للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٢٧ - حدثنا محمد بن عُزَيز الأيلي (١)، عن سلامة (٢)، عن عقيل، ح

وحدثنا أبو يوسف الفارسي، نا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال، أخبرني محمود بن الربيع ، أنّ عتبان بن مالك -وهو من أصحاب النبيّ ممن شهد بدرًا من الأنصار- أتى رسولَ الله فقال: يا رسول الله، إنّي أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، وددت يا رسول الله، أنّك تأتينى فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى. فقال له رسول الله : "سأفعل

⦗٩٢⦘ إن شاء الله" قال عتبان: فغدا رسول الله ، وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك"؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله فكبّر فقمنا فصففنا فصلّى ركعتين، ثم سلم. قال: وحَبَسناه على خزيرة (٣) صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال (٤)، من (٥) الدار ذو [و] (٦) عدد، فاجتمعوا فقال (٧) قائل منهم: أين مالك بن الدخيش -أو ابن الدخشن؟ (٨) -

⦗٩٣⦘ فقال (٩) بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله : "لا تقل ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله"؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال (١٠) رسول الله : "فإنّ الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" (١١).


(١) محمد بن عُزَيز -بالعين المهملة وزايين مصغرًا- ابن عبد الله أبو عبد الله مولى بني أمية ٢٩٦.
(٢) هو سلَامة -بتخفيف اللام وزيادة هاء- ابن روح بن خالد بن عقيل بن خالد القرشي، الأموي، أبو خَرْبَق وقيل: أبو روح الأيلي، ابن أخي عقيل بن خالد مولى عثمان .
وقد تقدم الكلام على رواية سلامة عن عقيل، في كتاب الإيمان، باب بيان الأعمال والفرائض التي إذا أداها بالقول والعمل دخل الجنة، برقم (٨٢).
(٣) خزيرة -بخاء معجمة مفتوحة بعدها زاي مكسورة، ثم ياء تحتانية ثم راء ثم هاء- نوع من الأطعمة، تصنع من لحم يقطع صغارًا، ثم يُصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق، وإن لم يكن فيه لحم فهو عصيدة … انظر: الصحاح ٢/ ٦٤٤، والفتح ١/ ٥٢١، وتاج العروس ١١/ ١٥٧.
(٤) (رجال) لم يذكر في "م".
(٥) هكذا في "الأصل" و"م" والصحيحين. وفي "ك": "في"، وهو خطأ.
(٦) الواو لم ترد في "الأصل"
(٧) وفي "م": "فقالوا". وهو خطأ.
(٨) "الدخيشن" -بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الياء التحتانية بعدها شين معجمة مكسورة ثم نون، و"الدخشن" -بضم الدال المهملة والشين المعجمة وسكون الخاء بينهما- وحكى كسر أوله-، ويروى بالميم بدل النون ونقل الطبراني عن أحمد بن صالح أن الصواب الدخشم بالميم. والشك فيه من الراوي هل هو مصغر أو مكبر، وفي صحيح مسلم من طريق يونس مالك بن الدخشن بدون شك. وهو من بني عوف بن عمرو بن عوف، شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد وهو الذي أسر سهيل بن =
⦗٩٣⦘ = عمرو يوم بدر، وأرسله النبي مع معن بن عديّ فأحرقا مسجد الضرار. قال أبو عمر بن عبد البر -رحمه الله تعالى- لا يصح عنه النفاق وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه. والله أعلم. انظرة معجم الطبراني الكبير ١٨/ ٣٠، والاستيعاب ٣/ ٣٧٢، والإصابة ٣/ ٣٤٣، والفتح ١/ ٥٢١.
(٩) (ك ١/ ٢٩٥).
(١٠) وفي "ك" فقال.
(١١) انظر: الحديث ١٣٢٦ السابق وتخريجه.