للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧١ - حَدثَنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو الوليدِ (١)، حدثنا عكرمةُ بن عمار (٢)، حدثنا شَدَّادُ بن عبد الله

⦗١٦٠⦘ أبو عَمار (٣)، -وكان قد أدرك نفرًا من أصحابِ رسول الله قال: قال أبو أُمامةَ (٤): يا عَمرو بن عَبَسَةَ بأي شَيءٍ تَدَّعي أنَّك رُبْعَ الإسلام؟ فقال: إنِّي كنتُ أرَى الناس على ضَلالةٍ، ولا أرى الأوثان بشيء، ثم سمعتُ (٥) عن رجلٍ (٦) يُخبر أَخبارًا بمكة، ويُحدِّث أحاديثَ، فركبتُ راحلتي حَتى أَقْدُمَ مكَّة، فإذا أَنا برسول الله مستخفيًا، وإذا قومُهُ عليه جُرآء (٧)، فتلَطَّفتُ فدَخلْتُ عَليه، فَقلتُ: ما أنت؟ قال: "أنا نَبِّي"، قلت: وما نَبِّي؟ قال: "رسولُ الله". فَقلتُ: الله أرْسلك؟ قال: "نَعم". قلتُ: بأيِّ شيءٍ؟ قال: "بأن يُوحَّد الله لا يشرك به شَيئًا، وكسْر الأوثان وَصِلةِ الأرْحام"، فقلتُ: وَمن مَعك؟ قَالَ: "حُرٌ وعبد"، وَإذا مَعَهُ بلال وَأبو بكر. الحديثَ (٨).


(١) الطيالسي، هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري.
(٢) العجلي، أبو عمار اليمامي، توفي سنة (١٥٩ هـ). =
⦗١٥٩⦘ = وثقه الأئمة، إلا أنهم تكلَّموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير وضعَّفوه فيها.
ومن هؤلاء: يحيى بن سعيد القطان، وابن المديني، والإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حبان، وأبو أحمد الحكم وغيرهم.
وفي رواية للإمام أحمد قال: "مضطرب عن غير إياس بن سلمة، وكأن حديثه عن إياس بن سلمة صالح"، ونقل العقيلي عنه أنه قال: "أتقن حديث إياس بن سلمة"، وهذا خلاف ما جاء عن إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الذي قال: "ثقة، كثير الغلط، ينفرد عن إياس بن سلمة بأشياء لا يشاركه فيها أحد".
فأغلب الأئمة على توثيقه مستثنين من ذلك أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير، والخلاف بين الإمام أحمد وإسحاق بن أحمد بن خلف البخارى في روايته عن إياس بن سلمة.
وقال الذهبي في الكاشف: "ثقة، إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب".
وقال ابن حجر: "صدوقٌ، يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب".
وقد وُصف أيضًا بالتدليس، وصفه بذلك أبو حاتم، والدارقطني، وجعله الحافظ في المرتبة الثالثة من المدلسين.
وقد صرَّح هنا بالتحديث، إضافة إلى أنها ليست عن يحيى بن أبي كثير.
انظر: تاريخ الدوري (٢/ ٤١٤)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (ص: ١٣٣)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (١/ ٣٨٠) و (٢/ ٤٩٤)، و (٣/ ١١٦)، الثقات للعجلي (٢/ ١٤٤)، سؤالات الآجري لأبي داود (ص: ٢٦٤)، الضعفاء للعقيلي (٣/ ٣٧٨)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٧/ ١٠)، الثقات لابن حبان (٥/ ٢٣٣)، الكامل لابن عدي (٥/ ١٩١٠)، سؤالات البرقاني للدارقطني (ص: ٥٧)، الثقات لابن شاهين (ص: ٢٥٤)، تاريخ بغداد للخطيب (١٢/ ٢٥٩)، تهذيب الكمال للمزي (٢٠/ ٢٥٦)، =
⦗١٦٠⦘ = الكاشف (٢/ ٣٣)، وذكر من تكلم فيه وهو موثَّق للذهبي (ص: ١٤٨)، تهذيب التهذيب (٧/ ٢٢٦)، تعريف أهل التقديس لابن حجر (ص: ٩٨)، التقريب (٤٦٧٢).
(٣) الدمشقي، مولى معاوية بن أبي سفيان.
(٤) صُدَيُّ -بالتصغير- بن عجلان الباهلي، صحابي مشهور. التقريب (٢٩٢٣).
(٥) في الأصل: "سمعته" وعليها ضبة.
(٦) في (ط): "برجل يخبر … ".
(٧) في الأصل و (م) ضُبِط هكذا: "جَرِءيٌ"، وما أثبت من النسخ الأخرى، قال النووي: "بالجيم المضمومة جمع جَريء -بالهمز- من الجراءة وهي الأقدام والتسلط". شرح مسلم للنووي (٦/ ١١٥).
(٨) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها -باب إسلام عمرو بن عَبَسَة =
⦗١٦١⦘ = (١/ ٥٦٩ ح ٢٩٤) -كذا تسمية الباب في نسخة فؤاد عبد الباقي، وفي شرح النووي: باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها- من طريق عكرمة بن عمار عن شداد بن عبد الله ويحيى بن أبي كثير كلاهما عن أبي أمامة به مطولًا.
فائدة الاستخراج:
لم يخرجه مسلم في كتاب الإيمان، وإخراج المصنِّف للحديث في كتاب الإيمان دليل على تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.