للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١١٦ - حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قال: نا أبو أسامة، عن بريد (١)، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى Object قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولًا (٢) في بقيع بُطْحان (٣)، ورسول الله Object بالمدينة فكان (٤) يتناوب رسولَ الله Object عند صلاة

⦗٣٢٤⦘ العشاء كل ليلة نفرٌ منهم، قال أبو موسى Object فوافَقْنا رسولَ الله Object أنا وأصحابي وله بعض الشغل (٥) في بعض أمره حتى أعتم بالصلاة حتى ابهارّ (٦) الليل، ثم خرج رسول الله Object فصلى بهم فلمّا قضى صلاته قال لمن حضره: "على رسلكم (٧) أعلمكم وأبشروا فإنّ من نعمة الله عليكم أنَّه ليس من الناس أحد يصلي هذه الصلاة (٨) غيرُكم" أو قال: "ما صلى هذه الساعة أحد غيركم" لا يدري (٩)، أيَّ الكلمتين قال (١٠).

قال أبو موسى: فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله Object (١١).


(١) بريد -بالموحدة والراء المهملة بلفظ التصغير- هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري Object، روى له الجماعة، أحد الأثبات، إلا أنّ أبا حاتم قال: يكتب حديثه وليس بالمتين، وقال الإمام أحمد: روى مناكير، قال ابن عدي: … وقد اعتبرت حديثه فلم أر فيه حديثا أنكره وأنكر ما روى هذا الحديث الذي ذكرته (إذا أراد الله Object بأمة خيرًا قبض نبيها قبلها) وهذا طريق حسن، ورواه ثقات وأدخله قوم في صحاحهم، وأرجو أن لا يكون به بأس. وقال الإمام الذهبي في الكاشف: صدوق، وقال الحافظ ابن حجر: في هدي الساري: احتج به الأئمة كلهم، والإمام أحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة. وفي التقريب: ثقة يخطئ قليلا. انظر: العلل ١/ ٢٣٤، والضعفاء الكبير ١/ ١٥٧، والجرح والتعديل ٢/ ٤٢٦، والكامل ٢/ ٦٢، وتهذيب الكمال ٤/ ٥٠، والكاشف ١/ ٢٦٥، وهدي الساري ص ٣٩٢، والتقريب ص ١٢١.
(٢) هكذا في "الأصل" والصحيحين. وفي "ك" و"ط": نزول بالرفع وهو خطأ.
(٣) البقيع -بفتح الموحدة- في اللغة: الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى وهو مضاف إلى وادي بطحان وقد تقدم بيانه في حديث. وانظر المعالم الأثيرة ص ٥٠.
(٤) هكذا في "الأصل" والصحيحين. وفي "ك" و"ط": وكان بالواو.
(٥) هكذا في "الأصل" والصحيحين وفي "ك" و"ط": (وإنه في بعض الشغل … )
(٦) "ابهَارّ" الليل ابهيرارًا إذا انتصف قاله الأصمعي، مأخوذ من بهرة الشيء وهو وسطه.
انظر: التاج ١٠/ ٢٦٩.
(٧) "رسلكم" -بكسر الراء وفتحها لغتان والكسر أفصح وأشهر- أي تأنوا. انظر: الصحاح ٤/ ١٧٠٨، والمصباح المنير ص ٨٦، وشرح النووي ٥/ ٢٧٨.
(٨) هكذا في جميع النسخ. وفي الصحيحين: يصلى هذه الساعة، وهو الصواب والله أعلم.
(٩) هكذا في جميع النسخ وصحيح البخاري. وفي صحيح مسلم: لا ندري بالنون.
قال النووي ٥/ ٢٧٦ - رحمه الله تعالى: فيه جواز الحديث بعد صلاة العشاء إذا كان في خير، وإنَّما نهى عن الكلام في غير الخير. اهـ وهذا وجه الجمع بين هذا الحديث وحديث أبي برزة الآتي برقم ١١٢٤ والله أعلم.
(١٠) (قال) لم يذكر في "ك" و"ط".
(١١) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن أبي عامر الأشعري وأبي كريب، عن أبي أسامة به. اظر: صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت العشاء وتأخيرها برقم ٢٢٤، ١/ ٤٤٣. =
⦗٣٢٥⦘ = وأخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- عن محمد بن العلاء -أبي كريب- عن أبي أسامة به.
انظر: صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل العشاء برقم ٥٦٧، ٢/ ٤٧ مع الفتح.