للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٥٤ - حدثنا يزيد بن سنان، وعمار بن رجاء، قَالا: حدثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي (١) قال: سمعتُ أبا فِزَارة (٢) يُحدِّث، عن يزيدَ بن الأصَمّ، عن مَيْمونة زوج النَّبِيّ : "أنَّ النَّبِيّ تّزَوَّجها حَلالًا وبَنَى بِهَا حَلالًا" زاد ابنُ سِنان: وماتت بسَرِف (٣) ودَفَنَها بالظُّلَّة (٤) التي بنى بها فيها، فَنزلْتُ في قَبْرِها أَنَا وابْنُ عَبَّاسٍ وكانتْ

⦗١٩٣⦘ خَالتي، فلما وضعْناها في اللَّحْدِ (٥) مَالَ رَأْسُها، فجَمعْتُ ردائي فوضعْتُه تحتَ رأسِها فأخذه ابن عبّاسٍ فألقاه (٦).


(١) جرير بن حازم، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٢) هو: راشد بن كَيسان.
(٣) سَرِف: -بفتح السِّين وكسر الراء، وفاء-: "وادٍ متوسِّط الطُّول من أودِيَة مكَّة، يأخُذ مياه ما حول الجِعِرَّانة -شمال شرقي مكة- ثم يتجه غربًا، وبه مزارع منها "ثَرِير" وغيره، فيمرّ على ١٢ كيلًا شمال مكة، وحيث يقطع الطريق هناك، يوجد قبر السيِّدة ميمونة أم المؤمنين على جانب الوادي الأيمن، وقد شمل هذا المكان -حيث يمر الطريق- اليوم العمران فقامت فيه أحياء جميلة، فيها داراتٌ على طابقين وثلاثة، وأصبح كثيرٌ من الأراضي الزِّراعية يُعمر بيوتًا".
المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص ١٥٧).
(٤) الظُلَّة: -بِضَمِّ الظَّاء وتشديد اللَّام المفتوحة- السحاب، وكل شيء أظلك وسترك من فوق فهو ظلة، ويطلق على الشَّيء الذي يُسْتَتَرُ به من الحرِّ والبرْد، وهي كالصُّفة وزنا.
انظر: لسان العرب (٨/ ٢٦٠)، القاموس المحيط (ص ٩٤٦)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٠٨).
(٥) اللَّحْد بفتح اللَّام، ويقال: اللُّحد بضم اللَّام: الشَّق الذي يكون في جانب القبر موضعَ الميت؛ لأنه قد أميل عن وسط إلى جانبه، وقيل: الذي يحفر في عُرضه.
انظر: لسان العرب (١٢/ ٢٤٦)، القاموس المحيط (ص ٣٠٠).
(٦) أخرجه الإمام مسلم في كتاب النكاح -باب تحريم نكاح المحرم، وكراهة خطبته- (٢/ ١٠٣٢، ح ٤٨) عن أبي بكر بن أبي شَيبة، عن يحيى بن آدم، عن جرير بن حازم، عن أبي فزارة به، وأخرجه الإمام الترمذي في سننه (ص ٢٠٦) عن إسحاق بن منصور، عن وهب بن جرير به، وقال: "حديث غريب وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مَرْسلًا أن رسول الله تزوَّج ميمونة وهو حلال".
قلت: ووجه الإرسال: أنَّ يزيد بن الأصَمّ لم يَشْهد القِصَّة وأننَ أو عنعن في روايتها، ولم تثبتْ له رؤية على الصَّحيح، ولكنَّ الحديث ورد من طريقه متَّصلًا في مصادر أخرى حيث صرَّح فيها بِسَماع القصَّة من خالته مَيْمُونة .
فأخرج الإمام أحمد في مُسْنَده (٦/ ٣٣٢): عن يحيى بن إسحاق، عن حمَّاد بن سلمة، عن حبيب يعني بن الشَّهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد ابن الأصَمّ، عن ميمونة قالت: "تزوَّجَني رسول الله ونحن حلالٌ بعد ما رجعْنا من مكة".
وأخرج الطَّحَاوِيُّ في بيان مُشْكِلِ الآثار (١٤/ ٥١٤، ح ٥٨٠٢) عن يونس، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أبي فِزارة عن يزيد بن الأصم قال: أخبرتني مَيمونة "أنَّ النَّبِيّ تَزوَّجها حلالًا"، وفي المصدر نفسه عن محمد بن خزيمة، عن حجَّاج بن مِنْهال، عن حمَّاد بن سلمة، عن حَبِيب بن الشَّهيد، عن ميمون ابن =
⦗١٩٤⦘ = مهران، عن يزيد بن الأصَمِّ، عن مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِث قالت: "تزَوَّجني رسول الله ونحن حلالان بعد أن رجع من مكة".
قال ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٥٦): "وقرأت على سعيد بن نصر، أن قاسم بن أصبغ حدَّثهم قال: أخبرنا ابن وضَّاح، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: أخبرنا جرير بن حازم، قال: حدَّثنا أبو فِزارة، عن يزيد بن الأصم قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث عن رسول الله "أنه تزوَّجَها وهو حلال، قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس".
وعلى هذا فالحديث متَّصل وصحيح، وقد ثَبت الحديث أيضًا من طُرقٍ أُخرى عنْ مَيمونة أيضًا.