنا الألباني في الصحيحة (١٨٠٢)].
ومع قطعية هذه النصوص، ووضوح دلالتها، تجد هذا الأمر -العدل والإنصاف- مفقوداً عند كثير من الناس، وما رأيت شيئاً فقده الناس أكثر من الإنصاف، حتى قال الذهبي رحمه الله:"والإنصاف عزيز" وقد خلَّط بعضهم بين العدل والإنصاف، وبين ما يسمى بفقه الموازنات.
ولا يسع المقام للتفصيل والرد، ولكن يمكن ذكر بعض الأمر:
- يحرم الظلم، أي ظلم كان، على كافر أو مبتدع أو فاسق.
(١) الحديث صحيح موقوفا حسن لغيره مرفوعاً، وقواه الحافظ العسقلاني في (الفتح)، أخرجه البخاري عن عمار معلقا (١/ ٨٣) الفتح كتاب الإيمان باب إفشاء السلام من الإسلام (١/ ١١١) "طبعة دار الكتب العلمية "وابن أبي شيبة في الإيمان (١٣١) وغيرهما راجع فصل الإنصاف وتخريج الحديث في كتاب "من فتن الصحوة "