للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٢٨٥ - حدثنا الصاغاني (١)، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن الجريري (٢)، عن أبي نضرة (٣)، عن أبي سعيد قال: اعتكف رسول الله العشر الأوسط من شهر رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، فلما انقضين أمر بالبناء فنقض (٤) ورفع، ثم بُيِّنت له في العشر الأواخر، فامر بالبناء فأعيد مكانه واعتكف في العشر الأواخر وخرج علينا فقال: "يأيها الناس، إني أُنبئت ليلة القدر فخرجت كيما أحدثكم وأخبركم بها فجاء رجلان يختصمان معهما الشيطان

⦗٢٥٥⦘ فأنسيتها، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة. قال أبو نضرة: فقلت لأبي سعيد: إنكم أصحاب محمد أبصر بالعدد منا، فكيف تعدون؟ قال: أجل، نحن أحق بذلك منكم، إذا مضت إحدى وعشرون (٥)، فالتي تليها التاسعة، فإذا مضت التي تليها السابعة (٦)، فإذا مضت التي تليها الخامسة (٧).

⦗٢٥٦⦘ قال الجريري: فأخبرني أبو العلاء (٨)، عن مُطرِّف (٩)، أنه قال: "وفي الثالثة" (١٠).


(١) محمد بن إسحاق بن جعفر.
(٢) سعيد بن إياس البصري.
(٣) بنون ومعجمة ساكنة، واسمه المنذر بن مالك بن قطعة -بضم القاف وفتح المهملة- العبدي (المقتنى في سرد الكنى، ٢/ ١١٥/ ٦٢٤٠، تقريب التهذيب، ٥٤٦).
(٤) في رواية مسلم: "فقُوِّض"، قُوّضَ: بقاف مضمومة وواو مكسورة مشددة وضاد معجمة، ومعناه، أزيل (شرح صحيح مسلم للنووي، ٨/ ٦٣). ورواية أبي عوانة مفسرة لهذه اللفظة.
(٥) في النسختين: وعشرين، والتصويب من السنن الكبرى للبيهقي (٤/ ٣٠٨)، فإنه أخرج الحديث أيضا من طريق عبد الوهاب بن عطاء.
(٦) عند البيهقي (الموضع السابق): "فإذا مضت التي تليها التي تليها السابعة، وكذلك في الموضع الآتي". وهو أدل على المعنى من رواية المصنف. والله أعلم.
(٧) رواه مسلم عن محمد بن المثنى، وأبي بكر بن خلاد، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد به (كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، وبيان محلها وأرجى أوقاتها، ٢/ ٨٢٦). وفي إسناد المصنف عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وهو ممن لم يتميز سماعه عن الجريري، هل هو قبل الاختلاط أو بعده؟ ثم هو مدلس وقد عنعن. وقد تابعه عبد الأعلى عند مسلم، وهو ممن سمع من الجريري قبل الاختلاط (الكواكب النيرات، ص ١٨٩).
ووقع سعيد في صحيح مسلم غير منسوب، فقال المزي في تحفة الأشراف (٣/ ٤٦٢ /٤٣٤٣) -تبعا لأبي مسعود الدمشقي، وخلف-: هو سعيد ابن أبي عروبة. وتعقبه الحافظ زين الدين العراقي كما قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (٣/ ٤٦٢)، بأنه سعيد بن إياس الجريري، ورواية أبي عوانة تؤيد ما ذكره، فإنه ورد ذكر الجريري مصرحا بنسبته، وهذا من أهم فوائد الاستخراج، الذي هو تقييد المهمل في السند أو في المتن.
(٨) زيد بن عبد الله بن الشخير، بكسر المعجمة وتشديد المعجمة، العامري، البصري (تقريب التهذيب، ٦٠٢).
(٩) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة، وهو ابن عبد الله بن الشخير، وهو أخو الذي قبله (تقرب التهذيب، ٥٢٤).
(١٠) لم يذكر الإمام مسلم هذه الزيادة، وهي موصولة بالإسناد نفسه إلى الجريري، من حديث معاوية بن أبي سفيان ، مرفوعا. هكذا روى الحديث البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء (السنن الكبرى، ٤/ ٣٠٨). وروى أبو يعلى أصل حديث أبي سعيد، مع الزيادة من حديث معاوية كما رواه المصنف، من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الطحان، عن الجريري، به (المسند، ٢/ ٢٥/ ١٠٧١)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (الإحسان، ٨/ ٣٦٦١/٤٢٠). ورواه ابن خزيمة (٣/ ٣٢٤ - ٣٢٥) عن إسحاق بن شاهين، عن خالد الطحان به بدون الزيادة، ثم رواه بهذا الإسناد إلى مطرف، فقال: عن أبي هريرة، فذكره بها. وروى الزيادة بمفردها أبو داود (كتاب الصلاة، باب من قال: سبع وعشرين، ٢/ ١١١/ ١٣٨٦)، وابن حبان (٨/ ٤٣٦/ ٣٦٨٠)، والبيهقي (السنن الكبرى، ٤/ ٣١٢)، كلهم من طريق عبيد الله بن معاذ، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن معاوية مرفوعا، بلفظ: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين". وروي عن شعبة موقوفا على معاوية، ولا يضر رواية الرفع، لأن مثل هذا لا يقال بالرأي. ووردت أيضا من حديث أبي سعيد الخدري، عند أحمد (المسند، ٣/ ٧١)، وصححه الألباني على شرط مسلم (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٣/ ٤٥٦). وقد صحح الزيادة من حديث معاوية ابن خزيمة، وابن حبان، والألباني (صحيح الجامع، ٥٤٧٤)، وصححها من حديث أبي هريرة ابنُ خزيمة، والألباني، رحمة الله على الجميع (صحيح ابن خزيمة، الموضع السابق).