للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٥٤٤ - حدثني طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق المصري (١)، حدثنا أبي، أخبرني الليث بن سعد (٢)، عن سعيد المقبري (٣)، عن شريك بن عبد الله، عن أنس بن مالك أنَّه سمعه يقول: "بينا (٤) نحن في المسجد يوم الجمعة ورسول الله يخطب، فقام رجلٌ (٥) فقال يا رسول الله! تقطَّعت السبل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلاد، فادع (٦) الله أن

⦗٣٨⦘ يسقينا. قال: فرفع رسول الله يده حذاء وجهه، وقال: اللهم اسقنا. قال أنس: فوالله ما نزل رسول الله عن المنبر حتى وسعنا مطر، وأمطرت ذلك اليوم حتى الجمعة الأخرى. قال: فقام رجلٌ -لا أدري هو الذي قال لرسول الله : استسق لنا أم لا؟ (٧) - فقال: يا رسول الله! تقطَّعَت السبل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادع الله أن يمسك عنَّا الماء. فقال رسول الله : اللهم حوالينا ولا علينا، ولكن على رؤوس الجبال، ومنابت الشجر. قال: فوالله ما هو إلا أن تكلَّم (٨) رسول الله بذلك تمزَّق السحاب حتى ما نرى منه شيئًا" (٩).


(١) الهلالي، كنيته أبو الحسن، ويلقّب بحَبَشي -بفتحتين-، وقيده الدارقطني بضم الحاء المهملة وسكون الموحَّدة، وصحَّح الأول ابن ماكولا، ولم أظفر بجرح أو تعديل فيه.
انظر: المؤتلف والمختلف (٢/ ٩٤٩) الإكمال (٢/ ٣٨٥)، توضيح المشتبه (٣/ ٦٨)، نزهة الألباب (١/ ١٩٣)، تاج العروس (٤/ ٢٩٣).
(٢) ابن عبد الرحمن الفَهْمي المصري.
(٣) ابن أبي سعيد: كيسان، أبو سعد المدني.
(٤) "بينا" أصله "بين" وأشبعت الفتحة، وقد تبقى بلا إشباع، ويزاد فيها "ما" فتصير "بينما"، وهي ظرف زمان فيها معنى المفاجاة. فتح الباري (٢/ ٤١٨).
(٥) رجح الحافظ ابن حجر أنه: خارجة بن محصن الفزاري، وانظر حول ذلك: فتح الباري (٢/ ٥٨٢، ٥٨٦).
(٦) من قوله: "يا رسول الله" إلى قوله: "فادع" ساقط من (م).
(٧) الذي في صحيح مسلم (٢/ ٦١٤) قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري.
(٨) (م ٢/ ٦٤ / ب).
(٩) أخرجه مسلم (٢/ ٦١٤) من طريق شريك به، نحوه، وفي لفظ المصنف من فوائد الاستخراج:
قوله: "حذاء وجهه" من زيادات المصنف، وهي عند النسائي (السنن ٣/ ١٥٩)، كتاب الاستسقاء، باب كيف يرفع، ح ١٥١٥ من رواية شريك، من طريق عيسى بن حماد عن الليث عنه به، وعيسى ثقة. تقريب (٥٢٩١)، ومن زيادات المصنف أيضًا: قوله: "فوالله ما نزل رسول الله ..... حتى الجمعة الأخرى"، وفي ذلك تفسير لقوله في الصحيح: "فوالله ما رأينا الشمس سبتًا". وفيه وفي قوله: "فوالله ما هو إلا أن تكلم رسول الله " بيان سرعة إجابة الله لرسوله .