للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٧٩٤ - حدثني العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، قال سمعت ابن جابر (١)، قال حدثني يحيى بن جابر الطائي الحمصي، قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، قال حدثني أبي، أنَّه سمع النواس بن سمعان الكلابي، يقول: ذكر رسول الله الدجال غداة فخفض فيه ورفع، حتى ظننا أنَّه في طائفة النخل، فلما رُحنا إلى رسول الله عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنكم"؟ فقلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. قال: "غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج وأنا لست فيكم، فأمرؤ حجيجُ نفسه، والله تعالى خليفتي على كل مسلم.

إنه شاب قطط، عينه قائمة كأنه شبه بعبد العزى بن قطن، فمن رآه منكم، فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف، ثم قال: أراه يخرج من خلةٍ ما بين الشام والعراق، فعاث يمينا، وعاث شمالا، يا عباد الله اثبتوا".

قلنا يا رسول الله: وما لبثه فى الناس؟ قال: "أربعين يوما، يومٌ كسنة، ويوم كشهر، ويوم كالجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله! فما إسراعه فى الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الريح،

⦗٢٠٥⦘

قال: فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًّا، وأسبغه ضروعا وأمده خواصرًا، ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم تتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس في أيديهم شيء.

ثم يمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فينطلق وتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابًا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رَمْية الغرض، ثم يدعو (٢)، فيقبل يتهلل وجهه، يضحك، فبينا هم كذلك، بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهروذتين، على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، لا يحل (٣) للكافر (٤) أن يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حتى ينتهى طرفه، ويطلبه حتى يدركه عند باب لدّ، فيقتله الله، ثم يأتي نبي الله عيسى قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبيناهم كذلك، أوحى الله إليه يا عيسى! إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدَانِ لأحد بقتالهم، فأحرز عبادي إلى الطور

⦗٢٠٦⦘

فيبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فتمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها ثم ينزل آخرهم فيقول: لقد كان في هذه ماء مرة، ويحاصر نبى الله وأصحابه، حتى يكون رأس الثور يومئذ خير لأحدهم من مئة دينار لأحايهم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف فى رقابهم، فيصبحون -يعني- فَرْسَى موت نفس واحدة، فيهبط نبى الله عيسى وأصحابه، فلا يجدون موضعًا إلا قد ملأه زهمتهم ونتنهم ودماهم (٥)، فيرغب نبي الله صلى الله عليه وأصحابه إلى الله ﷿، فيرسل عليهم طيوا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث ما شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لايكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ثم قال للأرض: ائتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسل، حتى إن اللقحة لتكفي الفئام من الناس، واللقحة في البقر تكفى القبيلة، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ، فبيناهم كذلك؛ إذ بعث الله ريحا طيبة، أخذت تحت آباطهم، فيقبض روح كل مسلم، ويبقى سائر الناس، يتهارجون كما تتهارج الحمير، فعليهم تقوم الساعة". (٦)


(١) هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي - وهو موضع الالتقاء -.
(٢) في صحيح مسلم "يدعوه".
(٣) بكسر الحاء: أي لا يمكن ولا يقع. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ٩٠).
(٤) كذا في الأصل، وفي صحيح مسلم (لكافر).
(٥) كذا في الأصل: "دماهم"، وجاء في الرواية السابقة "دماهم" وليست هذه اللفظة في رواية مسلم.
(٦) تقدم تخريجه في الحديث السابق.

⦗٢٠٧⦘
= فوائد الاستخراج:
- المتابعة لرواية الوليد بن مسلم - في صحيح مسلم - و جاءت الرواية هنا عند المصنف من رواية الوليد بن مزيد - (وروايته مسلسلة بالتصريح بالسماع في جميع الطبقات) - قال ابن حجر: ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس. اهـ. (التقريب صـ ٥٨٣).
- جاء في صحيح مسلم "فواتح سورة الكهف"، وجاء في رواية المصنف "فواتح سورة أصحاب الكهف".