ذكره الإمام الذهبي في السير ووصفه بالشيخ المحدث الحافظ، وقال: "سمع: مسروق بن المرزبان، وعبيد الله القواريري، وأبا معمر الهُذلي، والجرَّاح بن مخلد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشَّافعي، وأبو القاسم الطبَراني، وآخرون. وثَّقه أبو بكر الخطيب، توفي في شعبان سنة تسعٍ وثمانين ومئتين". انظر: تاريخ بغداد (١٢/ ٢٨)، سير أعلام النُّبلاء (١٣/ ٤٢٩). (٢) هو: إسماعيل بن إبراهيم، المشهور بابْن عُلَيَّة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في رواية أيُوب. (٣) تقدَّم الكلام على رواية أيُّوب المشتملة على المبهم في ح / ٣٦٦٣، فارجع إليه. (٤) فأَقْعَصَتْه: أي أجهزتْ عليه، من القَعْصِ، وهو الموتُ الوحِيُّ، وماتَ قعصًا: أصابته ضربةٌ فمات مكانَه. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٧٣)، القاموس المحيط (ص ٥٧٩). (٥) يشير المصنِّف إلى الاختلاف الواقع في ألفاظ الحديث بخصوص قوله: "ملبِّيًا"، و "ملبِّدًا"، علمًا إن هذا الحديث رواه عن سعيد بن جبير ستة من الرواة بألفاظ مختلفة، فرواه عمرو بن دينار، (كما في ح / ٣٦٥٦، ٣٦٥٧، ٣٦٥٨) عن سعيد بلفظ: "يلبِّي، يهل، ملَبِّيًا"، ورواه منصور بن المعتمر (كما في ح / ٣٦٧٧) عن سعيد بن جبير بلفظ: "يُلَبيِّ"، ورواه مطر الوراق (كما في ح / ٣٦٧٥) عن سعيد بن جبير بلفظ: "ملبِّيًا"، ورواه أبو الزُّبير (كما في مسلم ٢/ ٨٦٥) عن سعيد بلفظ: "يُهِلّ"، ورواه سالم الأفطس (كما عند الطبرانيُّ في المعجم الكبير ١١/ ٤٣٦) عن سعيد بن جبير بلفظ: "ملبِّيًا"، وهذه ألفاظٌ متقاربَةٌ في المعنى. ورواه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية (كما في ح / ٣٦٧٠، ٣٦٧٢، ٣٦٧٣) عن سعيد بن جبير بلفظ: "ملبِّدًا"، وهذا لفظ مختلف عن الألفاظ المتقدمة، والمقصود منه ملبِّدَ الشَّعر، أي ملزقًا بعضه ببعض حتى لا يتشَعَّث، قال أبو عوانة (عقب ح / ٣٦٧٣ الذي رواه الوضاح اليشكري عن أبي بشر): "قال عفان: "أخطأ أبو عوانة"، يعني في قوله: ملبدًا، يعني: ملبيًا"، والصحيح ثبوت هذه اللفظة عن جعفر بن أبي وحشية أبي بشر، فقد تابع الوضاح اليشكري عن أبي بشر على هذه اللفظة شعبةُ، وهشيم، ومع إنكار القاضي عياض للفظة: "ملبِّدًا"، إلا أن ابن حجر مال إلى ثبوتها، وأنَّ البخاري أخرجها في صحيحه، فتكون لفظة: "ملبِّدًا" من قبيل زيادة الثِّقة، المُتَّفقة على إخراجها في الصَّحِيْحَيْن (انظر: ح / ٣٦٧٣). (٦) تقدم الكلام على هذه الرواية في ح / ٣٦٦٣، وبيَّنتُ هناك الاختلاف الواقع بين حمّاد بن زيد وبين ابن عُلَيّة في الإسناد. (٧) كأنَّ المصنِّف يشير إلى اختلاف أهل العلم في ثبوت لفظةِ "وجهه"، قال الحافظ ابن حجر: "وأما الجمهور (يقصد جمهور الفقهاء) فأخذوا بظاهر الحديث، وقالوا: إن في ثبوت ذكر الوجه مقالًا، وتردد ابن المنذر في صحته"، وقال البيهقي عقب إخراجه رواية إسرائيل عن منصور: "رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى هكذا وهو وهم من بعض رواته في الإسناد والمتن جميعًا والصحيح ما أخبرنا … "، ثم ساق رواية جرير عن منصور، عن الحكم، عن سعيد بن جبير به، وليس فيه لفظة: "وجهه"، ثم قال: "رواهُ البخاري في الصحيح عن قتيبة، وهذا هو الصحيح، منصور عن الحكم عن سعيد، وفي متْنِه: "ولا تُغَطُّوا رأسه" ورواية الجماعة في الرأس وحده، وذكر الوجه فيه غريب، ورواه أبو الزبير عن سعيد بن جبير فذكر الوجه على شك منه في متنه، ورواية الجماعة الذين لم يشُكُّوا وساقوا المتْن أحسن سياقة أولى بأن تكون محفوظة والله أعلم". قال الحافظ ابن حجر: "وفي كل ذلك نظر، فإن الحديث ظاهره الصِّحَّة، ولفظه عند مسلم من طريق إسرائيل عن منصور، وأبي الزُّبير، كلاهما عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس فذكر الحديث، قال منصور: "ولا تُغَطُّوا وجهه"، وقال أبو الزبير: "وأن يكشفوا وجهه"، وأخرجه النسائي من طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير بلفظ: "ولا تُخَمِّروا وجهه ولا رأسه". قلت: ورواية عمرو بن دينار من طريق وكيع عنه، في صحيح مسلم (٢/ ٨٦٥) = ⦗٢٢٥⦘ = أيضًا بمثل هذا اللفظ: "ولا تُخَمِّروا رأسه ولا وجهه"، وهو عند مسلم (٢/ ٨٦٥) والنسائي في المجتبى عن شعبة بلفظ: "خارجٌ رأسُه ووجهُه"، وينتجُ مما سبق ثبوت لفظة "الوجه" وصحتها، وأنها ليست وهْمًا كما قال البعض. انظر: سنن النسائي (المجتبى ص ٤٢٢)، السُّنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٣٩٣)، فتح الباري (٤/ ٦٤). (٨) كأن المصنِّف ﵀ يشير إلى صحة قوله: "ثوبيه"، وقد اختلف على أيُّوب، وأبي بشر فيها، فقيل: "ثوبين"، وقيل: "ثوبيه"، وقد أثبته عمرو فقال: "في ثوبيه"، وكأن المصنِّف يختار ما قاله عمرو بن دينار. انظر: صحيح مسلم (٢/ ٨٦٥ - ٨٦٧)، معرفة السنن والآثار للبيهقي (٧/ ١٩٦)، وانظر أحاديث الباب / ١٤٦، ١٥٢، ١٥٨. (٩) "ولا تُحنِّطُوه"، من زيادة حماد بن زيد عن عمرو بن دينار، وفي الطرق الأخرى عن عمرو بن دينار، وفي رواية الحكم بن عتيبة، وأبي بشر، عن سعيد بن جبير في هذا الحديث: "ولا تقربوه طيبًا". انظر: معرفة السنن والآثار للبيهقي (٣/ ١٢٩)، وانظر أحاديث الباب. (١٠) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يفعل بالمحرم إذا مات (٢/ ٨٦٧)، عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى به. (١١) هكذا جاء النص في النسخة الخطِّية، ولم أجد لهذه الجملة أي رابط يربطها بأحاديث الباب، فإنَّ زيادًا لم يذكر في أسانيد أحاديث الباب، ولا في متونها. (١٢) النص بين النَّجمين أوردتُه كما جاء في المخطوط الذي بين يديَّ، وفيه نوع غموض، ويوحي بأخطاء حاصلة في تراكيب الجمل، وقد نقل الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (٧/ ١١٠)، هذه العبارة عن أبي عوانة فقال: "قال أبو عوانة: "حديث إسرائيل أخرجه مسلم، وحديث شيبان وعمرو بن أبي قيس لم يخرجه، وهو عندي صحيح، وكذا حديث مطر، قال: ورواه الأسود بن عامر، عن زهير عن أبي الزبير، عن سعيد بن جُبير به". قلتُ: العبارة التي نقلها الحافظ ابن حجر تُزِيلُ الإشكال، فَحديثُ إسرائيل تقدَّم الكلام عليه في ح / ٣٦٧٧، وأحاديث الأسود بن عامر، وشيبان، وعمرو ابن أبي قيس تقدَّم الكلام عليها في ح / ٣٦٧٨، وحديث مطر الورَّاق تقدم الكلام عليه في ح / ٣٦٧٥. من فوائد الاستخراج: في حديث المستخرِج وما أورد له من ألفاظٍ فوائد كثيرة، منها: • التنبيه على زيادات الرواة، مثل التنبيه على زيادة حماد بن زيد قوله: "ولا تحنِّطوه". • التنبيه على اختلاف الألفاظ، مثل الاختلاف الموجود في لفظة: "ملبيًا، وملبدا". • الإشارة إلى ترجيح بعض الألفاظ عند اختلاف الرواة، كإشارته لترجيح لفظ عمرو بن دينار في قوله: "كفنوه في ثوبيه"، حيث خالفه أبو بشر، وأيوب، واختلف = ⦗٢٢٧⦘ = عليهما فقيل عنهما: "ثوبين، وثوبيه". • الإشارة إلى طرق صحيحة عنده، لم يخرجها مسلم، مثل إشارته إلى طريق منصور عن الحكم، عن سعيد. • الإشارة إلى تعليل حديث مسلم، لإخراجه الحديث من طريق إسرائيل الذي أسقط الحكم بن عتيبة بين منصور، وسعيد بن جبير، وخالفه جمع من الثقات فرووه عن منصور، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، وأخرج المصنِّف المستخرِج رواياتهم. • الحكم على بعض الأحاديث بالصِّحة، كحكمه بالصحة على حديث منصور عن الحكم، عن سعيد، وكحكمه بالصحة أيضًا على حديث مطر الورَّاق.