للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى العلماء أن يكونوا أهلاً للمسؤولية، وأن يعلموا أن صلاحهم صلاح للأمة، وفسادهم فساد لها، فلا يبيعوا دينهم بدنياهم (١) ولا يكتموا ما أمر الله ببيانه.

وإن من أسباب خروج الناس على العلماء والحكام، فساد كثير من العلماء، وأكلهم السحت، وسكوتهم عن المنكر، ومداهنتهم أهل الباطل، إلا من رحم الله، فسقطت هيبتهم عند الناس، فانفض الناس عنهم، فاتخذوا رؤوساً جهالاً، وكثير من أتباعهم مخلصون بلا علم، فسفكوا الدماء، وانتهكوا الأعراض، باسم الإسلام، وهم لا يشعرون.

والمقصود بالعلماء: العلماء بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، العاملون بعلمهم، والداعون إلى ربهم، الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر، لا يبيعون دنيا بآخرة، ولا يخافون في الله لومة لائم.

{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [سورة الأحزاب: (٣٩)].

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: (١٨٧)] (٢).


(١)
(٢) وإني لأخشى إن مات هؤلاء الفحول من العلماء، وقد ظهر مرض بعضهم، أن تظهر الفتن، ويضطرب شباب الصحوة. فالله وحده هو الهادي في المحن، والموفق في الفتن.

<<  <   >  >>