للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٣١٠ - حدثنا محمَّد بن عبد الملك الواسطي (١)، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "ما أذن الله لشيء كأذَنِهِ لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به" (٢).

⦗٩١⦘ حدثنا علي بن عبد العزيز (٣)، قال: قال أبو عبيد (٤): قوله: "لم يتغن": التغني، والاستغناء، والتعفف عن مسألة الناس، واشتغالهم بالقرآن وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيًّا، وإن كان من المال معدمًا (٥).

قال أبو عبيد: "كأَذَنِهِ"؛ يعني: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي (٦)، وكذلك قوله: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ (٧)، قال: استمعت، يقال: أذنت للشيء آذن له أذنا: إذا استمعت له (٨).

وقال: وبعضهم يرويه: كإِذنه، يذهب به إلى الإذن من

⦗٩٢⦘ الاستئذان، وليس لهذا وجه (٩)، كيف يكون إذنه في هذا أكبر (١٠) من إذنه في غيره، والذي أذن له فيه من طاعته (١١) والإبلاغ فيه أكثر من الإذن في قراءة يجهر بها.

وقوله: "يتغنى بالقرآن": عندنا تحزين القراءة (١٢). وأما قوله: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، فليس من هذا، إنما هو الاستغناء (١٣).

من هنا لم يخرجه مسلم.


(١) محمَّد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، أبو جعفر الدقيقي.
(٢) رواه مسلم في صحيحه، تحت الكتاب والباب السابق ١/ ٥٤٦ ح ٢٣٤ - من طريق إسماعيل بن جعفر عن أبي سلمة، به. ولم يذكر لفظه. ثم قال: غير أن ابن أيوب قال في رواية "كَإِذْنِهِ".
وأخرجه البخاري من غير طريق محمد بن عمرو، وتقدم تخريجه في ح ٤٣٠٦، ٤٣٠٨.
قال الحافظ في زيادة "يجهر به": وهي ثابتة عن أبي سلمة … أخرجه مسلم من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عنه. وكذا ثبت عنده من رواية محمَّد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة. اهـ. مختصرًا. فتح الباري ٩/ ٦٩. ثم قال بعد كلام طويل: "وفي الجملة ما فسر به ابن عيينة ليس بمدفوع" - انظر ح ٤٣٠٦ - وإن كانت ظواهر الأخبار ترجح أن المراد تحسين الصوت ويؤيده قوله "يجهر به" فإنها إن كانت مرفوعة قامت الحجة، وإن كانت غير مرفوعة فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره ولا سيما إذا كان فقيها، وقد جزم =
⦗٩١⦘ = الحليمي بأنها من قول أبي هريرة. اهـ. مختصرًا. فتح الباري ٩/ ٧١١.
وقد رواه الدارمي في مسنده- ١/ ٢٨٨ ح ١٤٩٦ - عن يزيد بن هارون، به، مثله.
قلت: قد رواه مسلم مرفوعًا وهو الصواب، والرفع زيادة وهي من ثقة، فهي مقبولة.
وقد أثبتها الحافظ في الكلام السابق.
(٣) علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور البغوي، نزيل مكة.
(٤) هو القاسم بن سلام، أبو عبيد الإِمام المشهور.
(٥) ما سبق من كلام ابن عبيد لم أقف عليه في غريب الحديث المطبوع.
(٦) زاد في المطبوع بعده: "يتغنى بالقرآن".
(٧) الانشقاق الآية: ٢.
(٨) غريب الحديث ٢/ ١٣٩ وفيه نسب تفسير الآية إلى مجاهد. وذكر الخطابي هنا الحديث في إصلاح غلط المحدثين في ص ١٤٣ - ١٤٤، وقال: "الألف والذَّال مفتوحتان -في كأَذَنه- مصدر أذِنت للشئ أَذَنًا، إذا استمعت إليه، ومن قال: كإذْنه. فقد وهم". اهـ. وقال ابن كثير: "الأذن، الاستماع، لدلالة السياق عليه". واستدل بالآية إلى استدل بها أبو عبيد. فضائل القرآن ص ٦٣.
(٩) في المطبوع زيادة: "عندي".
(١٠) وفيه: أكثر.
(١١) وفيه: من توحيده وطاعته.
(١٢) غريب الحديث ٢/ ١٤٠ وفيه: "إنما مذهبه عندنا … " فذكره كما هنا.
(١٣) غريب الحديث ٢/ ١٤٢.