للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٢ - حدثنا جَعفر بن محمد الصائغ (١)، حدثنا عَفان بن

⦗٥٥٣⦘ مُسْلم، ح

وَحدثنا محمد بن الفَرج الأزرق (٢)، حدثنا

⦗٥٥٤⦘ شَاذَان (٣)، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله : "لا تقومُ السَّاعة حتى لا يقالُ في الأرضِ: الله، الله" (٤).


(١) أبو جعفر البغدادي، نزيل مكة، المعروف بالصائغ الكبير.
(٢) هو: محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر البغدادي الأزرق، توفي سنة (٢٨٢ هـ).
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البرقاني عن الدارقطني: "هو ضعيف"، وقال الحكم عنه: "لا بأس به، من أصحاب الكرابيسي، يطعن عليه في اعتقاده"، ووقع في تهذيب التهذيب لابن حجر في نقل رواية الحكم: "ضعيفٌ، لا بأس به … " ويظهر أن كلمة "ضعيفٌ" مقحمة فهي ليست في سؤالات الحاكم، ولا في نقل الخطيب عنه -والذهبي- لهذه العبارة، وليست موجودة أيضًا في اللسان للحافظ نفسه.
ولعلَّ في هذه العبارة جمعٌ بين روايتي البرقاني والحاكم عن الدارقطني، فيوجَّه قوله: "ضعيف" إلى معتقده، وقوله: "لا بأس به" في روايته.
وقال ابن حزم: "مجهول"، وقال الخطيب: "أما أحاديثه فصحاح، ورواياته مستقيمة، لا أعلم فيها شيئًا يستنكر، ولم أسمع أحدًا من شيوخنا يذكره إلا بجميلٍ سوى ما ذكرته عن البرقاني آنفًا". يعني من التضعيف الذي نقله عن الدارقطني، وهذا التضعيف مرجعه إلى الاعتقاد؛ لأن حسينًا الكرابيسي الذي جاء ذكره في رواية الحكم عن الدارقطني كان من الواقفة، وممن يعيب على الإمام أحمد نفيه القول بخلق القرآن.
وقال الذهبي: "صدوق، تكلَّم فيه الحكم لمجرد صحبته الكرابيسي وهذا تعنُّتٌ زائدٌ"، لكن الحاكم إنما نقله من كلام الدارقطني، وقال الذهبي عن الأزرق أيضًا: "وجدت له حديثًا منكرًا متنه: منا السفاح، ومنا المنصور، رواه عن يحيى بن غيلان حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا".
لكن تعقَّبه الحافظ ابن حجر في اللسان بقول ابن حبان: "لا ينبغي أن [يجرَّج] الأزرق به، فإن الضحاك لم يسمع من ابن عباس، فلعلَّ الآفة من المجهول الذي سمعه الضحاك =
⦗٥٥٤⦘ = منه"، ثم قال الحافظ: "رواه الخطيب من طريق أخرى، فبرئ الأزرق من عهدته".
انظر لطرق هذا الحديث الذي ذكره: تاريخ بغداد (١/ ٦٢).
وذكره الحافظ في التهذيب والتقريب تمييزًا، وقال: "صدوقٌ، ربما وهم".
انظر: الثقات لابن حبان (٩/ ١٤٤)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: ١٤٣)، المحلى لابن حزم (٣/ ٢٧٩)، تاريخ بغداد للخطيب (٣/ ١٥٩)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٧٩) والميزان للذهبي (٤/ ٤)، لسان الميزن (٥/ ٣٤٠)، وتهذيب التهذيب (٩/ ٣٤٤)، والتقريب لابن حجر (٦٢٢٠).
(٣) هو: الأسود بن عامر الشامي، أبو عبد الرحمن، نزيل بغداد، وشاذان لقبٌ.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذهاب الإيمان آخر الزمان (١/ ١٣١ ح ٢٣٤) عن زهير بن حرب عن عفان بن مسلم به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٢٦٨) عن عفان بن مسلم عن حمادٍ به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (١٥/ ٨٨) من طريق المصنِّف عن جعفر بن محمد الصائغ -وحده- عن عفانٍ به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف في روايته: حماد بن سلمة، وهو عند مسلم مهمل.