للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢١٤٨ - ز - حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصائغ إملاءًا بمكة، ومحمد بن حرب المدني بالفسطاط إملاءًا، قالا: حدَّثنا إسماعيل بن أبي أُويس (١) قال: حدّثني أبي (٢)، عن هشام بن عروة (٣)، عن أبيه، عن عائشة.

قال أبو أُويس: وحدّثني أيضا عبد الله بن أبي بكر، عن عَمرة عن عائشة.

قال هشام: قال عروة: قالت عائشة.

وقال لي عبد الله بن أبي بكر: قالت عمرة، قالت عائشه: "كان النَّبِىّ إذا أراد أنْ يُسافِر سفرًا أَقْرَع بين أَزواجه، فأيَّتُهنَّ خرج سهمُها خرج بها معة. فخرج سهم عائشة في غزوةِ النَّبِىّ بني المُصطلِق من

⦗٢٨٣⦘

خُزاعَة. فلمّا انصرف النَّبِىّ وكان قريبا من المدينة، وكانت عائشة جُويرية حديثة السِّنِّ، قليلة اللحم خفيفة، وكانت تَلزمُ خِدْرَها. فإذا أراد النّاس الرَّحيل، ذهبت فتوضأت، ورجعت فدخلت مِحَفَّتَها (٤)، فيُرحَلُ بعيرها، ثمّ تُحمل مِحَفَّتَها، فتوضع على البعير وهي في المِحَفَّة. فأوّل ما قال المنافقون وغيرهم ممن اسْتَزَلُّوه (٥) في أمر عائشة: أنّها خرجت يوما حين دنوا من المدينة، فانسَّل من عُنُقِها عِقد لها من جِزْعِ أَظْفَار (٦). فارتحل النَّبِىّ والنّاس، وهي في بغاء العِقد، ولم يُعلم برحيلها. فشدُّوا على بعيرها المِحَفَّةِ، وهم يَرَونَ أَنَّها فيه كما كانت تكون. فرجعت عائشة إلى منزلها، ولم تجِد في العسكرِ أحدًا، وغلبتها عيناها. قالت عائشة: وكان صفوان بن المُعَطِّل السُّلمي صاحبُ النَّبي تخلّف تلك الليلة عن العسكر حتّى أصبح. قالت: فمرَّ بي فرآني، فاسترجع، وأعظَم مكاني حين رآني وحدي. وقد كنت أعرفه ويعرفني قبل أن يُضرب علينا الحِجاب. قالت: فسألني عن أمري؟ فاستترت وجهى بجِلبابي، وأخبرته

⦗٢٨٤⦘

بأمري. فقرّب إليَّ بعيره، ووطِأ على ذراعه وولاّني قَفَاه، حتّى ركبت وسويتُ ثيابي، ثمّ بعثه، وأقبل يسير بي حتّى دخلنا المدينة نصف النَّهار أو نحوه. فهنالك قال فيَّ وفيه من قال فيه من أهل الإفكِ. وأنا لا أعلم شيئا من ذلك، ولا مما يخوض فيه النَّاس من أمري. كنت تلك الليالي شاكية. فكان أوّل ما أنكرتُ من أمر النَّبِيّ في أمري أنّه كان يعودني قبل ذلك إذا مرضت. وكان تلك الليالي لا يدخُلُ عليَّ ولا يعودني. إلاّ أنه يقول وهو مارٌّ: "كيف تيكم؟ ". فيسألُ عنِّي بعض البيت. فلمّا بلغ النَّبِيّ - صلّى الله عليه - ما أُكثر فيه من أمري غمّه. قالت: وقد كُنتُ شكوت إلى أميِّ قبل ذلك، وما رأيتُ من النَّبِيّ من الجَفْوة. فقالت لي: يا بنيّة اصبري، فواللهِ لقلَّ ما كانت امرأة حسناء يُحبُّها زوجها، ولها ضرائرُ إلاّ رَمَيْنَها. قالت: فوجدتُ تلك الليلة التي بعث رسول الله - صلّى الله عليه - من صبيحتها إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهم في أمري. وكنَّا ذلك الزَّمان ليس لنا كُنُفٌ نذهب فيها، وإنمّا كنا نذهب كما يذهب العرب ليلا إلى ليل. فقلتُ لأمِّ مِسْطَح بن أُثاثة - وهي امرأة من بني المطَّلب (٧) بن عبد مناف -: خُذي الإداوَة فاملئيها، واذهي بنا إلى المناصع. وكانت هي وابنها مِسْطَح

⦗٢٨٥⦘

بينهم وبين أبي بكر قرابة، وكان أبو بكرٍ يُنفِقُ عليهم، وكانوا يكونون معه ومع أهله. فأخذَتِ الإِداوَة وخرجنا نحو المناصع (٨)، وإنّ بي لما يشقُّ علي من الغائط. فعَثَرَت أمُّ مِسْطَح فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ. قالت: ثمّ مشينا فعثُرت أيضا فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ. ثمّ مشينا فعثُرت أيضا فقالت: تعِس مِسْطَح. فقلت لها: بئسَ ما قُلتِ لصاحب النَّبِيّ ، وصاحب بدر. فقالت لي: إنّك لغافلة عما فيه النّاس من أمرك؟. فقلت: أجل. وما ذاك؟ قالت: إنّ مِسْطَحًا، وحسّانَ بن ثابت الأنصاريَّ ثم النَجَّاريَّ، وحمَنةَ بنت جحش بن رِئاب الأَسَدي، وغيرهم، ممن استزلهم من المنافقين، يجتمعون في بيت عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول أخي بني الحارث بن الخزرَج الأنصاري، فيتحدّثون عنكِ وعن صفوان بن المُعَطِّل، ويرمونك به. قالت: فذهب عنِّي ما كنت أجدُ من الغائط، ورجعت عودي على بدئِ إلى بيتي. فلمّا أصبحنا تلك الليلة بعث النَّبِيّ إلى علي وأسامة، فأخبرهما بما قيل فينا، واستشارهما في أمري؟. فقال له أسامة: واللهِ يا رسول الله ما علِمنا على أهلِك سوءًا. فقال له علي: ما أكثر النّساء. وإن أردت أن تعلم الخبر، فتوعّد الجاريةَ واضربها تُخبِرك يعني: بريرة -. فقال النَّبِىّ لعلي: "فشأنك أنت بالجارية" (٩).

⦗٢٨٦⦘

فسألها عليٌ (١٠) عنِّي فتواعدها؟ فلم تخبره - والحمد لله - إلاّ بخير. ثمّ ضربها، وسألها عنِّي؟ فقالت: واللهِ ما علِمتُ على عائشة سوءًا، إلاّ أنَّها جارية تصبح عن عَجين أهلها، فتدخل الشاة الدَّاجِن أو الدّجاج فتأكل من العجين. ثمّ خرج رسول الله حين سمع ما قال فيَّ بَريرَة لعليٍّ، فخرج إلى النّاس النَّبِيّ ، فلمّا اجتمعوا إليه قال: "يا معشر المسلمين! مَنْ لي مِن رجالٍ يُؤذُوني في أهلي، وما علمت على أهلي سوءًا. ويرمون رجلا من أصحابي ما علمتُ عليه سُوءًا، ولا خرجتُ مخرجًا إلاّ خرج معي فيه؟ ". فقال سعد بن معاذ الأنصاريُّ ثمّ الأَشْهَليُّ من الأوس: يا رسول الله لو كان في أحدٍ من الأوس كَفَينَاكَه. فقام سعد بن عُبادة الأنصاري الحزرَجي فقال لسعد بن معاذ: كذبت، وهذا الباطل. فقام أُسَيد بن الحُضير الأنصاريُّ ثم الأَشْهَليُّ ورجال من الفريقين جميعًا فاستبّوا وتنازعوا، حتّى كاد أن يعظُم الأمر بينهم.

ودخل بيتي وبعث إلى أبويَّ، فأتياه. فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمَّ قال: "يا عائشةُ إنّما أَنتِ من بناتِ آدم، فإن كنت أخطأت، فتوبي إلى الله ﷿، واستغفري". فقلت لأبي: أجِب عنِّي رسول الله . فقال لي: إنِّي لا أفعل. هو نبىُّ الله والوحي يأتيه. فقلت لأمِّي: أجِيبي عنِّي رسول الله . فقالت لي كما قال أبي. فقلتُ: واللهِ

⦗٢٨٧⦘

لئن أقررتُ على نفسي بباطل لتصدِّقوني. ولئن برَّأت نفسي - والله يعلم إنِّي لبريئة - لتكذِّبوني. فما أجدُ لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف حين يقول: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (١١). قالت: ونسيت اسم يعقوب، لما بي من الحُزن والبكاء (١٢)، واحتراق الجوف. فتغشّا رسول الله ما كان يتغشّاه من الوحي. قالت: ثمَّ سُرِي عنه. فمسح وجهه بيده ثمَّ قال: "أبشِري يا عائشة. فقد أنزل الله ﷿ براءَتك". قالت عائشة: واللهِ ما كنت أظنُّ أنْ يَنزل القرآن فيَّ. ولكني كنت أرجوا لما أَعلمُ من براءَتي أن يُري الله النَّبِيّ في أمري برؤيا يُبرِّئني بها عند نبيِّه - صلّى الله عليه -. فقال لي أبوايَ عند ذلك: قُومي فقبِّلي رأس رسول الله . فقلت: واللهِ لا أفعل! بحمد الله كان ذلك، لا بحمدكم.

قالت: وكان أبو بكر يُنفِق على مِسْطَحٍ وأمِّه. فلمّا رأى ذلك حلف أبو بكر أن لا ينفعَه بشيء أبدا. قالت: فلمّا تلا النَّبِىّ قول الله ﷿: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (١٣) بكى أبو بكر، وقال: "بلى يا ربِّ. وعاد بالنّفقةِ على مِسْطَح وأمِّة".

قالت: "وقعَد صفوان بن المُعَطِّل لحسّان بن ثابت، فضربه ضربة

⦗٢٨٨⦘

بالسّيف. وقال صفوانُ في الشِّعر حين ضربه بالسّيف:

تَلَقَّ ذُباب (١٤) السَّيف منِّي؟، وإنّني (١٥) … غُلامٌ إذا هُوجِيتُ لستُ بِشَاعِرِ

ولكنّنى أَحْمِى حِمايَ وأنتقِمْ … من الباهِتِ (١٦) الرَّامِ البُراء الطَّواهرِ

وصاح حسّان بن ثابت واستغاث بالنّاس على صفوان. فلمّا فرَّ صفوان، وجاء حسّان إلى النَّبِيّ فاستعدا على صفوان في ضربته إيّاه. فسأله النَّبِيّ أن يهب له ضَربةَ صفوانٍ إيّاه؟ فوهبها للنَّبِي . فعوَّضه منها حائطا من نخلٍ عظيم، وجاريةً رُوميَّة. قالت: ثمّ باعَ حسّانُ ذلك الحائط من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمالٍ عظيم" (١٧).

قالت عائشة: وبلغني - والله أعلم - أنّ الذي قال فيه:

⦗٢٨٩⦘

﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (١٨) أنَّه عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول أخو بلحارث بن الخزرَج (١٩).

قالت عائشة: فقيل في أصحاب الإفكِ أشعارٌ.

قال أبو بكر الصِدِّيق لمِسْطَحٍ في رَمْيَه (٢٠) عائشةَ - وكان يُدعى عوفًا -:

يا عَوفُ ويحَكَ هَلاَّ قُلتَ عَارِفَةً … من الكلام ولم تَبْتَغْ به طَمَعا

وأَدْرَكت (٢١) حمَيًّا مَعْشَرًا أُنُفًا … ولم تكن قَاطعًا يا عَوفُ مُقتَطِعا

هلا حَرِبْت من الأقوامِ إذْ حَشَدُوا … فلا تَقولُ وإن عَادَيتَهم قَذَعا (٢٢)

لمّا رَمَيتَ حَصَانًا غَير مُقْرفَةٍ أَمينةُ … الجَيْبِ لم يُعْرَفْ لها خَضَعا (٢٣)

⦗٢٩٠⦘

فيمَن رَمَاها كنتم مَعْشَرًا أَفُكا … في سَيّءِ القولِ من لفظِ الخنا (٢٤) سُرُعا

فأَنزلَ الله عُذرًا في براءَتِها … وبينَ عوفٍ وبينَ الله ما صَنَعا

فإن أعِش أَجزِ عوفًا في مقالتِه … شرَّ الجزاءِ فما ألفيتُه تَبِعَا

وقالت أمّ سعد بن معاذ الأشهلي ثم الأوسي (٢٥) في الذين رموا عائشة في الشعر:

تشهدُ الأوسُ كهْلُها وفتَاها … والخُمَاسِي (٢٦) من نَسلِها والفَطِيمُ (٢٧)

ونساءُ الخزرجيين يشهدون … بِحقٍ وذلكم معلومُ

أنّ ابنة الصدِّيق كانت حصينًا … عوَاةَ (٢٨) الجَيْبِ دِينها مُستقيمُ

⦗٢٩١⦘

فتُقى الله في المَغِيبِ عليها … نعمةَ الله ستْرُها ما تَرِيْمُ (٢٩)

خيرُ هذا النِّساءِ حالًا ونفسًا … وأبًا للعُلا بهَاها (٣٠) كَريم

للموالي التي (٣١) رَمَوها بإِفكٍ … أخذته مَقامِعُ (٣٢) وجَحِيمُ

ليس من قذفها بسوءٍ … في حِطامٍ حتَّى يتوبَ اللئيمُ

وعوانٍ من الحَريقِ تَلظَّى … بيننا فَوقَها عِقابُ صريمُ

ليتَ (٣٣) سعدًا ومن رَماها بسوءٍ … في كَظاظٍ (٣٤) حتَّى يَتوبَ الظَّلومُ

وقال حسّانُ بن ثابتٍ الأنصاريُّ ثمّ النجَّاريُّ وهو يُبرىُ عائشة مما قيل

⦗٢٩٢⦘

فيها، ويعتذر إليها في الشعر:

حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ (٣٥) بريبةٍ … وتُصبح غَرْثَى (٣٦) من لُحُمِ الغَوافِلِ

حَلِيلَةُ خيرِ النَّاسِ دِينًا ومنصِبا … نَبيِّ الهُدى والمكرَمات الفواضِلِ

عَقِيلَةُ حَيٍّ من لُؤيِّ بن غَالبِ … كِرامِ المساعي مجدُها غير زائِل

مهذَّبةٌ قد طيَّبَ الله خِيْمَها … وطهَّرها من كلِّ شيءٍ (٣٧) وباطِل

فإنْ كان ماقد جاء عنِّيَ قُلتُه … فلا رَفعت سَوْطِي إليَّ أناملي

⦗٢٩٣⦘

وإِنَّ الذي قد قيلَ ليسَ بلائِطٍ (٣٨) بك … الدَّهرَ بل هو (٣٩) قولَ امرئٍ غير ماحِل (٤٠)

وكيفَ وَوُدِّي ما حَيِيتُ ونُصرتِي … لآلِ رسول الله زَينِ المحَافِل

له رتبٌ عالٍ على النَّاسِ فضلُها … تقَاصَر عنها سَورَة (٤١) المُتَطَاوِل

قال وأخبرني (٤٢): أنَّ النَّبِىّ أمرَ بالذين رَمَوا عائشة فجُلِدوا الحدود جميعا ثمانين ثمانين، فقال حسَّان (٤٣) في الشِّعر لهم حين جُلِدوا:

⦗٢٩٤⦘

تعَاطوا بِرَجمِ القولِ زوجَ نَبيِّهم … وسَخْطَة ذَا الرَبِّ الكريمِ فأُبْرِحُوا

وآذَوا رسول الله فيها فعُمّموا … مخَازِيَ ذُلٍّ جُلِّلوها وفُضِّحوا

وصُبَّت عليهم مُحصَداتٌ (٤٤) كأنَّها … شآبيب (٤٥) قَطْرٍ من ذُرَى المُزنِ تُدلجِوا (٤٦) (٤٧)

⦗٢٩٧⦘

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

٣٢

عمادة البحث العلمي

رقم الإصدار: (١٦٤)

المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم

لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني (٣١٦ هـ)

تحقيق

د. عبد الله بن محمد بن سعود آل مساعد

الجزء الحادي والعشرون

الطبعة الأولى

١٤٣٨ هـ / ٢٠١٦ م


(١) مختلف فيه. وتقدمت ترجمته برقم (٣٠٠).
(٢) عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي أبو أُويس.
(٣) هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم. ولم يخرج مسلم بقية أسانيد المصنف هذه. وأخرج رواية هشام مختصرة في (٤/ ٢١٣٧ برقم ٥٨)، ولم يسق المصنف لفظ هشام هنا بل أخرج لفظ الحديث من رواية عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عَمرة بنت عبد الرحمن مطولا.
(٤) المِحَفة مركب من مراكب النساء.
تهذيب اللغة (٤/ ٦ باب الحاء والفاء)
(٥) أي ممن وقع معهم في هذا الأمر، وسيأتي بعد صفحتين (إن مسطحًا وحسان … وغيرهم ممن استزلهم من المنافقين)، وجاء عند الحنائي (٢/ ١١٧٧) "اشتركوا"، وعند ابن ديزيل (ص ٢٧)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ١١١): "ممن اشترك".
(٦) تقدم معناها في الحديث رقم (١٢١٢٧).
(٧) جاء في الأصل: (عبد المطلب). وصوابه: المطلب. كما تقدم بيانه في الحديث رقم (١٢١٢٧).
(٨) تقدم معناها في الحديث رقم (١٢٠١٢٧).
(٩) جاء في حاشية "الأصل": "بالخادم".
(١٠) في جميع روايات مسلم أن السائل هو النَّبي .
(١١) سورة يوسف جزء من الآية رقم (١٨).
(١٢) ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن والبكاء). ليس في روايات مسلم لهذا الحديث.
(١٣) سورة النور جزء من الآية رقم (٢٢).
(١٤) طرفه الذي بين شفرتيه، وقيل حدّه. لسان العرب (١/ ٣٨٣ مادة ذبب).
(١٥) كذا في الأصل بالواو. وعند ابن دِيزِيل والطبراني والحِنائي: (فإنّني). وهي أحسن.
(١٦) القاذف، يقال باهته استقبلته بأمر يقذفه به هو منه بريء لا يعلمه. لسان العرب (٢/ ١٢ - ١٣ مادة بهت).
(١٧) هذا القدر الذي فيه قصة صفوان بن المعطل مع حسان رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٤٩٩ برقم ٣٨١٥ و ٦/ ٣٣٦٦ - ٣٣٦٧ برقم ٧٦٩٩) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة .
(١٨) سورة النور جزء من الآية رقم (١١).
(١٩) عند مسلم من رواية هشام بن عروة عن أبيه: (وهو الذي تولّى كبره وحمنة).
(٢٠) في الأصل (رميته) وكتب فوق التاء علامة تضبيب للتنبيه على أنه خطأ، والمثبت أصوب، وقد جاء عند ابن ديزيل (صـ ٣٣) والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ١١٥): (رميه).
(٢١) كذا في الأصل! وعند الطبراني - في المعجم الكبير (١٣/ ١١١) -، وأبي نُعيم - في معرفة الصحابة (٤/ ٢٢٠٧) - من طريق إسماعيل بن أبي أُويس عن أبيه عن هشام بن عروة - وهي التي أخرجها المصنِّف -: (أدركَتْكَ). وهي أحسن.
(٢٢) القذع: الخنا والفحش. (لسان العرب ٨/ ٢٦٢ مادة قذع).
(٢٣) لين القول. لسان العرب (٨/ ٨٣ مادة خضع).
(٢٤) الفحش من القول. النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٨٦ باب الخاء مع النون).
(٢٥) كبشة بنت رافع الأنصارية الخدرية ، وقد عاشت بعد ابنها سعد وندَبته. الإصابة في تمييز الصحابة (٨/ ٢٣٤).
(٢٦) ما كان طوله خمسة أشبار. لسان العرب (٦/ ٦٩ مادة خمس).
(٢٧) الذي فصلته أمّه عن الرضاعة. لسان العرب … (١٢/ ٤٥٤ مادة فطم).
(٢٨) كتب فوقها (عَفَّةُ). بخطٍ دقيق، وتقدم أن هذه النسخة عليها تصويبات من الناسخ أخذها من نسخة الضياء المقدسي (هـ). والعيُّ هو الليّ والطيّ، وعفت يده إذا لواها. لسان العرب (١٥/ ١٠٩ مادة عوي). ووقعت عند ابن دِيزيل والطبراني والحنائي (عَفَّة الجيب).
(٢٩) التريم من الرجال: الملوث بالمعايب والدرن، والتريم: المتواضع لله ﷿. لسان العرب (١٢/ ٦٥ مادة ترم).
(٣٠) "بهاها" كذا في الأصل، وجاء عند ابن ديزيل والطبراني والحنائي: "نماها".
(٣١) عند ابن دِيزيل والحِنائي: الأُولى.
(٣٢) جمع مقمعة وهي: سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة. لسان العرب (٨/ ٢٩٦ مادة قمع).
(٣٣) في الأصل (ليس). ووضع فوقها علامة تصحيح ولم يكتب شيئا. والمثبت من مصادر التخريج وهو أصح.
(٣٤) الشدة والتعب، والكظاظ في الحرب: الضيق عند المعركة. لسان العرب (٧/ ٤٥٨ مادة كظظ).
(٣٥) لا تتهم، أزْنَنت فلانا بكذا: أي اتّهمته. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٥٣٥).
(٣٦) بفتح الرّاء الجوع. وهو استعارة أي أنها لا تذكر أحدا بسوء ولا تغتاب أحدا ممن هو غافل من مثل هذا الفعل.
انظر: مشارق الأنوار (٢/ ١٣٠ غ ر ث)، وغريب ما في الصحيحين (على ٥٣٥).
(٣٧) كتب في الحاشية: (شرٍ). ووقع عند ابن دِيزيل والطبراني والحِنّائي: سوءٍ، وكذلك في ديوان حسان بن ثابت (صـ: ١٩١).
(٣٨) أي ليس بلازق. لسان العرب (٧/ ٣٩٦ مادة ليط).
(٣٩) كذا في الأصل: (هو). ولم ترد عند ابن دِيزيل والطبراني والحنائي والمقدسي، وكذلك لم ترد في ديوان حسان بن ثابت (صـ ١٩١).
(٤٠) هو الساعي بالنمائم. غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٣٤٥).
(٤١) كذا ضبطها في الأصل بالفتح وهي بمعنى الوثبة. وأما السُّورة بالضم فهي الرفعة والشرف والمنزلة. لسان العرب (٤/ ٣٨٥ - ٣٨٦ مادة سور).
(٤٢) كذا عند المصنف يعني أنه من رواية إسماعيل عن أبيه أبي أُويس عبد الله بن عبد الله بن أويس. ووقع عند ابن دِيزيل، والطبراني، والحِنّائي، والمقدسي: "قال أبو أُويس: أخبرني أبي". يعني أنه عبد الله بن أويس والد أبي أُويس. ولم أجد له ترجمة. وهذا الجزء من المتن مُعضل.
(٤٣) ذكره ابن إسحاق بدون إسناد ولم يجعله من قول حسان: "قال قائل من المسلمين في ضَرب حسان وأصحابه". سيرة ابن إسحاق (٢/ ٣٠٧ ابن هشام). =

⦗٢٩٤⦘
= وأبهم ابن إسحاق القائل، والبيت في ديوان عبد الله بن رواحة (ص ١٤٣).
(٤٤) الحصد اشتداد القتل واستحكام الصناعة في الأوتار والحبال والدروع. لسان العرب (٣/ ١٥٢ مادة حصد).
(٤٥) الدفعات من المطر. لسان العرب (١/ ٤٧٩ مادة شأب).
(٤٦) هذا الجزء من المتن معضل لم يُسنده أبو أُويس كما في رواية المصنف أو أبوه كما عند بقية من أخرج الحديث. وقوله فيه: "فجلدوا الحدود جميعا". يدل على أن عبد الله ابن أُبيّ ممن جلد، وهذا منكر ولم يرد في شيء من روايات الصحيحين.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٨٨٤): "وقال قوم: إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل: لقد ذاق عبد الله ما كان أهله .. وعبد الله هو: عبد الله بن أُبي بن سَلول. وآخرون يصححون جلد حسان بن ثابت ويجعلونه من جملة أهل الإفك، وهذا عندي أصح، لأن عبد الله بن أُبّي بن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد".
(٤٧) ولم يخرج مسلم من هذه الأسانيد التي جمعها إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه سوى رواية هشام بن عروة عن أبيه فقد أخرجها في (٤/ ٢١٣٧ برقم ٥٨) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة مختصرة. وقد ساقها المصنف =

⦗٢٩٥⦘
= هنا مطولة من طريق أبي أُويس عبد الله بن عبد الله عن هشام عن أبيه، وعن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة، كلاهما عن عائشة . وفيها زيادات وأشعار لم ترد في صحيح مسلم. ولم يُخرج مسلم حديث الإفك من رواية عمرة وهي من زيادات المصنف عليه.
وإسناد المصنف ضعيف فيه إسماعيل بن أبي أويس وأبوه عبد الله بن عبد الله بن أويس كلاهما متكلم فيه من جهة حفظه، وقد تفرد بزيادات في هذا الحديث وأشعار، وفي آخر الحديث رواية معضلة عن أبي أويس بدون إسناد وفيها أنّ أصحاب الإفك حدُّوا جميعا، وهذا منكر، وقد خولف فيه كما سيأتي.
وأخرج الحديث مطولا كما عند المصنف إبراهيم بن الحسنِن ابن دِيزِيل في جزئه (ص ٢٦ - ٣٠ برقم ١)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ١١١ - ١١٧ برقم ١٥١)، والحنائي في الفوائد (٢/ ١١٧٧ - ١١٨٤)، وعبد الغني المقدسي في حديث الإفك (ص ٣١ - ٣٨)، كلهم من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه أبي أويس مثله، وعند بعضهم مغايرة في بعض الأشعار التي عند المصنف.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٣٦): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أنّ بعض هذا يخالف ما في الصحيح".
ولعله عنى به ما ذكر في آخر الحديث من جلد الراميين لعائشة .
قال ابن حجر في فتح الباري (١٣/ ٣٤٢): "فجلد الراميين لم يقع في شيء من طرق حديث الإفك في الصحيحين ولا أحدهما".
وتقدمت الإشارة إلى شذوذ رواية إسماعيل بن أبي أُويس هذه حيت ذكر جلد أصحاب الإفك كلهم.
والصحيح أن الذين حدّوا ليس فيهم عبد الله بن أُبيّ بن سلول. ويدل على ذلك ما رواه ابن إسحاق في (٢/ ٢٩٧ - ٣٠٢ سيرة ابن هشام) - ومن طريقه أحمد في المسند (٤٠/ ٧٦ - ٧٧ برقم ٢٤٠٦٦) وأبو داود في (كتاب الحدود - باب حدّ القذف برقم ٤٤٧٤)، والترمذي في (أبواب تفسير القرآن ٥/ ٣٣٦ برقم ٣١٣٨)، والطحاوي في مشكل الآثار (٧/ ٤٠٩ برقم ٢٩٦٣) - عن عبد الله بن أبي بكر بن =

⦗٢٩٦⦘
= عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة: "فأمر برجلين وامرأة فضربوا حَدَّهم". وسمُّوا في رواية ابن هشام والطحاوي: "حسان، ومِسطح، وحمنة". وصرَّح ابن إسحاق بالتحديث عند الطحاوي. وابن إسحاق أوثق من أبي أويس وإسناد روايته حسن لتصريحه بالتحديث.
من فوائد الاستخراج:
١ - رواية هشام بن عروة عن أبيه عند مسلم مختصرة، وساقها المصنف مطولة.
٢ - في رواية مسلم في الذي تولّى كِبره أنه عبد الله بن أبي وحمنة بنت جحش. وعند المصنف أنه عبد الله بن أبي وحده.
٣ - في رواية هشام بن عروة عن أبيه عند مسلم: "دخل رسول الله بيتي فسأل الجارية". وعند المصنف: "فسألها عليٌّ عني فتواعدها".
٤ - رواية عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة من زيادات المصنف لم يخرجها مسلم.
٥ - الزيادات في الحديث من الأشعار، وآخر المتن المعضل لم ترد عند مسلم.