وعلى هذا ينبغي أن يكون التقي في الفتن حذراً من أن يزل لسانه، أو يضل موقفه، بالتعصب لرأي، أو الدفاع عن رجل أو جرحه، فوالله لتسألن يا عبد الله عن كل لفظة وفعل {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: (١٨)] ولتناقشن عن كل همزة ولمزة {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: (١)] ووالله لتحاسبن عن كل حكم وفتوى، ومن حكم حوكم، ومن نطق حوسب، ومن أمسك سلم، إلا من رحم الله من هذا كله، والله المستعان. (١)
(١) قد بين هذا في كتاب ((من فتن شباب الصحوة)) معاني الفتنة، وأنواعها، وأسبابها، وأخذ هذا البحث منها.