للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٢٠ - حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصَّدفِي، أخبرنا أَشْهب بن عبد العزيز (١)، قال: أخبرني مالك (٢) أن ابن شهاب، وهشام بن عروة أخبراه، عن عروة، عن عائشة قالتْ: خرجنا مع النَّبِيّ في حَجَّة الوداع فأهلَلْنا بعمرةٍ، ثم قال رسول الله : "من كان معه هديٌ فَلْيُهْلِلْ بالحَجِّ مَعَ العُمْرَةِ، ثُمَّ لا يَحِلُّ حتَّى يَحِلَّ منهما جميعًا" قالت: فقدمتُ مكَّة وأنا حائضٌ ولم أطُفْ بالبيتِ ولا بين الصَّفا والمروة، فشكوتُ ذلك إلى رسول الله ، فقال: "انْقُضِي رأْسَكِ،

⦗٢٨٩⦘ وامْتَشِطِي، وأهِلِّي بالحجِّ و (دَعِي) (٣) العُمْرَةَ" قالت: ففعلتُ، فلما قضينا الحجَّ أرسلنِي رسول الله مع عبد الرحمن بن أبي بكرٍ إلى التَّنْعيم فاعتمرْتُ، فقال: "هذا مكانَ عُمرتِك (٤) " فطاف الذين أهلُّوا بالعُمْرةِ بالبيتِ وبالصَّفا والمروة ثم حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طوافًا آخر بعد أن رجعوا من حجِّهم، وأمَّا الذين كانُوا جَمَعُوا الحجَّ والعُمْرَة فإنَّما طافُوا طَوافًا واحدًا (٥).


(١) ابن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي العامري، أبو عمرو الفقيه المصري، قيل: اسمه مسكين وأشهب لقبه، ت/ ٢٠٤ هـ (د س).
قال الشَّافعي: "ما أخرجت مصر أفقه من أشْهَب، لولا طَيشٌ فيه"، وقال الذَّهبي: "الإمام العلامة، مفتي مصر"، وقال ابن حجر: "ثقة فقيه".
انظر: "تهذيب الكمال (٣/ ٢٩٦)، الديباج المذهَّب (ص ٩٨)، السير (٩/ ٥٠٠)، التقريب (ت ٦٠٨).
(٢) موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه: (٢/ ٥٩٠) عن ابن شهاب به.
(٣) ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "دع"، والتَّصويب من صحيح مسلم، و "دعي" بإبقاء ياء المخاطبة هو الصحيح من النَّاحية اللغوية، فإن الفعل الناقص يحذف لامه مع نون الأفعال الخمسة دائمًا إذا أسند الأمر إلى ياء المخاطبة، وفعل "دَعِي" مَجْزُومٌ لأنَّه صيغة أمر للمخاطبة الواحدة، من الفعل: "دعا، وأصله دَعَوَ".
انظر: شرح ابن عقيل (٢/ ٣٤٠).
(٤) مكان عمرتك: قال القاضي عِيَاض: "معناه العمرة المنفردة التي حصل لغيرها التحلُّل منها بمكة ثم أنشئوا الحج منفردا، فعلى هذا فقد حصل لعائشة عمرتان".
انظر: فتح الباري (٣/ ٧١٣).
(٥) أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب بيان وجوه الإحرام. . . (٢/ ٨٧٠، ح ١١١) عن يحيى بن يحيى التَّميمي، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب طواف القارن (ص ٢٦٥، ح ١٦٣٨) عن عبد الله بن يوسف، كلاهما عن مالك، عن ابن شهاب به، وأخْرجَه النَّسائي في المجتبى (ص ٤٦) عن يونس بن عبد الأعلى، وفي الكُبرى (٢/ ٤٦١) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن أشهب (ثقة فقيه)، عن مالك، عن ابن شهاب وهشام به.=
⦗٢٩٠⦘ = قال النسائي في المجتبى عقب الحديث: "هذا حديث غريب من حديث مالك، عن هشام بن عروة، لم يروه أحد إلا أشهب".
قال الحافظ ابن حجر في النُّكت الظِّرَاف: "تبع أبو بكر النيسابوري أبا عبد الرحمن النسائي فقال: حديث مالك، عن هشام لا أعلم أحدا رواه إلا أشهب. . وقد تعقَّب الدارقطني قول شيخه النيسابوري فقال عنه -بياض في الكتاب- في غرائب مالك: "وقد رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن هشام نحوه، ورواه عبد الرزاق وأبو قُرَّة، عن مالك عن هشام -مختصرا- ثم ساقه من طريق محمد ابن حماد الظهراني عن إسماعيل -بطوله- وسنده بعينه إلى مالك، عن ابن شهاب، قال: فذكره نحوه.
وأخرج من طريق أبي قرة قال: ذكر مالك، عن هشام فذكر منه قوله: أمرنا النَّبِيّ فقال: "من شاء فليهل بالحج، ومن شاء فليهل بالعمرة" قالت: فكنت ممن أهل بالعمرة، ومن طريق الذهلي، عن أحمد بن يوسف، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر ومالك، عن هشام بلفظ: "من شاء منكم أن يهل بعمرة، فلولا أني سقت الهدي لأهللت بعمرة"- مختصر، ومن طريق حفص بن عمر المهرقانِي، عن عبد الرزاق أخصر منه بلفظ: "فمن شاء أفرده، ومن شاء قرنه".
انظر: النُّكت الظراف لابن حجر (١٢/ ١٩٧ - ١٩٨).
من فوائد الاستخراج: في حديث المُستخرِج زيادة صحيحةٌ لم ترد عند صاحب الأصل، وهي ذكره هشام بن عروة في الإسناد عن عروة في طريق مالك.