للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٢٣ - حدثنا الصَّغاني (١)، حدثنا حسن الأَشْيَب (٢)، حدثنا حماد بن سلمة، عن سِماكٍ، عن النعمان بن بشير، قال (٣): أظنه عن رسول الله . ح

وحدثنا أبو أمية (٤)، ومحمد بن حيوية (٥)، قالا: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني (٦).

وحدثنا الصغاني أيضا، حدثنا عبد الرحمن بن صالح (٧)، حدثنا شريك (٨)، عن سماك (٩)، عن النعمان بن بشير، قال: قال النبي : "لله أشدّ فرحا". وذكر الحديث، هذا لفظ الصغاني.

وقال محمد بن حيوية: قال النبي : "والله! لَلَّهُ أفرح بتوبة العبد من

⦗١٣٧⦘

رجل كان في سفر، ومعه راحلته، عليها (١٠) متاعه وزاده وطعامه وشرابه، فنزل في ظل شجرة ونام عندها، فاستيقظ فإذا راحلته قد ضلت، فأشرف (١١) شرفا، فنظر فلم ير شيئا، وأشرف شرفا فنظر فلم ير شيئا، حتى ثلاث أو أربع، قال: فقال: والله لأرجعنَّ إلى موضعي الذي كنت فيه حتى أموت، قال: فرجع فإذا هو براحلته في مكانها، وهي تجُرُّ خِطَامَها (١٢)، فاللهُ أفرح بتوبة العبد منه براحلته" (١٣).


(١) محمد بن إسحاق.
(٢) ابن موسى البغدادي.
(٣) يعني حماد بن سلمة، كما سيأتي في التخريج.
(٤) محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي.
(٥) محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(٦) محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي ابن الأصبهاني، يلقب حمدان.
(٧) الأزدي العتكي الكوفي.
(٨) ابن عبد الله النخعي القاضي.
(٩) ابن حرب الذهلي الكوفي.
(١٠) في الأصل: "عليه"، والصواب ما أثبت، كما تقدم في حديث عبد الله بن مسعود بالأرقام (١٢٠١٣، ١٢٠١٤)، وحديث أنس بالرقم (١٢٠١٦)، وذلك لعود الضمير إلى "الراحلة"، وهي مؤنثة.
(١١) الشرف من الأرض: مكان المرتفع (انظر شرح مسلم للنووي ١٧/ ٩٨)، (تكملة فتح الملهم ١٢/ ٧).
(١٢) أي زمامها. (انظر: مختار الصحاح صـ ١٨١)، وقد تقدم معنى الزمام تحت حديث (١٢٠٢١).
(١٣) الحديث رواه المؤلف من طريقين عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير .
١ - رواه من طريق حماد بن سلمة عن سماك، وجاء فيه: أظنه عن رسول الله ، على الشك.
٢ - عن شريك عن سماك عن النعمان مرفوعا، دون شك.
أما حديث حماد بن سلمة فاختلف عليه في رفعه ووقفه، فرواه أبو داود الطيالسي (٢/ ١٤٢/ ٨٣١)، وموسى بن إسماعيل التبوذكي عند إبراهيم الحربي في غريب الحديث (٣/ ٩٤٢)، عن حماد به موقوفا.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (٣٠/ ٣٥٨/ ١٨٤٠٨) عن حسن - وهو الأشيب الذي أخرجه من طريقه المؤلف - وبهز، عن حماد بن سلمة به مرفوعا على الظن، وبين بهز أن قوله: "أظنه عن النبي " هو لحماد بن سلمة، وليس لسماك.
ورواه النضر بن شميل عن حماد بن سلمة به مرفوعا بلا شك. أخرجه الدارمي في =

⦗١٣٨⦘
= السنن (٣/ ١٧٩٣/ ٢٧٧٠)، والبزار في مسنده (٨/ ١٨٧/ ٣٢٢٠)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٧١/ ٧٦١٠) من ثلاث طرق عن النضر بن شميل به.
قال البزار: لا نعلم أحدا أسنده عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان عن النبي إلا النضر بن شميل، ويرويه غيره موقوفا. مسند البزار (٨/ ١٨٨).
وأصح هذه الأوجه عن سماك هو الوجه الأول موقوفا، وبه رواه الإمام مسلم في الصحيح (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، ٤/ ٢١٠٣، ح: ٥ - ٢٧٤٥) والطبراني في المعجم الكبير (من ج ٢١/ ٩٤ - ٩٥/ ٩٨)، وقوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/ ٤٧٩/ ٢٧٨) من طريقي معاذ بن معاذ بن نصر العنبري ومحمد بن أبي عدي، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة القشيري.
وأخرجه هناد بن السري في الزهد (٢/ ٤٤٩) عن أبي الأحوص، كلاهما عن سماك به موقوفا، زاد أبو يونس: قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي ، وأما أنا فلم أسمعه.
وأما الطريق الثاني عند المؤلف؛ عن شريك عن سماك عن النعمان مرفوعا، دون شك: فأخرجه الإمام أحمد (٣٠/ ٣٧٤/ ١٨٤٢٣)، والبزار (٨/ ١٨٨/ ٣٢٢١)، والطبراني في المعجم الكبير (من جـ ٢١/ ١٠٩/ ١٢١) من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني، وأحمد بن عبد الملك الحراني، ويحيى الحماني، ثلاتتهم عن شريك عن سماك به مرفوعا.
ومن أوقفه عن سماك عن النعمان أكثر وأوثق، وأما شريك فهو ابن عبد الله النخعي الكوفي أبو عبد الله القاضي، وهو صدوق، يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا، كما في تقريب التهذيب (٢٧٨٧)، ومن حدث به عنه لم يذكروا فيمن أخذ عنه قبل تغيره.
وتقدم تصريح سماك بأنه لم يسمعه عن النعمان مرفوعا، وإنما سمع رفعه عن الشعبي عن النعمان ، فالمحفوظ فيه عن سماك عن النعمان هو الوقف، وصح رفعه أيضا، ولكن من روايته عن الشعبي عن النعمان بن بشير، كما أخرجه مسلم في الصحيح وغيره. والله أعلم