- وأن يكونوا صفاً واحداً غير متنازعين، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [سورة الصف: (٤)]. وقال تعالى:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة الأنفال: (٤٦)].
وأما جهاد الفتح والدعوة: فله شروط وواجبات معروفة عند العلماء، لا يجوز تجاوزها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
- أن يكون المسلمون أهلاً لذلك، من الناحية الإيمانية، والعقدية، والتربوية، والعلمية.
- أن يكون ذلك بعد التمكين (أي: إقامة دولة).
- أن يكون بجماعة، وتحت إمرة أمير المؤمنين وبإذنه.
- أن يبذل ما يستطاع من الإعداد المادي.
- أن تتميز الصفوف (يكون صف الكفار في جهة مميزاً عن صف المؤمنين الذي في جهة أخرى).
- أن تتوحد الصفوف.
- أن تكون الراية خالصة، ليس فيها ما يشوبها من وطنية، أو قومية، أو ...
والناس فيه بين ناسخ ومُفرّط، ومثبط ومقصر، وبين متعجل ومتهور، ومجاهد بلا تحقيق شروط، ولا انتفاء موانع، ولا عملٍ بواجباته.
ومن المسلمين من يظن: أن الإسلام لا يقوم إلا بالجهاد، فيغفل عن العلم والعمل والدعوة، أو ينشغل عنها به.
ومنهم من يعتقد: أنْ إذا توقف الجهاد وعجز عنه، ضاعت الأمة، وتعطلت الدعوة، وتوقف التعليم، فلا دعوة ولا علم ولا تربية إلا بالجهاد، فإذا توقف الجهاد، توقف عندهم كل شيء.