للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عمل، وعلى هذا فإن هذا العموم يشمل كل فرد من الجمع. أي كل عمل، فهل أجمع أهل السنة على أن الواجبات والنوافل شرط صحة إيمان الرجل، بحيث إذا ترك الرجل واجباً من واجباته فسد إيمانه، وأصبح كافراً، وإذا عق الرجل أبويه بطل دينه، وأصبح مرتداً .. إن هذا الإطلاق والعموم؛ ليس من مذهب أهل السنة في شيء أبداً، ولم يورد القائل على هذا الإطلاق والعموم دليلاً من الكتاب والسنة أو عن أحد من علماء السلف، وإنما اختلفوا في بعض الواجبات وعلى رأسها الصلاة، وقد أفادني سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله صوتاً وكتابةً، بأن الأعمال مكملات للإيمان، والقول: بأن الأعمال ليست شرط صحة .. إذا لم يقصد قائله أن لأعمال خارجة عن الإيمان قول له حظ من النظر، وعدم شرطيتها لا ينفي كونها منه، ولا تعارض بين ذلك ولا تلازم، وكونها منه لا يعني انتفاءه بانتفاء بعضها، ألا ترى أن التسبيح في الركوع من الصلاة، وليس شرطاً لها، وانتفاؤه لا ينفيها، وهذا غير مسألة جنس العمل .. التي يجب أن يعبر عنها بغير التعبير المطلق العام السابق (شرط صحة أو كمال) فلها مبحث آخر يسر الله نشره، ولا شك أن قول ((لا إله إلا الله)) من العمل الذي هو شرط قطعاً عند أهل السنة والجماعة.

<<  <   >  >>