للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٧٤٤ - ز - وحدثنا يونس (١) في كتاب العلم على أثر حديث ابن لهيعة (٢)، عن أبي الأسود (٣) بهذا المتن (٤) كله على ما حدث به أبو شريح، وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو، عن النبي بذلك (٥) (٦).

وقيل هذا متن حديث ابن لهيعة مثل حديث أبي شريح (٧).


(١) ابن عبد الأعلى، ولم أقف على كتابه هذا في كتب الفهارس، والله أعلم.
(٢) حديث ابن لهيعة يرويه عنه ابن وهب، كما ذكر إسناده ومتنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠٣٧، رقم ١٩٩٤)، وحديث ابن لهيعة فيه زيادة على حديث أبي شريح، وهي قوله في آخر الحديث المرفوع: "فيبقى ناس جهال يستفتون، فيفتون برأيهم، فيضلون ويضلون".
ثم ساق ابن عبد البر على أثره حديث ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله عن النبي ، ثم قال بذلك أيضًا.
جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠٣٨، رقم ١٩٩٥).
(٣) المدني، يتيم عروة، وهو موضع الالتقاء.
(٤) في (ك): "الحديث".
(٥) في (ك): "كذلك".
(٦) انظر: تخريج الحديث رقم (١١٧٤٢).
(٧) هذا في الجملة، وإلا فقد جاءت رواية ابن لهيعة بزيادة، وهي قوله: "فيفتون برأيهم"، وليست هذه الزيادة في رواية أبي شريح عن أبي الأسود، وإنما هي مما انفرد ابن لهيعة بروايته. =
⦗٣٣٧⦘ = فقد روى الحديث الإمام البخاري في صحيحه من طريق سعيد بن تليد حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود به، ثم ساق الحديث، وفيه: "فيبقى ناس جهال يستفتون، فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون .. " الحديث.
قال الحافظ ابن حجر: قوله: "وغيره" هو: ابن لهيعة، أبهمه البخاري لضعفه.
وذكر الحافظ أبو الفضل بن طاهر: أن عبد الله بن وهب حدث بهذا الحديث عن أبي شريح وابن لهيعة جميعًا، وهو مثل اللفظ الذي هنا، ثم عطف عليه رواية أبي شريح، فقال: بذلك.
ثم قال ابن طاهر: "ما كنا ندري هل أراد بقوله: "بذلك" اللفظ والمعنى، أو المعنى فقط، حتى وجدنا مسلمًا أخرجه عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح وحده، فساقه بلفظ مغاير للفظ الذي أخرجه البخاري"، قال: "فعرف أن اللفظ الذي حذفه البخاري هو لفظ عبد الرحمن بن شريح الذي أبرزه هنا والذي أورده (البخاري) هو لفظ الغير الذي أبهمه" أ. هـ.
فتح الباري (١٣/ ٢٩٧).
قال الحافظ: "وكنت أظن أن مسلمًا حذف ذكر ابن لهيعة عمدًا لضعفه، واقتصر على عبد الرحمن ابن شريح حتى وجدت الإسماعيلي أخرجه من طريق حرملة بغير ذكر ابن لهيعة، فعرفت أن ابن وهب هو الذي كان يجمعهما تارة، ويفرد ابن شريح تارة" أ. هـ. فتح الباري (١٣/ ٢٩٧).
الخلاصة: أن هذه الزيادة، وهي قوله: "فيفتون برأيهم" هي مما انفرد به عبد الله بن لهيعة، وقد تقدم بيان حاله وأنه ضعيف، وأما رواية العبادلة (عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقري) عنه فإنها أقوى من غيرها، ومع هذا فهي لا تصل إلى درجة الاحتجاج إلا بمتابعة أخرى لابن لهيعة، كما يفهم هذا من صنيع الإمامين: الذهبي وابن حجر، حيث ذكر الإمام =
⦗٣٣٨⦘ = الذهبي ابن لهيعة في تذكر الحفاظ، وختم ترجمته بقوله: "يُروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به" (تذكرة الحفاظ ١/ ٢٣٩)، وقال الحافظ ابن حجر: "وابن لهيعة وإن كان ضعيفًا فحديثه يكتب في المتابعات، ولا سيما ما كان من رواية عبد الله بن وهب، كما قال غير واحد من الأئمة" (نتائج الأفكار ١/ ٣٢٥).