للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٥٧٢ - ز- حدثني أبو داود السجستاني، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي (١)، حدثنا خالد بن نزار (٢)، حدثني القاسم بن مبرور (٣)، عن يونس بن يزيد، عن هشام بن عروة (٤)، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "شكا الناس إلى رسول الله قُحُوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر وحمد الله ثم قال: "إنكم شكوتم جَدْب [*] واستئخار المطر عن إبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم". وقال: " ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) (٥) مَالِكِ يَوْمِ

⦗٧٦⦘ الدِّينِ (٤)﴾ لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله (٦) لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين"، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى (٧) بدا (٨) بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب -أو حوَّل- رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابًا، فرعدت وأَبْرَقَت، ثم أمطرت، بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ (٩) ضحك حتى بدت نواجذه (١٠) قال: "أشهد أنّ (١١) الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله (١٢) " (١٣).


(١) الأيلي انظر: تهذيب الكمال (٣٠/ ٩٩).
(٢) ابن المغيرة الغساني -مولاهم- أبو يزيد الأيلي. وثّقه محمد بن وضاح، والدارقطني، والذهبي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يغرب ويخطئ"، وقال الحافظ: "صدوق يخطئ".
انظر: الثقات (٨/ ٢٢٣)، الكاشف (١/ ٣٦٩)، تهذيب التهذيب (٣/ ١٢٣)، اللسان (٣/ ٢٠٦)، تقريب (١٦٨٢).
(٣) الأيلي، أثنى عليه مالك، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: "صدوق فقيه"، توفي سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة.
انظر: الثقات لابن حبان (٩/ ١٧)، تهذيب الكمال (٢٣/ ٤٢٦)، تقريب (٥٤٨٨).
(٤) ابن الزبير بن العوام الأسدي المدني.
(٥) قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)﴾ ساقط من (م).
(٦) جملة "أنت الله" ساقطة من (م).
(٧) كلمة: "حتى" ساقطة من (م).
(٨) في نسخة (م): "بان".
(٩) الكن: ما يرد الحر والبرد من الأبنية، والمساكن. النهاية (٤/ ٢٠٦).
(١٠) النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول، لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدوَ أواخر أضراسه. وإن أريد بها الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه، من غير أن يراد ظهورُ نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان. النهاية (٥/ ٢٠).
(١١) أن: ساقطة من (م).
(١٢) (م ٢/ ٦٩/ ب).
(١٣) أخرجه أبو داود (السنن ١/ ٦٩٢) كتاب الصلاة -باب رفع اليدين في الاستسقاء- ح ١١٧٣، والطحاوي (شرح معاني الآثار ١/ ٣٢٥)، وابن حبان في صحيحه =
⦗٧٧⦘ = (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٧/ ١٠٩)، والحاكم (المستدرك ١/ ٣٢٨).
كلهم من طرق عن خالد بن نزار به، وتقدم الكلام في خالد، وذكر من وثقه، والحديث قال عنه أبو داود: "هذا حديث غريب إسناده جيد"، وصححه ابن السكن وابن الملقن (البدر المنير مخطوط: ٤/ ٢١٧ / أ)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (١/ ٢١٧)، والإرواء (٣/ ١٣٥).