كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

[كتاب الحج] - باب تحريم الصيد للمحرم، وإذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله - ج: 9 - ص: 112

٣٥٨٩ - حدثنا أبو حاتم الرازي (١)، حدثنا يحيى بن صالح (٢)، حدثنا معاوية بن سلَّام (٣)، عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني عبد الله بن أبي قتادة أن أباه أخبره، أنه غزا مع رسول الله ﷺ غزوة الحُدَيْبِيَّة (٤)، قال: فأهَلُّوا

⦗١١٣⦘ بعمرةٍ غيري، قال: فاصْطدْتُ حمار وحْشٍ، فأطعمْتُ أصحابي وهم مُحرِمون، ثم أتيتُ رسول الله ﷺ فأنبأتُه أنّ عنْدنا من لحمه فاضلةً، فقال: "كُلُوهُ" وهم مُحرِمون (٥).

---

(١) هو: محمد بن إدريس بن المُنذر الحنظلي، الحافظ، إمام الجرح والتعديل.
(٢) الدمشقي أبو زكريا.
(٣) موضع الالتقاء مع مسلم، سَلّام -هو بالفتح والتشديد- أبو سلَّام الدمشقي.
(٤) الحُدَيْبِيَّة: بضم الحاء وفتح الدال بعدها ياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء، اختلفوا فيها فمنهم من شددها، ومنهم من خففها، فرُوِي عن الشافعي ﵀ أنه قال: "الصواب تشديد الحديبية وتخفيف الجعرانة وأخطأ من نص على تخفيفها"، وقيل: "كلّ صواب، أهل المدينة يثقلونها وأهلُ العراق يخففونها"، كانت قرية متوسطة =
⦗١١٣⦘ = ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله ﷺ تحتها، وهي اليوم على بعد (٢٢) كيلًا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو الطريق الذي يمر بالحديبية ثم حداء -على بضع أكيال من الحديبية- ثم على بحرة -منتصف الطريق- ثم على أم السلم فجدة، بها مسجد الشجرة، قيل إن مكانه لم يثبت، وهو اليوم مهدم، وبها بويتات يعدها الناظر، ومسجد غير مسجد الشجرة يصلى فيه، وبها مخفر للشرطة، وهي خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى، وملاكها الأشراف ذوو ناصر.
انظر: معجم البلدان (٢/ ٢٢٩)، المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص ٩٤).
(٥) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تحريم الصيد للمحرم (٢/ ٨٥٤، ح ٦٢) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن يحيى بن حسان، عن معاوية بن سلّام بمثله.
من فوائد الاستخراج: فيه علو نسبي: المساواة بين المصنف والإمام مسلم، حيث تساوى عدد رجال إسناديهما.