للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الاحتجاج بقولهم لا يعني تزكيتهم، ومن ألزم المستشهد -لمجرد الاستشهاد- تزكيتهم وأنه منهم، فقد ظلم، فكم استشهد شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وابن رجب، وغيرهم، بأقوال بعض أهل البدع، ولم يلزمهم أحد بأقوالهم.

- الاختلاف في حكم الاستشهاد بقولهم، محل اجتهاد، لا يعدو في أسوأ حالاته أن يكون خطأ اجتهادياً، لا يبيح لنا نسبة المخالف إلى أهل الابتداع، أو إلى الضلال، ولا يجوز أن يكون مدعاة خلاف وشقاق، وتضليل وتجريح، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه، وإخوانه والدعوة وأتباعها. (١)


(١) هذا، وإن استشهادي بكلام سيد قطب رحمه الله كان من هذا السبيل، وتنبيهاً لأتباعه، لما كان عنده من الحق فيما خالفوه فيه.
وقد أفتاني بجواز ذلك، كل من العالمين الجليلين شيخيَّ الألباني وابن باز - حفظهما الله - ولا معرَّة على من اتبعهما، ولكن المعرَّة على من ضلل متبعهما، وتعالم عليهما، وسوّد الصفحات في ذلك، وأعرض عن فتواهما مدلساً على الناس.
ومع ذلك، فلو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لما استشهدت بأقواله، لا لأن الاستشهاد بها خطأ، ولكن دفعاً للفتنة، وتبكيتاً للمترصد، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وقد استشهد بكلامه كل من شيخنا الألباني حفظه الله، واستشهد الفوزان بكلامه خمس مرات في ست صفحات في كتابه (المسائل المرضية)، وقد استشهد الشيخ علي الحلبي في كتابه ((فقه الواقع)) الذي لا يتجاوز عدد صفحاته بالقطع الكبير ثلاثين صفحة استشهد بكلام لسيد وأخيه ثلاث عشرة مرة، ومن غريب الأمر أن شيخ المنتقدين نفسه استشهد بكلام سيد في أكثر من موضع. أفيجوز ذلك لهم، ولا يجوز لغيرهم اللهم إنا نسألك الإنصاف في القول والعمل، مع الموافق والمخالف.

<<  <   >  >>