للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٤٠ - أخبرنا يونس (١)، أن ابن وهب، قال: حدثني مالك (٢)، ح.

وحدثنا محمد بن حيَّويه (٣)، حدثنا مُطَرِّف (٤)، والقعنبي (٥)، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن ابن عباس، أنَّه والمِسْوَر بن مَخْرمة اختلفا بالأَبْوَاء (٦)، فقال ابن عباس:

⦗١٧٧⦘ يَغْسِل المُحرم رأسه، فأرْسله إلى أبي أيّوب الأنْصاري يسأله: كيف كان رسول الله يغسل رأسه وهو محرمٌ قال: "فَوَجَدتُّه يَغتسل بين قَرْني البِئْر (٧) وهو يُسْتَرُ بثوبٍ، قال: فرفع يده على الثَّوْب فَطَأْطَأْهُ (٨) حتَّى بَدَا له رأْسُه، ثم قال لإنسانٍ يَصُبُّ عليه فَصَبَّ على رأْسِه، ثم حَرَّكَ رأْسَه بِيَدَيْه، فَأَقْبَلَ وأَدْبرَ، ثُمَّ قال: هكذا رأيتُه يَفعلُ (٩) ".


(١) هو ابن عبد الأعلى بن مَيْسَرة الصَّدَفي، أبو موسى المصري.
(٢) موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في مُوطَّئِه (٢/ ٣٩٧ - ٣٩٨).
(٣) هو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(٤) هو: مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري.
(٥) هو: عبد الله بن مسلمة القعنبي.
(٦) الأبواء على زِنَةِ جَمْعٍ بَوٍّ: تَرَدَّدَتْ في السيرة، وجاء ذكرها في غزوة ودَّان، وهي غزوة الأبواء.
والأبواء واد من أودية الحجاز التِّهامية، كثير المياه والزرع، يلتقي فيه واديا الفُرع والقاحة فَيَتَكَوَّنُ من التقائهما وادي الأبواء، كَتَكَوُّنِ وادي مرّ الظّهران من التقاء النخلتين، وينحدر وادي الأبواء إلى البحر جاعلًا أنقاض ودَّان على يساره، وثم طريق إلى هرْشى، ويمر بَبَلدة مَسْتورة ثم يُبْحِر. =
⦗١٧٧⦘ = ويسمى اليوم "وادي الخُرَيْبَة" غير أن اسم الأبواء معروف لدى المثقَّفين.
انظر: المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص ١٤).
(٧) قرنَيْ البئر: هو بفتح القاف تثنية قرن، وهما الخشبتان القائمتان على رأس البئر، وشبههما من البناء، وتمد بينهما خشبة يجر عليها الحبل المستقى به، وتعلق عليها البكرة.
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (٨/ ٣٦٤).
(٨) طَاطأه: أي أزاله عن رأسه.
انظر فتح الباري (٤/ ٦٨).
(٩) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه (٢/ ٨٦٤، ح ٩١)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وقتيبة ابن سعيد، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، وعن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، كلاهما عن زيد بن أسلم به، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الاغتسال للمحرم، (ص ٢٩٧، ح ١٨٤٠)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك به.
من فوائد الاستخراج: قوة إسناد المصنف، فقد روى الحديث من طريق القعنبي عن مالك، بينما أخرجه مسلم من طريق قتيبة عن مالك، وقتيبة بن سعيد مع =
⦗١٧٨⦘ = ثقته لا يصل إلى درجة القعنبي، وكان الإمامان ابن معين وابن المديني لا يقدمان على القعنبي أحدًا في مالكٍ.
انظر: من كلام يحيى بن معين في الرجال (رواية الدقَّاق ص ١١٦)، تهذيب الكمال (١٦/ ١٣٦)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٥٧)، تهذيب التهذيب (٦/ ٣٢)، تقريب التهذيب (ت ٤٠٠٩).