للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٦١١ - حدثنا إسماعيل (١)، ويوسف (٢) القاضيان، قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب (٣)، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله : "إنَّ الله زَوَى لي الأرض فرأيت مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلكَ أمتي سيبلغ ما زُوِي لي منها؛ وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتى أنْ لا يهلكهم بسَنَةٍ بِعامةٍ، ولا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم سوى أنفسِهم فيستبيحَ بَيْضَتَهمَ (٤)، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ؛ وإني لا أهلكهم بسَنَةِ بِعامةٍ، ولا أسلطُ عليهم عدوًّا من سوى أنفسِهم يستبيح بيضتَهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارِها

⦗٧٠⦘

-أو قال: من بأقطارها- حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا، أو يكون بعضُهم يهلك بعضًا، وإنما أخاف على أمتي الأئمةَ المُضِلِّين، وإذا وُضع السيفُ في أمتي لم يرفعْ عنهم إلى يومِ القيامة، ولا تقوم الساعةُ حتى تَلحقَ قبائلُ من أمتي بالمشركين، حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثانَ، وإنه سيكونُ في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنَّه نبيٌّ، وأنا خاتمُ النبيين لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتى على الحق ظاهرين لا يَضرُّهم من خالفهم -أو قال: من خذلهم- حتى يأتي أمرُ الله" (٥).


(١) هو: إسماعيل القاضي الذي تقدم في الحديث السابق.
(٢) هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي القاضي.
(٣) هو: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري.
(٤) أي: مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم. وبيضة الدار: وسطها ومعظمها. أراد عدوا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. قيل: أراد: إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طُعم أو فرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربما سلم بعض فراخها. وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد. انظر: النهاية (١/ ١٧٢).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ٤/ ٢٢١٥، حديث رقم ١٩) من طريق حماد بن زيد، به.
وأخرج الزيادة التى بعد قوله: " … حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا" والزيادات التى في الحديث التالي أبو داود في سننه (كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها ٤/ ١٥٧/ حديث رقم ٤٢٥٤)، والترمذي في سننه (كتاب الفتن عن رسول الله ، باب ما جاء في الأئمة المضلين ٤/ ٥٠٤/ حديث رقم ٢٢٢٩)، وأحمد في مسنده (٣٧/ ٧٧/ حديث رقم ٢٢٣٩٣) و (٣٧/ ٧٨/ حديث رقم ٢٢٣٩٤) و (٧٨/ ٣٧ /حديث رقم ٢٢٣٩٥) و (٣٧/ ١١٧/ حديث رقم ٢٢٤٥٢)، والدارمى في سننه، باب في كراهية أخذ الرأي ١/ ٢٩١/ حديث رقم ٢١٥) وفي (كتاب الرقاق، باب في الأئمة المضلين ٣/ ١٨١١/ حديث رقم ٢٧٩٤)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٣٣٢ / حديث رقم ٤٥٦)، وابن حبان في صحيحه (١٦/ ٢٢٠/ حديث رقم ٧٢٣٨)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ٢٨٩)، والقضاعي في مسند الشهاب (٢/ ١٩٣/حديث رقم ١١٦٦)، كلهم من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، به مرفوعًا. =

⦗٧١⦘
= وقال أبو عيسى: "وهذا حديث حسن صحيح".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٤٣٠): "رواه أحمد ورجاله ثقات".
وأخرجه الروياني في مسنده (١/ ٤١٠/ حديث رقم ٦٢٩)، وابن حبان في صحيحه (١٥/ ١٠٩/ حديث رقم ٦٧١٤) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، به مرفوعًا.
من فوائد الاستخراج: انتهى لفظ رواية مسلم عند قوله: " … حتى يكون بعضُهم يسبي بعضًا"، وما جاء في رواية المصنف بعد ذلك فهي من فوائد الاستخراج، وإسنادها صحيح. وسليمان بن حرب أوثق الرواة عن حماد بن زيد وأكثرهم ملازمة له. وقال ابن حجر: "اختص بحماد بن زيد". الفتح (١٣/ ٢٨٥)، وراجع: الجرح (٤/ رقم الترجمة ٤٨١)، تاريخ بغداد (٩/ ٣٥).