للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣١٢ - حدثنا أبو داودَ الحرانيُّ، حدثنا محمد بن كثير (١)، حدثنا سليمان بن كثير (٢)، عن حُصَين، عن سعيدِ بن جُبَير،

⦗٤٨٨⦘ عن (٣) ابن عبَّاس بتمامه بمثل (٤) حديث هُشَيم إلا أنَّه قال: فانصرف رسولُ الله ولم يسألوه عن الحديثِ، فأفاض النَّاسُ فقالوا: نحن هم، اتَّبَعْنَا رسولَ الله (٥) وآمنَّا به، فلعلَّهم أبناؤنا الذين وُلِدوا في الإسلام، فبلَغَ رسولَ الله ذلك، فقال: "هم الذين لا يكتوون … " بمثله (٦).


(١) العبدي، أبو عبد الله البصري.
(٢) العبدي، ومحمد بن كثير هو أخوه، وكان سليمان أكبر منه بخمسين سنة. =
⦗٤٨٧⦘ = ضعفه ابن معين مرة، ومرة قال: "لم يكن به بأس"، وذكر مرة أن سمَاعه من الزهري وهو صغير، وذكر الذهلي أنه اضطرب في أشياء مما رواه عن الزهري، وهو في غير الزهري أثبت، وقال العجلي: "جائز الحديث، لا بأس به"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه"، وقال النسائي: "ليس به بأس إلا في الزهري، فإنه يخطئ عليه"، وقال العقيلي: "مضطرب الحديث … روى عن حصين وحميد الطويل أحاديث لا يتابع عليها"، وذكره ابن حبان في المجروحين وقال: "كان يخطئ كثيرًا، وأما روايته عن الزهري فقد اختلط عليه صحيفته فلا يحتج بشيءٍ يتفرد به عن الثقات، ويعتبر بما وافق الأثبات في الروايات"، وقال ابن عدي: "وأحاديثه عندي مقدار ما يرويه لا بأس به"، ونقل ابن حجر عنه أيضًا: "لم أسمع أحدًا قال في روايته عن غير الزهري شيئًا" ولم أجد هذا النص في الكامل له.
ووثقه الذهبي في السير، وقال: "هو حسن الحديث، مخرَّجٌ له في الصحاح، وليس هو بالمكثر" ورمز له في الميزان "صح" وقال: "خرجوا له في الدواوين الستة"، وذكره أيضًا في الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد، وقال: "صدوق".
وقال ابن حجر في هدي الساري: "روى له البخاري من حديثه عن حصين، وعلق له عن الزهري متابعة"، وقال في التقريب: "لا بأس به في غير الزهري".
وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى، وأما قول العقيلي بأنه روى عن حصين أحاديث لا يتابع عليها وذكر منها حديثين، فقد قال ابن عدي -فيما نقله ابن حجر عنه-: "لم أسمع أحدًا قال في روايته عن غير الزهري شيئًا"، وقال الذهبي أيضًا -بعد أن ذكر قول العقيلى-: "وساق له حديثين صالحين"، وقد خرَّج له البخاري من حديثه عن حُصين، فالظاهر أنه صدوقٌ، وفي حديثه عن الزهري يحتاج إلى متابع، والله أعلم.
وقد ذكره الدكتور صالح الرفاعي في "الثقات الذين ضعِّفوا في بعض شيوخهم" وخلص إلى ما قاله الحافظ ابن حجر في التقريب، وأعرض عن قول العقيلي في أنه =
⦗٤٨٨⦘ = روى عن حُصين أحاديث لا يتابع عليها، ولعله الصواب إن شاء الله تعالى.
ومع هذا فقد تابعه على حديثه عددٌ من الثقات، كما يظهر من التخريج.
انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص: ٤٦٢)، الثقات للعجلي (١/ ٤٣١)، الضعفاء للعقيلي (٢/ ١٣٧)، الجرح والتعديل (٤/ ١٣٨)، المجروحين لابن حبان (١/ ٣٣٤)، الكامل لابن عدي (٣/ ١١٣٥) تهذيب الكمال للمزي (١٢/ ٥٨)، السير (٧/ ٢٩٤)، والميزان (٢/ ٢٢٠)، ومعرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبي (ص: ١٠٣)، هدي الساري لابن حجر (ص: ٤٢٨)، التقريب (٢٦٠٢)، الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم للدكتور صالح الرفاعي (ص: ٢٠٣).
(٣) سقط حرف الجر "عن" من (م).
(٤) في (ك): "مثل".
(٥) هنا ينتهي السقط من نسخة (ط)، والمشار إليه في نهاية ح (٢٩٠).
(٦) لم أجد من أخرجه من طريق سليمان بن كثير، وقد تابعه جماعة على النحو التالي: أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى، وذكره بعد (الفتح ٦/ ٥٠٨ ح ٣٤١٠) من طريق حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن به، وأخرجه أيضًا في كتاب الرقاق -باب قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الفتح ١١/ ٣١٢ ح ٦٤٧٢) من طريق شعبة عن حُصين بن عبد الرحمن به.=
⦗٤٨٩⦘ = وأخرجه الترمذي في سننه -كتاب صفة القيامة- باب ١٦ (٤/ ٦٣١ ح ٢٤٤٦) من طريق عبثر بن القاسم عن حصين بن عبد الرحمن به.
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (٤/ ٣٠٢) من طريق يحيى بن المهلب عن حصين بن عبد الرحمن به.
وتابعه أيضًا هُشيم ومحمد بن فضيل كما سبق في تخريج الحديث الماضي.