للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١٤٣ - حدثني عيسى بن أحمد (١) البلخي، قال: ثنا النَّضْرُ بن شُمَيْل (٢)، قال: ثنا عوف (٣)، ح

وحدثنا أبو أمية، قال: ثنا عبد الله بن حمُران (٤)، قال: ثنا عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حُصَيْن، قال: "كنَّا مع النبي في سفر، وإنا أسْرَيْنَا (٥) ليلة حتى إذا كنا في آخر الليلة قُبَيْلَ الصبح وقعنا تلك الوقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقَظَنَا إلا حَرُّ الشمس، وكان (٦) أَوّلَ من استيقظ فلان (٧)، ثم فلان، ثم فلان.

⦗٦٢⦘قال: ويسميهم (٨) أبو رجاء، ونَسِيَهُم عوفٌ (٩) - قال: ثم عمر بن الخطاب [] (١٠) الرابعَ، قال: وكان (١١) رسول الله إذا نام لم نوقظه (١٢) حتى يكون هو المستيقظ؛ لأنّا (١٣) لا ندري ما يحدُثُ (١٤) له في نومه (١٥). فلما استيقظ عمر ورأى ما أصابَ الناسَ -وكان رجلًا جليدًا (١٦) -

⦗٦٣⦘ قال: فكبر ورفع صوته بالتكبير. قال: فما زال يكبّر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله . فلمّا استيقظ رسول الله شكوا إليه الذي أصابهم (١٧)، فقال (١٨): "لا ضير (١٩)، أو (٢٠) لا يضير، ارتحلوا"، فارتحل (٢١)، فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بوَضوء، فتوضأ، ونودي (٢٢) بالصلاة، فصلى بالناس". ثم ذكر الحديث بنحوه، و (٢٣) قال في آخره: "فكان المسلمون -بَعْدُ- يُغِيْرُونَ (٢٤) على مَن حولها من المشركين ولا يصيبون الصِّرْمَ الذي هي فيه. قال: فقالت يومًا لقومها: "ما أدري (٢٥)!

⦗٦٤⦘ إن (٢٦) هؤلاء القوم على عَمْدٍ (٢٧) يَدَعُوْنكم، هل لكم في الإسلام؟ [قال] (٢٨): فطاوعوها، فجاؤوا جميعًا، فدخلوا في الإسلام".


(١) ابن عيسى بن وردان العسقلاني، وفي (ل) و (م) (عيسى بن أحمد بن محمد) وهو خطأ، راجع ترجمته.
(٢) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا النضر بن شميل، به، بنحوه. الكتاب والباب المذكوران (١/ ٤٧٦) برقم (٦٨٢/ ٣١٢/ أ).
(٣) هو: ابن أبي جميلة -بفتح الجيم- الأعرابي العبدي البصري. "ثقة، رمي بالقدر وبالتشيع". (٦ أو ١٤٧ هـ). ع. تهذيب الكمال (٢٢/ ٤٣٧ - ٤٤١)، التقريب (ص ٤٣٣).
(٤) أبو عبد الرحمن البصري، و "حمران" بضم المهملة.
(٥) سريت وأسريت: بمعنى واحد، إذا سار ليلًا، وبالألف لغة الحجاز. الصحاح للجوهري (٦/ ٣٧٦ - سرا)، غريب ما في الصحيحين (ص ٨٩).
(٦) في (ل) و (م): (فكان)، وفي صحيح البخاري (٣٤٤) مثل المثبت.
(٧) في (ط) فقط (فلانًا) -بالنصب- في المواضع الثلاثة، وما هنا أصح؛ لأنه اسم (كان)، و (أول) خبر (كان). راجع الفتح (١/ ٥٣٥).
(٨) في (ل) و (م): (يسميهم) -بدون الواو-، ومثله في صحيح البخاري (٣٤٤).
(٩) تقدم في (ح / ٢١٤٢) تسمية الأول، وأنه أبو بكر ، قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٥٣٥): " ويشبه -والله أعلم- أن يكون الثاني عمران -راوي القصة- لأن ظاهر سياقه أنه شاهدَ ذلك، ولا يمكنه مشاهدته إلا بعد استيقاظه، ويشبه أن يكون الثالث من شارك عمران في رواية هذه القصة المعيَّنَة، ففي الطبراني من رواية عمرو بن أمية قال ذو مخبر: "فما أيقظني إلا حر الشمس، فجئت أدنى القوم فأيقظته … ".
قلت: رواية الطبراني المشار إليها في "معجمه الأوسط" (٥/ ٣٣٥ - ٣٣٦) برقم (٤٦٥٩) وهي من رواية يزيد بن صليح الرحبي، وليس فيها ذكر لعمرو بن أمية.
وانظر مجمع البحرين (٥٨٦).
(١٠) من (ل) و (م).
(١١) في (ل) و (م): (فكان)، وفي صحيح البخاري (٣٤٤) مثل المثبت.
(١٢) في (ل) و (م): (لم يوقظ) وكلاهما صحيح، وما في البخاري يوافق (ل) و (م).
(١٣) كلمة (لأنا) ساقطة من (ط، س)، وفي الأصل، مستدركة في الحاشية.
(١٤) " يحدث" -بضم الدال- أي: من الوحي، كانوا يخافون من إيقاظه قطعَ الوحي، فلا يوقظونه لاحتمال ذلك. الفتح (١/ ٥٣٥).
(١٥) في (م) -فقط- هنا ما هكذا رسْمُه: (موصغه)؟!.
(١٦) الجليد: هو القوي في جسمه أو في نفسه، وجرأته وإقدامه. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٨٩)، النهاية (١/ ٢٨٤)، شرح النووي (٥/ ١٩٢).
(١٧) أي: من نومهم عن صلاة الصبح حتى خرج وقتها. الفتح (١/ ٥٣٥).
(١٨) كلمة (فقال) ليست في (م).
(١٩) أي: لا ضرر عليكم في هذا النوم وتأخير الصلاة به، و "الضير"، و"الضر"، و"الضرر" بمعنى.
والشك هنا من عوف، صرح بذلك البيهقي في روايته، وجزم به الحافظ. شرح النووي (٥/ ١٩٢)، سنن البيهقي الكبرى (١/ ٢١٨)، فتح الباري (١/ ٥٣٥).
(٢٠) في (م): (و) بدل (أو)، وفي صحيح البخاري مثل المثبت.
(٢١) في (م): (فرحل)، وما في صحيح البخاري يوافق المثبت.
(٢٢) يستدل به على الأذان للفوائت، والحديث شاهد لحديث أبي هريرة السابق برقم (٢١٤١) وسبق بيان اختلاف الرواة في ذكر الأذان وعدمه هناك.
(٢٣) الواو ليست في (س).
(٢٤) بضم الياء، من "أغار" أي: دفع الخيل في الحرب. القاموس المحيط (ص ٥٨٢)، الفتح (١/ ٥٤٠). وفي (ل) و (م): (يغرون)، وهو خطأ.
(٢٥) "ما" نافية، و"إن" في (إن هؤلاء) بالكسر، و (يدَعونكم) بفتح الدال. =
⦗٦٤⦘ = والمعنى: لا أعلم حالكم في تخلفكم عن الإسلام، مع أنهم يتركونكم ولا يغيرون عليكم عمدًا لا غفلةً ولا نسيانًا، بل مراعاةً لما سبق بيني وبينهم، وهذه الغاية في مراعاة الصحبة اليسرة.
وهناك أقوال أخرى في "ما" و "إن" راجع "الفتح" (١/ ٥٤٠).
(٢٦) في المطبوع: (بأن) وهو خطأ.
(٢٧) في صلب الأصل و (ط، س): (على عهد) وفي حاشيتهما: (صوابه: "عمد")، وهو كذلك في (ل) و (م) والبخاري.
(٢٨) لفظة (قال) مستدركة من (ل) و (م).