للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢١٦٣ - حدَّثنا أبو محمد يحيى بن سافري (١)، حدَّثنا زكريا بن عَدي، حدَّثنا المُحاربي (٢)، عن أبي سعد البَقَّال (٣) قال: قلت

⦗٣٢٠⦘

لعبد الرحمن بن الأسود: هل كان أبوك فيما يدخل على عائشة [يسألها] (٤) عن أمرها؟ قال: نعم. قال (٥): قلت لها: يا أمَّ المؤمنين أو يا أمَّتاه أخبريني كيف كان أمرُكِ؟ قالت: "ما أخبرك يا بُنيّ، تزوجني رسول الله وعليّ أحوف، (٦)، وأنا صبيّة بنت لستِّ سنين، ولا عندي شحمٌ ولا لحمٌ ولا ما يرغب فيه الرّجال، أخوضُ في ماء المطر بمكة. فلمّا بلغني أنَّه تزوجني ألقى الله عليَّ الحياء. ثمَّ إنّ رسول الله هاجر وأنا معه قد حمُلتُ إليه، فدخل بي وأنا بنت تسع سنين. ثم إنّ رسول الله سار مسيرًا، فخرجت معه، كنت في حِدَاجَةٍ لي -يعني: الهودج.- عليها ستور، وأنا

⦗٣٢١⦘

خفيفة، فإذا جلستُ فيها احتملوها، وأنا فيها فشدُّوها على ظهر البعير، فخرجتُ لحاجتي، ثمَّ رجعت، فإذا هم قد أذنوا بالرَّحيل، فجلستُ في الحِداجة قد رأوني حين حرّكت الستور، فضربت بيدي إلى صدري فإذا أَنا قد نسيت قِلادةً كانت عليَّ من جَزْع (٧) حيثُ كُنتُ، فخرجتُ مُسرعةً في طلبها، فرجعت فإذا القوم قد ساروا، وإذا أنا لا أرى إلا الغُبار من بعيد، وإذا هم حملوا الحِداجة، فحملوها على ظَهر البعير وهم يَرون أَنِّي فيها؛ لِمَا رَأوا من خِفَّتي. وإذا أَنا برجلٍ آخذ برأس بعيره. فقلت من الرّجُل؟ فقال: صفوان بن المُعَطِّل. أأمَّ المؤمنين؟ قلت: نعم. قال: إِنَّا لله وإنّا إليه راجعون. فقلت: أدبِر بوجهِك وَطَأ ذراع بعيرك حتَّى أركب. قال: أفعلُ ونِعمةُ عينٍ وكرامة. قالت: فركبتُ فأتينا النِّاس". وذكر الحديث (٨).

⦗٣٢٢⦘

[كان في الأصل قد كتب تمام هذا الحديث وبعده حديثان، قد قرأتُ ذلك ولم أكتبه، أحدهما: عن الشيباني، عن أشياخه، عن عائشة. والآخر: عن خُصيف، عن مِقسم، عن عائشة] (٩).


(١) هو يحي بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري.
(٢) هو عبد الرحمن بن محمد بن المحاربي (كما في إسناد الطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ١١٨ رقم ١٥٣).
(٣) هو سعيد بن المرزبان.
(٤) ما بين معكوفتين ساقط من الأصل، ومثبت في إسناد المصنف كما في (إتحاف المهرة ١٦/ ١٠٢٨ رقم ٢١٥٤٩).
(٥) القائل هو الأسود بن يزيد النخعي، وهو الذي يروي هذا الحديث عن أم المؤمنين عائشة ، كما جاء التصريح به في رواية الطبراني (٢٣/ ١١٨ رقم ١٥٣).
(٦) هذا هو الصواب كما في المتن المثبت في إتحاف المهرة (١٦/ ١٠٢٧ رقم ٢١٥٤٩)، وهو كذلك في رواية الطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ١٣٠ رقم ١٥٤) من طريق أبي سعيد الأعور عن عبد الرحمن بن الأسود به.
وجاء في الأصل "حدل" وهو خطأ.
والحوف: -جاء تفسيره في رواية الطبراني- قال: والحوف شيء يصنعه الأعراب -[وفي المطبوع من المعجم الأعراف وهو خطأ مطبعي]- على الصبيان من سور يلبسه الأعراب أبنائهم. اهـ.
وجاء تفسيره في النهاية (١/ ٤٦٢) ثوب لا كمين له تلبسه الصبية، وقيل سيور تشدها الصبيان عليهم. ا. هـ
(٧) بفتح الجيم وإسكان الزاي: خرز يماني في سواده بياض كالعروق. (وجاء في رواية معمر عن الزهري في صحيح مسلم التوبة: ٥٦): جزع ظفار، وظفار قرية في اليمن. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٧/ ١٥٧) فتح الباري (٨/ ٣١٣)، التوضيح لابن الملقن (١٦/ ٥٧٠).
(٨) الحديث الوارد في قصة الإفك تقدم تخريجه تحت حديث رقم (٢١١٤٩).
فائدة الإستخراج: ما جاء في رواية الأسود بن يزيد عن عائشة من زيادات في صدر الحديث ليست في روايات مسلم في صحيحه.
وهذه الزيادات في إسنادها ضعف لأن مدارها على أبي سعد البقال وهو ضعيف كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٣٠).
(٩) ما بين المعكوفتين من كلام الناسخ رحمه الله تعالى، وهذا يدل على ضبطه وإتقانه لنسخ هذا الكتاب العظيم. والحديثان اللذان لم يكتبهما وأشار إليهما:
الأول: حديث الشيباني عن أشياخه عن عائشة:-
وقد ساق الحافظ ابن حجر إسناده ومتنه:
قال الإمام أبو عوانة : حدثنا أبو محمد يحيى بن سافري، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا المحاربي عن الشيباني عن أشياخه عن عائشة قالت: "نزلت فيّ أياتٍ كادت الأمة أن تهلك فِيّ، فبرأني الله، وجعلني طيبة لطيب، وأعد لي مغفرةً وأجرًا عظيمًا". (إتحاف المهرة ١٧/ ٦٨٣ رقم ٢٣٠٣٩).
والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني:
والحديث بهذا اللفظ يعتبر من زيادات المصنف، وقد تفرد ول من هذا الوجه، وفي إسناده ضعف بسبب الإبهام في شيوخ أبي إسحاق الشيباني والله أعلم.
الحديث الثاني: حديث خصيف عن مقسم عن عائشة .
وقد تقدم هذا الحديث بإسناده ومتنه (رقم ٢١٥٩) وليس عند المصنف رواية مقسم عن عائشة في قصة الإفك إلا إسناد واحد ومتن واحد -وهو المتقدم- (وانظر: إتحاف المهرة ١٧/ ٥٧٢ رقم ٢٢٨١٦).