للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفظة (رسول الله) في عقده مع المشركين في صلح الحديبية، ولفظة ((رسول الله)) أعظم من لفظة ((السلفية)).

الثانية: لا يجوز أن يتحول الخلاف في التسمية وعدمها، إلى جدال وشقاق، مادام المنهج متفقاً عليه.

الثالثة: دعوى أن لفظة (السلفية) بدعة محدثة، دعوة باردة، إذ المقصود المعنى والفحوى، وأما الاسم، فهو مشتق من (سلف) كما اشتقت الألوهية من (إله) والربوبية من (ربّ) والحاكمية من (حكم).

وعلى هذا، فليس من نفى التسمية بخارج من السلفية، إذا كان مقراً بالفحوى، وليس من أثبتها بمبتدع (١)،

نعوذ بالله ممن عقم فهمه، وطال لسانه.


(١) سبق مني عبارة ((السلفية بدعة))، وكان ذلك من باب حكاية قول الخصم أو المخالف، لا من باب إنكار التسمية، وهو أمر سائغ لغة وشرعاً، كقول إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - عن الشمس {هذا ربي} وكقوله تعالى: {قل لا تسألون عما أجرمنا}، وتفصيل ذلك في باب الأسلوب.

وكذلك سبق مني نفي الاسم، ولم يكن ذلك بإطلاق أو دائما، وإنما كان في بعض المناسبات، ومن هذه المناسبات: أنه كاد في أحد المؤتمرات أن تحصل فتنة من قبل المهتدين حديثاً، حين سمعوا أحد المحاضرين يكرر لفظة (السلفية) فظنوا ذلك حزباً، فقالوا: ((فررنا من الأحزاب الأخرى، وجئنا إليكم لتدخلونا في حزب السلفية)) فاتفقنا مع مدير المؤتمر لدفع الفتنة .. فنفيت الاسم مع تقرير حقيقة الدعوة السلفية تقريراً سهلاً صحيحاً. وكانت النتائج بفضل الله طيبة، حتى قال بعضهم ((لقد أدخلنا السلفية، ولكن من باب ثان)).
وقد قررنا الاسم مراراً وتكراراً في محاضرات كثيرة، ومناظرات معروفة، ولكن المترصدين لا ينظرون إلى الأمر جميعه، بل يتلقطون ما يدنسهم كالذباب، فراحوا يشنعون على عادتهم. رغم أن ثمة شيوخاً أجلاء مثل ابن عثيمين عافاه الله، ينفون هذه التسمية، ومع ذلك لم يتعرضوا لهم لماذا ... ؟ ألحاجة في صدورهم؟ أم على مذهب غلاة الصوفية، قالوا: حرام، قلنا: حرام عليكم.

<<  <   >  >>