للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠١٥ - ز - حدثنا عطية بن بقية بن الوليد، أخبرني أبي، عن الزُّبَيْدي (١)، عن الزهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من العَقِيم الوالد، ومن الضَّالِّ الواجد، ومن الظَّمْآن الوارد"، وذكر الحديث (٢).


(١) محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الحمصي.
(٢) الحديث بهذا اللفظ ضعيف - كما سيأتي بيانه - وقد تقدم الحديث أولَ الباب =

⦗١٢٩⦘
= (ح: ١٢٠٠٧ - ١٢٠١١) من رواية عدد من التابعين عن أبي هريرة ، وهو متفق عليه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة ، وتفرد مسلم بروايته عن همام بن منبه والأعرج عن أبي هريرة ، كما تقدم، كلهم رووه بغير هذا اللفظ، وأما بهذا اللفظ فجاء من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، واختلف فيه سندا ومتنا.
أخرجه المؤلف، وحسن الخلال في المجالس العشرة الأمالي (٨٦) من طريق عطية بن بقية بن الوليد، بهذا. وأتى فيها بلفظ مغاير لعامة رواياته عن أبي هريرة وغيره من الصحابة، وفيه قال رسول الله : "إن الله أفرح بتوبة عبده المؤمن من الضال الواجد ومن الظمآن الوارد ومن العقيم الوالد، ومن تاب إلى الله توبة نصوحا؛ أنسى الله حافظيه، وبقاعَ أرضه خطاياه وذنوبه" الحديث.
قال الدارقطني: "تفرد به عطية بن بقية عن أبيه".
قلت: وبقية معروف بتدليس التسوية، وإسناده هنا مسلسل بالعنعنة.
فهو غير محفوظ بهذا اللفظ، وأما الإسناد فتوبع عليه من رواية لوين وعبد الله ابن عمران العابدي عن إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة .
أخرجه الدارقطني في العلل (٧/ ٢٧٠) عن أبي القاسم البغوي عن لوين، به بلفظ: "لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته بأرض المهلكة يخشى أن يقتله فيها العطش"، وعن ابن صاعد عن عبد الله بن عمران العابدي به، بلفظ: "إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة يخاف يقتله العطش".
وقد خالفهما أبو داود الطيالسي، فرواه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة . أخرجه النسائي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٤٩/ ١١٤١١)، وقال الدارقطني في العلل (٧/ ٢٦٩): "وكذلك رواه بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ".
والطيالسي أوثق بكثير منهما، فطريقه أولى بأن تكون محفوظة. =

⦗١٣٠⦘
= وخالف معمر فرواه عن الزهري عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (تفسير سورة حم عسق، ٣/ ١٦١/ ٢٧٣٨). وهذا منقطع بين الزهري وبين أبي هريرة .
وفيه وجه آخر عن الزهري، علقه الدارقطني في العلل (٧/ ٢٦٩ / ١٣٤١)، فقال: "ورواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة ".
وأقوى هذه الوجوه هو معمر عن الزهري عن أبي هريرة ، ثم الطيالسي عن إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
فالظاهر أنه غير محفوظ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، وأما لفظ عطية بن بقية به فشاذ. والله أعلم