للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠٠٨ - حدثنا عليُّ بن حرْب [الطائي] (١)، وسعدانُ بن نَصْر (٢)، وشعيبُ بن عمرو الدمشقي (٣)، قالوا: ثنا سفيانُ بن عيينة، عن أبي حازم (٤)،

⦗٣٣٢⦘ عن سهل بن سعد الساعدي، قال: "وقع بين الأوس والخزرج كلامٌ (٥)، حتى تناول بعضُهم بعضًا (٦)، فأُتِيَ النبيُّ فأخبر، فأتاهم فاحتبس

⦗٣٣٣⦘ عندهم؛ فأَذَّن بلالٌ وأقام، وتقدم أَبو بكر [] (٧) يؤمُّ الناسَ، فجاء النبي من مجيئه ذلك؟ فتخلل الناسَ (٨) حتى انتهى إلى الصف الذي يلي أبا بكر، فالتفت أَبو بكر؛ فإذا هو برسولِ الله فأشار إليه النبيُّ أن اثبُتْ مكانك، فرفع أَبو بكر رأسه إلى السماء، ونكص القهقري (٩)، وتقدم رسول الله فصلى بالناس، فلما قضى الصلاةَ (١٠) قال: "يا أبا بكر ما منعك أن تَثْبُتَ مكانك؟ " قال: "ما كان الله لِيَرى ابنَ أبي قُحافة بين يدي رسولِ الله ".

زاد عليٌّ (١١): بإسناده عن النبي قال: "التصفيق للنساء، من نابه (١٢) شيءٌ من (١٣) صلاته فليقل سبحان الله".

⦗٣٣٤⦘ وقال سعدان -بإسناده-: قال النبيُّ : "ما لكم حين نابكم شيءٌ من صلاتكم صَفَّقْتم؟! إنما هذا للنساء. من نابه (١٤) شيء من صلاته فليقل: سبحان الله" (١٥).


(١) من (ل) و (م)، وهو كذلك، وهو أَبو الحسن الموصلي.
(٢) ابن منصور، أَبو عثمان، الثقفي البغدادي، البزّار.
(٣) هو الضبعي أَبو محمد.
(٤) هو: سلمة بن دينار، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم من طريق =
⦗٣٣٢⦘ = أبي حازم، به، وسيأتي ذكر طرقه إليه في الروايات الآتية -إن شاء الله تعالى- بالأرقام (٢٠١١، ٢٠٠٩).
(٥) سيأتي في الحديث الآتي برقم (٢٠٠٩) وما بعده أن النبيَّ ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف، وفي الحديث رقم (٢٠١١) أنه كان قتال بين بني عمرو بن عوف، وهم بطن من الأوس، كانوا يسكنون قباء [انظر جمهرة أنساب العرب (ص ٣٣٢)].
والحديث له طرق عدة ومخرج في مصادر كثيرة منها الصحيحان [انظر تخريج محقق "الإحسان" فيه (٦/ ٣٦) وكذلك المسند الجامع (٧/ ٢٦٢)].
ولم أجد عند أحد ما يوافق لفظ المصنف، فما في الصحيحين أصح، -والله أعلم- فالكلام وقع بين رجال هم من بطن من الأوس، وليس بين الأوس والخزرج.
و"الأوس" بطن من مزيقيا من القحطانية، وهم بنو الأوس بن حارثة بن تغلب بن مزيقيا، وهم أحد قبيلتي الأنصار، وهو [الأوس] أخو الخزرج الآتي ذكره.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص ٣٣٢)، نهاية الأرب (ص ٩٥).
و"الخزرج" بطن من مزيقيا من الأزد غلب عليهم اسم أبيهم، فقيل لهم: الخزرج الأكبر بن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا.
وهم إحدى قبيلتي الأنصار.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص ٣٣٩)، نهاية الأرب (ص ٦٠).
(٦) وفي مسند الحميدي (٩٢٧) والنسائي (٨/ ٢٤٣)، كلاهما من طريق ابن عيينة، به، بلفظ: "حتى تراموا بالحجارة".
وسيأتي عند المصنف في الحديث رقم (٢٠١١) بلفظ: "كان قتالٌ في بني عمرو بن عوف". =
⦗٣٣٣⦘ = وعند البخاري في "الصلح" (٢٦٩٣) بلفظ: "أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبِر رسول الله بذلك … ".
(٧) من (ل) و (م).
(٨) ولفظ البخاري (١٢١٨): "وجاء رسول الله يمشي في الصفوف يشقها شقا … ".
(٩) النكوص: الرجوع إلى الوراء. النهاية (٥/ ١١٦).
و"القهقرى": المشي إلى الخلف من غير أن يُعيد وجهه إلى جهة مشيه. المصدر السابق (٤/ ١٢٩).
(١٠) (ك ١/ ٤٤٠).
(١١) أي: علي بن حرْب الطائي -شيخ المصنف-.
(١٢) أى: نزل به واعتراه، كلمة "نابه" تصحفت في (م) إلى "يأته". مشارق الأنوار (٢/ ٣١).
(١٣) هكذا في النسخ المتوفرة [ك م ل س] بلفظ "من" وكذلك فيما زاده المصنف عن =
⦗٣٣٤⦘ = سعدان في نهاية هذا الحديث. وعند المصنف برقم (٢٠٠٩)، وكذلك عند مسلم (٤٢١/ ١٠٢) من طريق مالك والبخاري (١٢١٨) والنسائي (٨/ ٢٤٣) والحميدي (٩٢٧) (٢/ ٤١٣) وعنه الطبراني في الكبير (٥٩١٤)، وأحمد في مسنده (٥/ ٣٣٠)، والطحاوي في (شرح المشكل)، (٥/ ٨)، (١٧٥٤)، -وغيرهم- كلهم من طريق ابن عيينة نفسه، وغيرهم بلفظ: "في" ولم أر من وافق المصنف في هذه اللفظة.
(١٤) تصحفت كلمة "نابه" في (م) إلى "يأته".
(١٥) من فوائد الاستخراج:
التصريح باسم المؤذن، وأنه بلال، ولم يرد ذلك في رواية مسلم، وانظر: (التمهيد) (٢١/ ١٠١)، و (الاستذكار) (٦/ ٢٣٤).