للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٥٨٦ - حدثنا جعفر بن محمد الصائغ (١)، قال: حدثنا عفان (٢)، قال: حدثنا حماد بن سلمة (٣)، قال: أخبرنا ثابت (٤)، عن أنس بن مالك أنَّ أُختَ الرُّبَيِّعِ (٥) أُم حارثة جرحت إنسانًا فاختصموا إلى النبي ، فقال النبي : "القصاصَ القصاص" (٦)، فقالت أُمُّ الربيع (٧): يا رسول الله أَيُقْتَصُ من فلانة؟! لا والله لا يقتص منها أبدًا (٨)، فقال

⦗٢٣٥⦘ رسول الله : "سبحان الله يا أُمُّ الربيع! القصاصُ كتابُ الله". قالت: لا والله لا يقتص منها، فما زالت حتى قبلوا الدية، فقال رسول الله : "إنَّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأَبَرَّه" (٩).


(١) جعفر بن محمد بن شاكر.
(٢) ابن مسلم بن عبد الله الصفار.
(٣) ابن دينار، أَبو سلمة البصري.
(٤) ابن أسلم البُناني.
(٥) بالتصغير مع تشديد المثناة تحت كسرها. [توضيح المشتبه (٤/ ١٣٧)].
(٦) قال النووي في "شرح مسلم" [١١/ ٢٣٤]: هما منصوبان. أي: أدوا القصاص وسلموه إلى مستحقيه.
(٧) ضبطها النووي -بفتح الراء، وكسر الباء وتخفيف الياء- ولم يذكر من هي، وما علاقتها بالقصة. وأما ابن حجر فقد اعتبرها والدة الرُّبيِّع -بالتشديد-. وقال: ويستفاد -يعني من الحديث- إن كان محفوظًا أن لوالدة الرُّبيِّع صحبة. أ. هـ. [الإصابة (٨/ ٨٠)].
(٨) قال النووي أن شرح مسلم (١١/ ٢٣٤)]: ليس معناه رد حكم النبي ، بل المراد به =
⦗٢٣٥⦘ = الرغبة إلى مستحق القصاص أن يعفو، وإلى النبي في الشفاعة إليهم في العفو، وإنما حلف ثقة بهم أن لا يحنثوه أو ثقة بفضل الله ولطفه أن لا يحنثه، بل يلهمهم العفو.
(٩) أخرجه مسلم من طريق عفان به. [القسامة … / باب إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها / ح ٢٤ (٣/ ١٣٠٢)].
وروى البخاري في "التفسير" [باب ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ في الْقَتْلَى﴾ / ح ٤٥٠٠ (٨/ ٢٦ - مع الفتح)]. وغيره من طريق حميد عن أنس نحو هذه القصة، وفيها أن الرُّبيِّعَ -نفسها- كسرت ثنية جارية من الأنصار، والحالفَ أنسُ بن النضر أخوها. فبين القصتين مغايرة من ثلاثة أوجه: هل الجانية الربيع أو أختها، وهل الجناية كسر الثنية أو الجراحة، وهل الحالف أم الربيع أو أخوها أنس بن النضر. وقد جزم النووي في "شرح مسلم" [١١/ ٢٣٤] بتعدد القصة. ولم يستبعد ذلك ابن حجر في "الإصابة" [٨/ ٢٣١] في ترجمة أم الربيع بنت البراء. وقال في ترجمة الربيع بنت النضر [٨/ ٨٠]: وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس [وذكر طرفًا من حديث مسلم] فتلك قصة أخرى إن كان الراوي حفظ، وإلا فهو وهم من بعض رواته. اهـ.