للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٨٤٤ - حدثنا ابن أبي الحُنَيْن (١)، قال: ثنا عمر بن حَفْص (٢)، قال: ثنا أبي (٣)، قال: ثنا الأعمش (٤)، قال: حدثني إبراهيم (٥)، عن الأسود (٦)، قال: دخلتُ أنا وعلقمةُ (٧) على عبد الله، فقال: "أصلّى هؤلاء خَلْفَكم؟ قلنا: لا، قال: فصلوا، فصلى بنا فلم يَأمُرْنا بأذانٍ ولا إقامةٍ (٨)، قال: فَقُمْنَا خَلْفَه وقدَّمناه (٩)، فقام أحدُنا عن يمينه والآخر عن

⦗١٢٦⦘ شماله، فلما ركع (١٠) وضعَ يَدَيْه بين رِجْلَيْه، وحَنَى، قال: فضرب يَدَيَّ عن رُكْبَتيّ، وقال: "هكذا" -وأشار بيده- فلمّا صلّى قال: "إنّه سيكون بعدنا أمراءُ يُؤَخِّرُون الصلاةَ، فصَلوا الصلوات لوقتها، واجعلوها معهم سُبْحَةً (١١) ". ثم قال: "إذا كنتم ثلاثةً فصلوا جميعًا، وإذا كنتُم أكثر فقدِّموا أحدَكم، فإذا ركع أحدكم فليقُلْ هكذا -وطبَّق (١٢) يديْه-

⦗١٢٧⦘ ثم ليفترش (١٣) ذراعيه فَخِذَيْه، فكأنِّي أنظرُ إلى اختلافِ أصابع رسول الله " (١٤).


(١) هو: أَبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الحُنَيْني الكوفي الخزاز.
(٢) ابن غياث -بكسر المعجمة، وآخره مثلثة- ابن طلق -بفتح الطاء وسكون اللام- الكوفي. "ثقة ربما وهم" (٢٢٢ هـ)، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (٢١/ ٣٠٤ - ٣٠٦)، توضيح المشتبه (٦/ ١٤٥)، التقريب (ص ٤١١).
(٣) هو: حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، أَبو عمر الكوفي القاضي.
(٤) هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه عن محمد بن العلاء الهمداني (أبي كُرَيْب) عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، نحوه [كتاب المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق" (١/ ٣٧٨) - برقم (٥٣٤).
(٥) هو ابن يزيد النخعي.
(٦) هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
(٧) ابن قيس النخعي.
(٨) راجع شرح النووي لمسلم (٥/ ١٥ - ١٦) للوقوف على التفصيل في هذه المسألة، وكذلك المسائل الآتية التي يخالف فيها ابنُ مسعود الجمهورَ أو الجميعَ.
(٩) هكذا في الأصل و (ل، ط، س) وكذلك في (الاعتبار) للحازمي (ص ١٧١) حيث =
⦗١٢٦⦘ = رواه من طريق المصنف -أما (م) ففيها سقط "هنا"-، ولفظ مسلم: "قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله".
وسيأتي عند المصنف برقم (١٨٤٦) بنحوه، وهذا واضح في أن ابن مسعود قدمّهما -لما أرادا التأخر عنه- فتوسَّط بينهما، وما هنا من زيادة الضمير البارز في "فقدمناه" خطأ، ربما يكون من النساخ، ويؤيده ما رواه الطحاوي في "المعاني" (١/ ٢٢٩) من طريق عمر بن حفص نفسه بلفظ: "فقدَّمنا".
(١٠) في صحيح مسلم: "قال: فلما ركع، وضعنا أيدينا على رُكبِنَا، قال: فضرب أيدينا وطبَّق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه".
(١١) "السبحة" -بضم السين وإسكان الباء- هي النافلة، وهي من "التسبيح" كالسُّخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح؛ لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة".
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ١٩٨)، التمهيد (٨/ ١٣٤)، غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٤٥٣)، النهاية (٢/ ٣٣١)، شرح النووي (٥/ ١٦).
(١٢) "هو أن يترك كفًّا على كف ثم يجعلهما بين ركبتيه إذا ركع". وقد مر تفسيره في الرواية =
⦗١٢٧⦘ = نفسها. وانظر: غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٢٨) وانظر: النهاية (٣/ ١١٤).
(١٣) في صحيح مسلم: "فليفرش ذراعيه على فخذيه".
(١٤) من فوائد الاستخراج:
١ - صرح الأعمش بالسماع عن إبراهيم، وعند مسلم بالعنعنة.
٢ - روى أَبو عوانة عن الأعمش من طريق حفص بن غياث:
أ- وقد قدمه يحيى بن سعيد القطان على جميع تلاميذ الأعمش، ووافقه ابن المديني [انظر: تاريخ بغداد (٨/ ١٩٧)].
ب- قال الحافظ في مقدمة "الفتح" (ص ٤١٨): "اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش، لأنه كان يميز بين ما صرح فيه الأعمش بالسماع وبين ما دلسه. نبه على ذلك أَبو الفضل بن طاهر، وهو كما قال".