للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٢٢ - حدثنا عليُّ بن سهل البزَّاز (١)، ومحمد بن إسماعيل الصَّائِغ بمكة (٢) قالا: حدَّثنا عفَّان، حدثنا (وُهَيب) (٣)، عن هِشام بن عروة (٤)، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالتْ: "كنتُ أطيِّبُ رسول الله عندَ إحْرامِه بأطْيبِ ما أجدُ (٥) (٦) ".

⦗٢٢⦘ رواه أبو كُريب، عن أبي أسامة، عن هشام، عن عثمان بن عروة، بنحوه (٧).


(١) بزايين، أبو الحسن البغدادي، ويعرف بالعفَّاني لمُلازمته عفان بن مسلم، ت / ٢٧١ هـ، وقد يجمع بينه وبين علي بن سهل الرملي توهُّمًا، نبه على ذلك الحافظ ابن حجر، وضبط المعلّق على تهذيب التهذيب مصطفى عبد القادر عطا (٧/ ٣٢٨) البزَّاز، فقال: بموحَّدة وشدة زاي وبراء بعد الألف، وهو تصحيفٌ، ولم يذكره الحافظ ابن حجر فيمن نُسب إلى البزار -بالراء في آخره-، قال عنه ابن أبي حاتم: "صدوق"، وقال الدارقطني: "ثقة".
انظر: تبصير المنتبه (١/ ١٤٧ - ١٤٩)، (تاريخ بغداد ١١/ ٤٢٩).
(٢) هو: محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، أبو جعفر الصائغ الكبير البغدادي.
(٣) ابن خالد بن عَجْلان البَاهِلِيّ، مولاهم، أبو بكر البصريّ، تصَحَّف اسمه في نسخة (م) إلى "وهب"، والتَّصْوِيبُ من إتحافِ المَهرة.
انظر: تقريب التهذيب (ت ٨٤٣٦)، إتحاف المهرة (١٧/ ١٤١).
(٤) موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / ٣٥٢١.
(٥) أخرجه البخاري في كتاب اللباس -باب ما يستحب من الطيب (ص ١٠٤٠، ح ٥٩٢٨) عن موسى، والإمام أحمد في مسنده (٦/ ١٣٠) عن عفان، والطَّحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ١٣٠) عن نَصْر بن مرزوق عن الخُصيب بن ناصح، ثلاثتهم عن وُهَيب بمثل لفظِ المصنف.
(٦) هذا الحديث قد اختلف فيه على هشام: =
⦗٢٠⦘ = فرواه أنس بن عياض (كما عند المؤلف ح ١٣)، وأيوب السختياني (النسائي في الكبرى ٢/ ٢١٦، وابن حبان ٩/ ٨٦)، وحمَّاد بن سلمة (مسند الدارمي ٢/ ٥٠، مسند أحمد ٦/ ١٦١)، ووكيع (التمهيد ١٩/ ٣٠٠، ومسند أحمد ٦/ ٢٠٧)، وحجاج بن الحجاج (مشيخة ابن طهمان ص ٢٠٢)، وعلقمة (مصنف بن أبي أبي شيبة ٤/ ٢٨٦)، وعبدة بن سليمان (مسند عائشة لابن أبي داود ص ٨٩، مسند إسحاق بن راهويه ٢/ ٣٥٣، ١٧٧)، وأبو مروان الغسَّاني، ومالك بن سُعير، والضحاك ابن عثمان، والقَسْملي، وإبراهيم بن طهمان، والمنذر بن عبد الله الحزامي، ويحيى ابن أيُّوب، والمفضل بن فضالة، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن المبارك، وسعيد بن الرحمن، وشُجاع بن الوليد، وأبو ضمرة، وشُعيب بن إسحاق، ومحاضر، عن هشام، عن أبيه عن عائشة، وكذا عن مالك بن أنس عن هشام (علل الدارقطني ١٥/ ٥٢).
ورواه الليث واختلف عليه فيه، فرواه عبد الله بن صالح (مسند الدارمي ٢/ ٥١)، وعيسى بن حماد -زُغْبَة- (النسائي في الكبرى ٣/ ٣٣٨)، عن الليث عن هشام عن عثمان بن عروة، عن عروة عن عائشة.
وخالفهما يعقوب بن إبراهيم بن سعد وأحمد بن يونس ومحمد بن حرب المكي، روَوْه عن الليث عن هشام عن أبيه عن عائشة.
وقيل: عن أحمد بن يونس عن ليث عن هشام عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة.
قال الدارقطني: "ولا يصح هذا القول".
ورواه أبو أسامة (صحيح مسلم ٢/ ٨٤٦) وداودُ العطار (مسند أبي عوانة ح / ١١، حديث الفاكهي ص ٦٦) ووهيب بن خالد (صحيح البخاري ص ١٢٦٥، شرح معاني الآثار للطَّحاوي ٢/ ١٣٠)، وعلي بن هاشم، وعلي بن غراب، وابن عيينة (مسند عائشة لابن أبي داود ١/ ٥٩)، واختلف عنه -رووه عن هشام بن عروة عن عثمان عن =
⦗٢١⦘ = عروة عن عائشة.
قال ذلك إبراهيم بن سعيد الجوهري عن ابن عيينة عن هشام عن عثمان بن عروة.
وقال سفيان: ثم لقيت عثمان فحدثني به.
وقال الحميدي وغيره: عن ابن عيينة عن عثمان بن عروة، عن أبيه عن عائشة، قال عثمان: ما يرويه هشام إلا عني.
ورواه نافع بن يزيد عن هشام عن القاسم عن عائشة.
قال الدارقطني: "والصحيح عن هشام بن عروة أنه سمع هذا الحديث من أخيه عثمان بن عروة، عن عروة، وكان أحيانًا يرسله".
قال الإمام مسلم في مقدمة كتابه عند الإشارة إلى إرسال المحدثين ووصلهم إذا نشطوا، مشيرًا إلى أن الروايات التي لا تذكر عثمان بن عروة مرسلة: "فمن ذلك أن أيُّوب السختياني، وابن المبارك، وكيعًا، وابن نمير، وجماعة غيرهم رووا عن هشام ابن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: "كنتُ أطيّب رسول الله لحلّه ولحُرمِه بأطْيبِ ما أجدُ"، فروى هذه الرواية بعينها الليث بن سعد، وداود العطار، وحميد الأسود، ووهيب بن خالد، وأبو أسامة عن هشام، قال: أخبرني عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، عن النَّبي ".
قال ابن عبد البر في التمهيد: "وهذا الحديث روي عن عائشة من وجوه: فممن رواه عنها القاسم، وسالم، وعروة، والأسود، ومسروق، وعمرة، وممن رواه عن القاسم ابنه عبد الرحمان، وأفلح بن حميد، ورواه عن عروة ابن شهاب، وعثمان بن عروة، وهشام بن عروة، ولم يسمعه هشام من أبيه، إنما سمعه من أخيه عثمان عن أبيه".
قال ابن حجر في الفتح عند شرحه لحديث وهيب عن هشام: "هكذا أدخل هشام بينه وبين أبيه عروة في هذا الحديث أخاه عثمان، وذكر الحميدي عن =
⦗٢٢⦘ = سفيان بن عيينة أن عثمان قال له: ما يروي هشام هذا الحديث إلا عني .. " ثم أشار إلى كلام مسلم المتقدم في مقدمة صحيحه، وأشار إلى كلام الدارقطني وجزمه أن هشامًا لم يسمع هذا الحديث من أبيه.
قال الإمام العلائي: "فإن سماع هشام بن عروة من أبيه كَثيرٌ جدًّا، وقد روى عنه أيُّوب، وابن المبارك، وجماعة عن أبيه عن عائشة حديث: "طيَّبت رسول الله لحلِّه الحديث"، ورواه الليث، وأبو أسامة، ووهيب، وآخرون عن هشام، أخبرني عثمان بن عروة، عن عُرْوةَ عنها، وكذلك حديثه عن أبيه عن عائشة كان النَّبِيّ إذا اعتكف يدني إلي رأسه الحديث رواه جماعة عن هشام بن عروة على الجادة".
قلت: يظهر من كلام الأئمة: مسلم، والدارقطني، وابن عبد البر، وابن حجر، والعلائي، أن هشامًا لم يسمع هذا الحديث عن أبيه، وإنما سمعه عن أخيه عثمان عن أبيه، ولذا فإن الطرقَ التي لا تذكر عثمان بن عروة مرسلةً.
انظر: مقدمة صحيح مسلم مع شرحه المنهاج (١/ ٩١)، التمهيد (١٩/ ٢٩٦)، وفتح الباري (١٠/ ٣٨٢) وعلل الدارقطني (١٥/ ٥٢ - ٥٤ برقم ٣٨٢٤) بتصرُّف.
(٧) رواه مسلم عن أبي غريب موصولًا كما تقدم في تخريج ح / ٣٥٢١.