كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الطهارة - باب بيان صفة التيمم وأنه ضربة واحدة للكفين وبمسح الشمال على اليمين، والدليل على أنه يمسح الكف اليسرى بظهر كفه اليمنى. - ج: 3 - ص: 139

٩٣٤ - حدثنا الصغاني وأبو أمية (١)، قالا: نا يعلى (٢)، نا الأعمش، عن شقيق، قال: كنت جالسًا عند عبد الله بن مسعود وأبي موسى ﵄ فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرجمن (٣)، الرجل يجنب فلا يجد الماء أيصلّي؟ [قال: لا] (٤)، فقال: ألم تسمع قول عمار لعمر ﵄: أنّ رسول الله ﷺ بعثني أنا وأنت، فأجنبتُ فتمعّكت (٥) بالصعيد، فأتينا رسول الله ﷺ فأخبرناه، فقال: إنّما كان يكفيك هكذا، ومسح وجهه وكفّيه واحدة (٦)؟

⦗١٤٠⦘ رواه علي بن حرب (٧)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، فقال: "إنّما كان يكفيك أن تقول بيديك، وضرب بيديه ضربة على الأرض ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفّيه ووجهه". فقال عبد الله ﵁: ألم (٨) تر عمر ﵁ لم يقنعْ بقول عمّار ﵁؟ (٩).

ورواه غيره (١٠) عن الأعمش: فقال بيديه إلى الأرض فنفض يديه

⦗١٤١⦘ فمسح وجهه كفيه.

---

(١) هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
(٢) يعلى بن عبيد بن أبي أمية أبو يوسف الطنَافِسي.
(٣) وهي كنية عبد الله بن مسعود ﵁.
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من "الأصل" و"م".
(٥) تمعّكت أي تمرغت. انظر الصحاح ٤/ ١٦٠٩، والنهاية ٤/ ٣٤٣.
(٦) وقد أخرجه البيهقي عن أبي الحسن علي بن محمد عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن الصاغاني به. انظر: السنن الكبرى كتاب الطهارة باب ذكر الروايات في كيفية التيمم ١/ ٢١١.
وأخرجه الإمام أحمد عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش به. انظر: المسند ٤/ ٢٦٥.
وأخرجه ابن حبان، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن راهويه، عن أبي معاوية، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش به. انظر: الإحسان ٤/ ١٢٨.
وأخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، عن أبي معاوية عن الأعمش به. انظر: صحيحه، كتاب الحيض باب التيمم برقم ١١٠، ١/ ٢٨٠. =
⦗١٤٠⦘ = وأخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- عن محمد بن سلام عن أبي معاوية عن الأعمش به.
انظر: صحيحه، كتاب التيمم باب التيمم ضربة برقم ٣٤٧، ١/ ٥٤٣ مع الفتح.
(٧) هو الطائي.
(٨) كذا في "الأصل" و"م". وفي "ك" و"ط": أفلم تر؟. وفي صحيح مسلم: أولم تر؟
(٩) وقد أخرج مسلم -رحمه الله تعالى- ما علّقه المصنف هنا عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، عن أبي معاوية به. انظر: تخريج الحديث ٩٣٤ السابق.
(١٠) أي غير أبي معاوية -رحمه الله تعالى-، والفرق بين روايته ورواية غيره هنا؛ في ذكر نفض اليدين وتقدىم مسح الوجه على الكفين وعكسه، فأما تقدىم مسح الوجه على الكفّين وعكسه فلا يفيد الترتيب بينهما على القول الراجح في معنى الواو. انظر: ضياء السالك إلى أوضح المسالك ٣/ ١٨١.
وأما ذكر نفض اليدين فلم يرد من رواية أبي معاوية عن الأعمش عند مسلم والمصنف رحمهما الله تعالى وإنَّما ورد ذلك من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به عند مسلم ﵀. انظر: صحيحه، كتاب الحيض، باب التيمم برقم ١١١، ١/ ٢٨٠.
وقد ورد أيضا ذكر النفض من رواية أبي معاوية نفسه عن الأعمش به. أخرجها البخاري عن محمد بن سلام عنه به، وأبو داود عن محمد بن سليمان الأنباري عنه به. =
⦗١٤١⦘ = انظر: صحيح البخاري مع الفتح كتاب التيمم، باب التيمم ضربة برقم ٣٤٧، ١/ ٥٤٣، وسنن أبي داود، كتاب الطهارة باب التيمم برقم ٣٢١، ١/ ٢٢٧.
فدلّ ذلك على أنّ أبا معاوية ﵀ كان يرويه مرة بدون ذكر النفض، ومرة بذكره، وهو ثابت من روايته ورواية غيره. والله ﷾ أعلم.