للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٢٤ - حَدثنا يزيد بن سنان (١)، حدثنا نُعَيم بن حماد (٢)، حدثنا

⦗٣٧٤⦘ يحيى بن حمزةَ بإسْنادِهِ "أن النبيَّ بَرِئَ من السَّالِقَةِ، وَالحَالِقَةِ" (٣).


(١) ابن يزيد بن الذَّيَّال القرشي الأموي، أبو خالد القزاز.
(٢) ابن معاوية الخزاعي المروزي، أبو عبد الله، نزيل مصر، توفي سنة (٢٢٩ هـ).
أحد أئمة أهل السنة، كان شديدًا على الجهمية، وامتحن في فتنة القول بخلق القرآن فلم يجب، فمات مقيَّدا في السجن رحمه الله تعالى.
وثقه ابن معين مرة، وقال مرة: "كان يتوهمَّ الشيء فيخطئ فيه، وكان من أهل الصدق"، وقال مرة: "ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة"، وذمه مرةً لأنه يروي عن غير الثقات، ووثقه الإمام أحمد، والعجلي، وقال أبو حاتم: "محله الصدق"، وقال أبو زرعة الدمشقي: "يصل أحاديث وقفها الناس"، وقال صالح جزرة: "كان يحدث من حفظه، وعنده مناكير لا يتابع عليها"، وقد ضعفه النسائي، وأبو بشر الدولأبي واتهمه هو وأبو الفتح الأزدي بالوضع، وقال ابن يونس المصري: "كان يفهم الحديث، روى أحاديث مناكير عن الثقات"، وقال مسلمة بن القاسم: "كان صدوقًا، =
⦗٣٧٣⦘ = كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ ووهم"، وذكر ابن عدي جملة من منكيره وقال: "وقد أثنى عليه قومٌ، وضعفه آخرون، وكان ممن يتصلب في السنة، ومات في محنة القرآن في الحبس، وعامة ما أنكر عليه هذا الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا"، وقال أيضًا: "وابن حماد -الدولأبي- متهم فيما يقوله -أي في نعيم- لصلابته في أهل الرأي"، وقال الدارقطني: "إمام في السنَّة، كثير الوهم". ولعل هذا هو أعدل الأقوال فيه.
وقال الذهبي في التذكرة: "هو -مع إمامته- منكر الحديث"، وقال أيضًا: "كان من أوعية العلم ولا يحتج به"، وقال في السير: "لا يجوز لأحد أن يحتجَّ به"، وقال في العبر: "له غلطات ومنكير مغمورة في كثرة ما روى"، وذكره في ديوان الضعفاء، والمغني، وفي معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد.
فمحصَّل كلامه أنه لا يحتج به منفردًا، ولا يترك.
وقال الحافظ في التهذيب: "ثبتت عدالته وصدقه، ولكن في حديثه أوهامٌ معروفة"، وقال في الهدي بعد سوقه أقوال المجرحين والمعدلين: "ونسبه أبو بشر الدولأبي إلى الوضع وتعقب ذلك ابن عدي بأن الدولأبي كان متعصبًا عليه، لأنه كان شديدًا على أهل الرأي، وهذا هو الصواب، والله أعلم"، وقال في التقريب: "صدوقٌ، يخطئ كثيرًا، فقيه عارف بالفرائض".
وقد توبع على حديثه هذا ولله الحمد.
انظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص: ٣٧٩، ٣٩٨ - ٣٩٩)، ترتيب معرفة ثقات العجلي للهيثمي (٢/ ٣١٦)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٨/ ٤٦٤)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: ٢٣٤)، الثقات لابن حبان (٩/ ٢١٩)، الكامل لابن عدي (٧/ ٢٤٨٢)، سؤالات الحكم للدارقطني (ص: ٢٨٠)، تاريخ بغداد للخطيب (١٣/ ٣١٢)، الضعفاء لابن الجوزي (٣/ ١٦٤)، تهذيب الكمال للمزي =
⦗٣٧٤⦘ = (٢٩/ ٤٦٦)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٤١٩)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٦٠٠)، والعبر (١/ ٦٠٩)، والرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: ١٨١)، وديوان الضعفاء (ص: ٤١٢)، والمغني للذهبي (٢/ ٧٠٠)، هدي الساري (ص: ٤٧٠)، وتهذيب التهذيب (١٠/ ٤١٢)، والتقريب لابن حجر (٧١٦٦).
(٣) من قوله: "بإسناده" إلى آخر الحديث سقط من (م)، وفيه تخريجٌ إلى الهامش، والهامش غير واضح لسوء تصوير النسخة، والحديث قد سبق أن مسلمًا أخرجه من طريق يحيى بن حمزة به.