للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١٢٩ - حدثنا فَضْلَكُ الرازيُّ (١)، قال: ثنا عاصم بن النضر (٢)، قال: ثنا المعتمر (٣)، ح

وحدثنا أبو زُرْعَةَ الدمشقيُّ (٤) (٥) قال: ثنا سوّار بن عبد الله (٦) قال: ثنا المعتمر (٧)، كلاهما (٨) قالا: ثنا عبيد الله -يعني: ابن عمر- عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى رسول الله ﷺ فقالوا (٩):

⦗٣٢⦘ "ذهب أهل الدُّثور (١٠) بالدَّرجات العُلى والنعيم المُقِيْمِ: يُصَلُّون كما نُصَلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فُضُول أموالٍ يَحُجُّون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدَّقون". فقال: "ألا أَدُلُّكُم على أمرٍ إذا أخذتُم به أدْرَكْتُم من سَبَقَكم ولم يُدْرِكْكُم أحدٌ بعدكم، كنتم خير من أنتم بين ظَهْرانيه (١١)، إلا أحدٌ عَمِل بمثل عَمَلِكم: تُسَبِّحون، وتحمدون وتُكَبِّرُون خلف كلِّ صلاةٍ ثلاثًا (١٢) وثلاثين" (١٣).

⦗٣٣⦘ فاختلفنا (١٤) بيننا، فقال بعضنا نُسَبِّح ثلاثًا (١٥) وثلاثين، ونحمد ثلاثًا (١٦) وثلاثين، ونُكَبِّر أربعًا وثلاثين. قال: فرجعتُ إليه، فقال رسولُ الله (١٧) ﷺ: "يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلِّهن (١٨) ثلاث

⦗٣٤⦘ وثلاثون (١٩) " (٢٠).


(١) هو الفضل بن العباس المعروف بـ (فضلك الصائغ).
(٢) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عاصم هذا، به، راجع ما بعده. و (عاصم بن النضر" هذا هو الأحول التيمي، أبو عمر البصري، وقيل: عاصم بن محمد بن النضر.
(٣) هو ابن سليمان التيمي أبو محمد البصري.
(٤) هو: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري.
(٥) (ك ١/ ٤٥١).
(٦) ابن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري، أبو عبد الله البصري، قاضي الرصافة وغيرها. "ثقة. . ." (٢٤٥ هـ)، (د ت س). تهذيب الكمال (١٢/ ٢٣٨ - ٢٤٠)، التقريب (ص ٢٥٩).
(٧) هنا موضع الالتقاء -بالنسبة لطريق الدمشقي- فقد رواه مسلم عن عاصم بن النضر، به، وسبق، والحديث الآتي برقم (٢١٣٠) أقرب سياقًا إلى رواية مسلم. كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته (١/ ٤١٦ - ٤١٧) برقم (٥٩٥).
(٨) يعني: عاصمًا وسوار بن عبد الله الراويين عن المعتمر، وقصده التصريح بصيغة تحديثهما.
(٩) في "الأصل" و (ط، س): (فقال) والمثبت من (ل) و (م) وهو موافق لما في صحيح مسلم، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٤٣) حيث رواه عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، بمثله.
(١٠) الدثور مع "دثر" وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجمع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (٢/ ٤٣٩)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٣٣٠)، المعلم للمازري (١/ ٢٨٤)، النهاية (٢/ ١٠٠).
(١١) بفتح النون وسكون التحتانية، أي: وسطهم، وفيما بينهم. "زيدت فيه الألف والنون تأكيدًا كالنفساني للعيون. . . وكان معنى التثنية: أنَّ ظهرًا منهم قُدَّامه وآخره وراءه، فهو مكنوف من جانبيه، ثم كَثُر حتى استُعْمِل في الإقامة بين القوم وإن لم يكن مكنوفًا". تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٣٩)، المجموع المغيث (٢/ ٣٩٣)، النهاية (٣/ ١٦٦)، فتح الباري (٢/ ٣٨١) -أخذت منه الضبط فقط-.
(١٢) في جميع النسخ: (ثلاث) -بدون النصب- والتصحيح من صحيح مسلم وصحيح البخاري (٨٤٣) -سيأتي تخريجه-، كذلك النسائي في "الكبرى" في عمل اليوم والليلة (٦/ ٤٣) حيث روى عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، وكذلك ابن خزيمة (٧٤٩) بالطريق نفسه. وفي (م): (ثلاث وثلاثون) وهو خطأ أيضًا.
(١٣) قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣٨٢ - ٣٨٣) عند قوله "ثلاثًا وثلاثين": "يحتمل أن يكون المجموع للجميع، فإذا وزّع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سُهَيْل بن أبي صالح كما رواه مسلم من طريق روح بن القاسم عنه، لكن لم يتابَع سهيل على ذلك، بل لم أر في شيء من طرق الحديث كلِّها التصريح بإحدى عشرة إلا في حديث =
⦗٣٣⦘ = ابن عمر عند البزار، وإسناده ضعيف، والأظهر أن المجموع لكل فرد فرد. . .".
قلت: ويؤكد هذا قوله في آخر الحديث: "حتى يكون منهنَّ كلِّهن ثلاث وثلاثون"، وكذلك ما في الحديث الآتي (٢١٣٠) من قوله: "حتى يبلغ جميعهن ثلاثة وثلاثين"، وهذا اللفظ موجود في صحيح مسلم أيضًا، ورواية سهيل بن أبي صالح -التي أشار إليها الحافظ- هي في "صحيح مسلم" (١/ ٤١٧) برقم (٥٩٥/ ١٤٣).
(١٤) ظاهره أن أبا هريرة ﵁ هو القائل، وكذا قوله "فرجعت إليه"، وأن الذي رجع أبو هريرة إليه هو النبي ﷺ ويؤكده زيادة: "فقال رسول الله ﷺ" عند المصنف، وعلى هذا فالخلاف في ذلك وقع بين الصحابة ﵃، وأما ما سيُذكر من مراجعة "سُمَيّ" في الرواية الآتية، هي عند مسلم في "الصحيح" أيضًا، فيحمل على أنه قصة مستقلة وقعت لسُمَيّ.
هذا، وقد نحى الحافظ في الفتح (٢/ ٣٨٣) منحى آخر، ويعكر عليه ما أشرت إليه من زيادة "فقال رسول الله ﷺ". والله تعالى أعلم.
(١٥) في (ل، م، ط): "ثلث" -بدون النصب- والمثبت من الأصل.
(١٦) في جميع النسخ: "ثلاث، أربع" -بدون النصب- والتصحيح من صحيح البخاري (٨٤٣).
(١٧) هذه الزيادة ليست في رواية مسلم وهي مهمة، وتُحدِّدُ المرجَعَ هنا، ويتحدَّدُ به الذي راجع، والمختلفان، وسبقت الإشارة إلى هذا.
(١٨) لفظة "كلهن" لا توجد في (م)، وتكررت فيها كلمة "منهن". =
⦗٣٤⦘ = ولفظة "كلهن" مهمة تؤكد ما استظهره الحافظ من أن المجموع لكل فرد في "ثلاثًا وثلاثين". انظر ما سبق تحت قوله: "ثلاثًا وثلاثين".
(١٩) في جميع النسخ: "وثلاثين" والتصحيح من صحيح البخاري (٨٤٣).
(٢٠) وأخرجه البخاري (٨٤٣) في "الأذان" باب: الذكر بعد الصلاة (٢/ ٣٧٨، مع الفتح)، عن محمد بن أبي بكر، عن المعتمر، به، بنحو سياق المصنف هنا.
وقد تكلم الحافظ على الحديث بالتفصيل وأشار إلى ما زاده مسلم في الرواية الآتية برقم (٢١٣٠).
وأخرجه النسائي -أيضًا- في "الكبرى" (٦/ ٤٣)، عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به، ولم يذكر فيه المراجعة المذكورة، وابن خزيمة (٧٤٩)، (١/ ٣٦٨) بذكرها.
من فوائد الاستخراج:
زيادة قوله: "رسول الله ﷺ" بعد قوله: "فقال"، وهذه الزيادة -كما سبق- تحدِّدُ المرجَعَ والمختلفين والمراجِعَ.