للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧١٣٧ - حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وبكّار بن قتيبة، وأحمد بن يحيى السابري، قالوا: حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي (١)، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدثنا أبو زميل، قال حدثني عبد الله بن عبّاس، قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله (٢) إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، قال: فاستقبل نبي الله -صلى الله عليه [وسلم] (٣) - القبلة (٤)، ثمّ مَدّ يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام

⦗٣٠٨⦘ لا تعبد في الأرض أبدًا"، فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثمّ التزمه من ورائه، فقال: يا نبيّ الله كذاك (٥) مناشدتك ربك؟ إنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله ﷿: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ (٦) فأمدّه الله بالملائكة.

قال أبو زميل: فحدثني ابنُ عبّاس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربةً بالسوط كصوت فارسٍ يقول أقدم حَيْزُوم (٧) إذ نظر إلى المشرك أمامه فخرَّ مستلقيا، فنظر إليه؛ فإذا هو قد خُطم (٨) على أنفه وشُقّ وجهه كضربة بالسوط

⦗٣٠٩⦘ فاخْضَرَّ ذاك أجمع، فأتى الأنصاري فحدث ذاك رسول الله -صلى الله عليه [وسلم] (٩) - فقال: صدقت ذلك من مدد من السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

قال أبو زميل: حدثني ابن عبّاس قال: فلمّا أسروا الأسارى شاور رسول الله (١٠) أبا بكر وعمر (١١)، "ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ " قال أبو بكر يا نبي الله! هم بنو العمّ والعشيرة أرى أنْ تأخذ منهم فدية؛ فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أنْ يهديهم إلى الإسلام، فقال رسول الله : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكنّي أرى أنْ تمكنّا منهم فنضرب أعناقهم تمكنّي من فلان -نسيبًا لعمر- فأضرب عنقه، وتُمَكّن حمزة من فلان -أخًا له- ليضرب عنقه، وتمَكّنَ عليًّا من عَقيل، فيضرب عنقه، فإنّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها (١٢) وقادتها، فهوى (١٣) رسول الله ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلمّا كان من الغد

⦗٣١٠⦘ جئت إلى رسول الله وأبي بكر قاعدَيْن يبكيان، فقلت: يا رسول الله من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيت، وإنْ لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله : "أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة" شجرةٍ قريبة من نبي الله فأنزل الله ﷿: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ (١٤) / (١٥) فأحلّ الله الغنيمة لهم (١٦).

حديثهما واحد.


(١) عمر بن يونس هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٢) نهاية (ل ٥/ ٢٠٩ /ب).
(٣) من: (ل).
(٤) (القبلة) ليست في (ل).
(٥) أي: حسبك.
النهاية (٤/ ١٦١).
قال النووي في شرح صحيح مسلم (١٢/ ٨٥): "وقع لجماهير رواة مسلم كذاك بالذال ولبعضهم: "كفاك" بالفاء، وفي رواية البخاري: "حسبلث مناشدتك ربك وكلٌ بمنعى". اهـ.
(٦) سورة الأنفال آية (٩).
(٧) اسم فرس من خيل الملائكة. لسان العرب (١٢/ ١٣٣)، مادة: حزم.
وفي المجموع المغيث للأصفهاني (١/ ٤٤٢) والنهاية (١/ ٤٦٧): حيزوم: اسم فرس جبريل .
(٨) أي: أُصيب على أنفه، فجعل فيه أثرًا مثل أثر الخطام، وهو الحبل الذي يقاد به البعير. =
⦗٣٠٩⦘ = انظر: النهاية (٢/ ٥٠).
(٩) من: (ل).
(١٠) نهاية (ل ٥/ ٢١٠/ أ).
(١١) في (ل): (شاور رسول الله أبا بكر وعمر وعليًّا ).
(١٢) أشرافها وعظماؤها ورؤساؤها، جمع صنديد. انظر: النهاية (٣/ ٥٥).
(١٣) أي: أحب. انظر: النهاية (٥/ ٢٨٥).
(١٤) سورة الأنفال الآية (٦٧ - ٦٩).
(١٥) نهاية (ل ٥/ ٢١٠ /ب).
(١٦) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم- ح (٥٨)، (٣/ ١٣٨٣ - ١٣٨٥).
من فوائد الاستخراج: إتمام اسم عمر بن يونس بذكر جده القاسم.