كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب الجهاد - بيان صفة حفر الخندق، ونقل النبي ﷺ التراب، والشدة التي أصابتهم يوم هزم الأحزاب - ج: 15 - ص: 8

٧٣٦٣ - ز حدثنا إبراهيم بن مرزوق (١)، حدثنا [أبو الوليد] (٢)، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير (٣) سمعت مصعب بن سعد (٤) قال: سمعت سعدا يقول: "تعلموا الرمي؛ فإنَّه خير لعبكم" (٥).

---

(١) ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(٢) ساقط من (ك) والمطبوع: ٤/ ٣٥٠ والزيادة من (م).
وأبو الوليد هو: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، الطيالسي البصري.
(٣) ابن سويد اللخمي، حليف بني عدي، الكوفي المعروف بالقبطي.
(٤) ابن أبي وقاص الزهريّ أبو زرارة المدني.
(٥) هذا الأثر من زوائد المصنف على مسلم، وإسناده حسن، لكن الصواب أنه مرفوع إلى النبي ﷺ، فقد رواه البزار في مسنده: ٣/ ٣٤٦، والطبراني في المعجم الأوسط: =
⦗٩⦘ = ٢/ ٣٠٤، حديث ٢٠٤٩، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: ٢/ ٥٢ كلهم من طريق حاتم بن الليث الجوهري، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعا إلى النبي ﷺ، أنه قال: "عليكم بالرمي؛ فإنه خير لعبكم" وهذا لفظ الطبراني والخطيب، وإسناده حسن.
حاتم بن الليث الجوهري، قال عنه الخطيب في تاريخ بغداد: ٨/ ٢٤٥: "كان ثقة، ثبتا، متقنا، حافظا" ويحيى بن حماد هو: ابن أبي زياد البصري. وثقه جماعة من النقاد منهم: أبو حاتم، وابن حجر. انظر الجرح والتعديل: ٩ /ت ٥٨٣، والتقريب ت ٧٥٨٥.
وقد صحيح الحديث مرفوعا ابن حجر في مختصر زوائد البزار: ١/ ٦٩٥.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: ٢/ ٢٤٢: "رواه البزار والطبراني … وإسنادهما جيد قوي".
وقال الهيثمي في المجمع: ٥/ ٢٦٨، بعد أن عزاه للبزار والطبراني في الأوسط: "ورجال البزار رجال الصحيح، خلا حاتم بن الليث وهو ثقة، وكذلك رجال الطبراني".
وكذا صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ح ٦٢٨، لكن في بعض ما ذكره نظر، لا بأس من التنبيه عليه:
أولا: قال الشيخ -حفظه الله-: "وقال الهيثمي: ٥/ ٢٦٨: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار، ورجالها رجال الصحيح، خلا عبد الوهاب بن بخيت وهو ثقة" ثم قال الألباني: كذا وقع فيه!، ولعله من الناسخ، والصواب: خلا حاتم بن الليث" انتهى كلام الشيخ الألباني.
وهذا الذي ذكره الشيخ من خطأ الناسخ غير صحيح، فإن الناسخ لم يخطئ لا هو ولا الطابع، وإنما انتقل بصر الشيخ حفظه الله إلى الصفحة المقابلة، ونقل منها كلاما للهيثمي على حديث آخر، هو الذي ذكره قبل قليل، ويتضح ذلك بالمراجعة والمقابلة.
ثانيا: قال -حفظه الله-: "ولا يضره -يعني عبد الملك بن عمير أحد الرواة- أنه وصف بالتدليس، لأنه مغتفر لقلته كما أشار إلى ذلك الحافظ بقوله "ربما دلس" اهـ.
وهذا الذي ذكره صحيح، لكن على كل حال فقد صرح عبد الملك بن عمير بالسماع كما في رواية أبي عوانة التي معنا. =
⦗١٠⦘ = ثالثا: قال -حفظه الله-: "وأعله -يعني الحديث- البزار بالوقف، ولا أدري وجهه! " اهـ. وهذا غريب، فقد بين وجهه البزار في الموطن نفسه الذي نقل منه الشيخ، فقال عقب إخراج الحديث في مسنده: ٣/ ٣٤٦: "وهذا الحديث هو عند الثقات موقوف، ولم نسمع أحدا أسنده إلا حاتم، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة" اهـ.
وكلامه ﵀ واضح، كأنه يقول إنه قد تفرد برفعه حاتم، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، والثقات يخالفونه ويروون الحديث موقوفا على سعد بن أبي وقاص.
وبنحوه قال الدارقطني في العلل: ٤/ ٣٢٧ - ٣٢٨، وقال: الموقوف أصح.
وهذا فيه نظر، لعدة أمور:
(١) أن الذي تفرد برفع الحديث، وهو: يحيى بن حماد، ثقة حافظ، فمثله تقبل زيادته، لا سيما إذا عرفنا أنه -وهو الأمر الثاني-.
(٢) من أروى الناس عن أبي عوانة كما قال العجلي في الثقات ت ١٨٠٠، ومكثر عنه كما قال الذهبي في السير: ١٠/ ١٣٩، بل قال في الكاشف: ٢ / ت ٦١٥٨: إنه راويته.
(٣) أن يحيى بن حماد بينه وبين أبي عوانة قرابة، فإنه ختن له كما في الكاشف "٢ / ت ٦١٥٨" وغيره.
فهذه الأمور الثلاثة تجعله في الطبقة الأولى من أصحاب أبي عوانة، فيقدم عند الاختلاف على غيره، وتجعلنا نطمئن إلى زيادته، لا سيما وهو ثقة حافظ، وبعض العلماء يقبلون زيادة الثقة مطلقا، وإن كان مذهبا غير مرضي كما بينه كبار النقاد كابن حجر في النكت ٢/ ٦٨٨ - ٦٩٣، ونزهة النظر ص ٦٦، والذي عليه المحققون أنه قد تحتف قرائن تقوي قبول زيادة الثقة ككونه له عناية بحديث شيخه دون غيره، أو مكثر عنه، أو كان حافظا حجة، أو غير ذلك مما هو مبسوط في كتب المصطلح، وهو الحاصل في حديثنا هذا.
(٤) وأما الراوي عن يحيى بن حماد، وهو حاتم بن الليث الجوهري، فقد سبق قبل قليل أن نقلت فيه قول الخطيب البغدادي: "كان ثقة، ثبتا، متقنا، حافظا". =
⦗١١⦘ = والله تعالى أعلم.
تنبيه:
وقع في النسخة (م) بعد حديث سعد هذا، حديث إسحاق بن سيار النصيبي، حدثنا سليمان بن حرب ...... وذكر حديثا لأبي موسى عن النبي ﷺ في طلب الإمارة، وهو عندي في الأصل المعتمد (ك) برقم (٧٤٦٠) وسيأتي إن شاء الله تعالى.