للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأكابر أمثال من ذكرنا، فقد روى عنه كثيرًا في كتابه هذا.

وانتقل هذا الأثر إلى أبناء أبي عوانة وأبنائهم وذويهم، فقد سمع من أبي عوانة ابنه أبو مصعب محمد، وابن ابنه شافع بن محمد الإمام الحافظ المفيد (١) وابن أخته الحسن بن محمد الأزهري -وكان أبو عوانة يصحبه في رحلاته (٢) - وابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الذي كان عمره حين توفي أبو عوانة ست سنوات وعشرة أشهر، وقد حرص أبو عوانة على إسماعه فسمع بعض المسند مع الجماعة، وبعضه وحده بالليالي وقت فراغ أبي عوانة بقراءة والده على أبي عوانة، وكان أبو عوانة يداعبه ويحادثه ويطعمه الفانيذ (٣) لئلا ينعس في حال السماع حتى يحصل له سماع جميع الكتاب، وقد أجاز له أبو عوانة ولجماعة معه بجميع كتبه ومسموعاته (٤).

وهكذا نجد أن أبا عوانة نشأ في أسرة محبة للعلم، حريصة عليه أبًا وأبناءً فكان لهذا أثره في حياته العلمية والاجتماعية.

ثانيًا: نشأته في بيئةٍ ازدهرت بحب العلم الشرعي، وزانها كثرة العلماء فيها، وتوافر المراكز العلمية حولها.

فبلدته إسفرايين -وما كان حولها من البلدان مثل: نيسابور،


(١) انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٣٨٨).
(٢) انظر: السير (١٥/ ٥٣٥).
(٣) الفانيذ: ضرب من الحلواء، فارسي معرب. لسان العرب (٣/ ٥٠٣).
(٤) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور (٣٢٦)، السير (١٤/ ٤١٩، ١٧/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>