للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٢٢ - ز - حدثني بحشل الواسطي (١)، قال: حدثني عبد الحميد بن بيان، حدثنا إسحاق الأزرق (٢)، أخبرنا سعيد بن إياس الجُرَيري، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سلمان الفارسي، رفع الحديث، أنّه قال: "إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته أُهَرْول" (٣).

⦗١٣٥⦘

روى مسلم (٤) عن عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (٥)، حدثنا أبو يونس (٦)، عن سماك بن حرب، قال: خطب النعمان بن بشير، فقال: "لَلَّهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده (٧) على بعير، ثم سار (٨) حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة" - وذكر الحديث - وقال في آخره: قال سماك: فزعم الشعبي أنَّ النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي ، وأما أنا فلم أسمعه (٩).


(١) أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد، أبو الحسن.
(٢) إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي.
(٣) أخرجه البزار في مسنده (٦/ ٥٠٣/ ٢٥٤٣) عن محمد بن حرب، والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ٢٥٤/ ٦١٤١) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن إسحاق الأزرق، به مثله.
قال الدارقطني: تفرد به إسحاق الأزرق عن الجُرَيري مرفوعا. انظر: أطراف الغرائب والأفراد (٣/ ١٢٧/ ٢٢٢٧).
ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن إياس الجُرَيري كان اختلط بأخرة، وسماع إسحاق الأزرق عنه بعد التغير، كما في الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط (رقم: ٣٩).
ويظهر من كلام الدارقطني أن غير إسحاق الأزرق يروونه عن الجُرَيري موقوفا، =

⦗١٣٥⦘
= والكلام على تفرد الإسناد فقط، والمتن صحيح يشهد له مرفوعا ما تقدم عن أبي هريرة مما هو متفق عليه برقم (١٢٠٠٧)، وعن أنس برقم (١٢٠١٦).
(٤) صحيح مسلم (كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، ٤/ ٢١٠٣، ح ٥ - ٢٧٤٥).
(٥) معاذ بن معاذ بن نصر العنبري.
(٦) سليم بن جبير الدوسي المصري.
(٧) بفتح الميم، قال القاضي: كأنه اسم جنس للمزادة وهي القمرية العظيمة، سميت بذلك لأنه يزاد فيها جلد آخر. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ١٧/ ٩٧).
(٨) كذا في صحيح مسلم، والمصنف نقل هذا النص من صحيح مسلم، وجاء في الأصل: "وساق".
(٩) يعني أن سماكا لم يسمعه عن النعمان مرفوعا، وإنما قوله موقوفاً بقوله: "خطب النعمان فقال … "، وهذه الرواية الموقوفة تفرد بها الإمام مسلم دون أصحاب الكتب الستة، وكان النعمان بن بشير سمع هذا الحديث المرفوع، فقال في خطبته دون أن ينسبه إلى رسول الله ، فرواه سماك من قوله، ثم حدث النعمان إلى الشعبي فرفعه، هذا توجيه رواية مسلم في الصحيح (انظر تكملة فتح الملهم ١٢/ ٧)، =

⦗١٣٦⦘
= وسيأتي للمصنف ذكر الروايات عن سماك عن النعمان به مرفوعاً، فهذا يدل على صحته على الوجهين والله أعلم، وهذا من فوائد الاستخراج.