للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٤٣٦ - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن مُسَلَّمٍ (١) وَأبُو حُمَيْدٍ (٢) جمَيعًا قَالَا: أخْبرَنَا

⦗٤١٢⦘ حَجَّاجٌ (٣)، عَنْ ابن جُرَيجٍ (٤) قَالَ: أخْبرَنِي أبُو الزُّبَيْرِ (٥) أنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ ابن الزُّبَيْرِ (٦) يَقُولُ: جَاءَتْ وَلِيدَةٌ لِبَنِي هِلَالٍ يُقَالُ لَهَا بَرِيرَةُ تَسْتَعِينُ عَائِشَةَ في كتَابَتِهَا، فَسَاوَمَتْ عَائِشَةُ بِهَا أهْلَهَا، فَقَالُوا: لَا نَبِيعُهَا إلَّا وَوَلَاؤُهَا لَنَا، فَتَرَكَتْهَا، وَقَالَتْ لِرَسُولِ الله : أبَوْا أنْ يَبِيعُوهَا إلَّا وَلَهُمْ وَلَاؤُهَا. فَقَالَ: "لَا يَمْنَعُكِ ذَلِكَ إنَّمَا الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". فَابْتَاعَتْهَا عَائِشَة فَأَعْتَقَتْهَا، فَخُيِّرتْ بَرِيرَة فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَقَسَمَ النَّبيُّ لَهَا شَاةً، فَأهْدَتْ لِعَائِشَةَ مِنْهَا فَبَعَثَتْ

⦗٤١٣⦘ بِهِ، فَقَالَ النَّبيُّ "هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ " فَقَالَتْ: لَا إِلَّا مِنْ الشَّاةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ بَرِيرَةُ، فَنَظَرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: "قَدْ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا، هِيَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ". فَأكَلَ مِنْهَا (٧).


(١) هو يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم -بضم الميم- أبو يعقوب المصيصي.
(٢) هو: عبد الله بن محمَّد بن تميم، أبو حميد المصيصي.
(٣) ابن محمَّد المصيصي، أبو محمَّد الأعور (ت ٢٠٦ هـ).
(٤) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي -مولاهم- أبو الوليد وأبو الخالد المكيّ (ت ١٥٠ هـ) وجُريج: بضم الجيم وفتح الراء.
الإكمال لابن ماكولا (٢/ ٦٦ - ٦٧).
وثّقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وغيرهم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان من فقهاء أهل الحجاز، ومتقنيهم، وكان يدلس". قال الذهبي: "أحد الأعلام الثقات، يدلس، وهو في نفسه مجمع على ثقته"، وقال ابن حجر: "ثقة فقيه فاضل، كان يدلس ويرسل".
الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٤٩٢)، معرفة الثقات للعجلي (٢/ ١٠٤)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٥٧)، الثقات لابن حبان (٧/ ٩٣)، ميزان الاعتدال (٣/ ٣٧٣)، تقريب التهذيب ص (٦٢٤).
(٥) هو محمَّد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي -مولاهم- أبو الزبير المكي.
(٦) عروة بن الزبير هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، ح (٦، ٧، ٨)، (٢/ ١١٤١).
وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، ح (١٣٠٠٨)، (٧/ ٢٤٩) عن ابن جريج، بإسناده ومتنه.