للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٤٠٦ - ز حدثنا سليمان بن سيف الحرّاني قال: حدثنا سعيد بن بَزيع، عن محمد بن إسحاق، قال: (١) "وكان جميع

⦗٦١⦘ ما غزا رسول الله ستا وعشرين (٢) غزوة، أول (٣) غزوة غزاها بنفسه ودّان، وهي غزوة الأبواء (٤)، ثم غزوة بواط (٥) إلى ناحية رَضْوى (٦)، ثم غزوة العُشيرة من بطن ينبع".

ثم غزوة بدر الأولى يطلب كُرْز بن جابر، ثم غزوة بدر التي قتل فيها صناديد قريش، ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكُدر (٧) ماء لبني

⦗٦٢⦘ سليم، ثم غزوة (٨) يطلب أبا سفيان بن حرب حتى بلغ قَرقَر (٩) الكدر، ثم غزوة غَطَفان إلى نجد، وهي غزوة ذي أمَرّ، ثم غزوة بُحْران (١٠) معدِن بالحجاز فوق الفُرُع (١١)، ثم غزوة أحد، ثم غزوة حمراء الأسد، ثم غزوة بني النضير أجلاهم إلى خيبر، ثم غزوة ذات الرقاع من بُحْران (١٢)، ثم غزوة بدر الآخرة لميعاد أبي سفيان وهي غزوة السويق (١٣)، ثم غزوة

⦗٦٣⦘ دومة (١٤) الجندل، ثم غزوة الخندق، ثم غزوة بني قريظة، ثم غزوة بني لِحيان من هذيل، ثم غزوة ذي قَرَد (١٥) يطلب عيينة بن حصن، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة، ثم غزوة الحديبية لا يريد قتالا قصده المشركون، ثم غزوة خيبر، ثم اعتمر عمرة القضاء، ثم غزوة الفتح: فتح مكة، ثم غزوة حنين، ثم غزوة الطائف، ثم غزوة تبوك (١٦). قاتل رسول الله من ذلك في تسع غزوات: غزوته بدرا، وغزوته أحدا، وغزوته الخندق، وغزوته بني قريظة، وغزوته بني المصطلق، وغزوته خيبر وغزوته الفتح: فتح مكة، وغزوته حُنينا، وغزوته الطائف.

وكانت سرايا رسول الله وبعوثه فيما بين قدم المدينة، وبين أن قبضه الله ﷿ خمسا وثلاثين (١٧) بين بعْث وسرية: غزوة

⦗٦٤⦘ عبيدة بن الحارث بن المطلب إلى أخْنَا أسفل من ثنية (١٨) المرة، وهو ماء بالحجاز، ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العِيص (١٩)، وبعض الناس يقدم غزوة حمزة بن عبد المطلب على غزوة عبيدة، ثم غزوة سعد بن أبي وقاص الخرّار (٢٠) من أرض الحجاز، ثم غزوة عبد الله بن جحش إلى نخلة (٢١)، ثم غزوة زيد بن حارثة إلى القَرَدَة أو القرد، الشك من أبي عوانة (٢٢)، ثم غزوة مرثد بن أبي مرثد الرجيع (٢٣)، ثم غزوة المنذر بن عمرو بئر معونة (٢٤)، ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القَصَّة (٢٥)، من طريق

⦗٦٥⦘ العراق، ثم غزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر، ثم غزوة علي بن أبي طالب اليمن، ثم غزوة غالب بن عبد الله الكلبي؛ كلب ليث، فأصاب بني المُلَوّح، وغزوة علي بن أبي طالب إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك (٢٦)، وغزوة ابن أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم، أصيب بها هو وأصحابه جميعا، وغزوة عكاشة بن محصن الغَمْرة (٢٧)، وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قَطَن، ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد، قتل فيها مسعود بن عروة، وغزوة محمد بن مسلمة أخي بني حارثة إلى القُرَطَا (٢٨) من هوازن، وغزوة بشير بن سعد بن مرة بفدك، وغزوة بشير بن سعد أيضا إلى نمر وحنان: بلدين من أرض خيبر، وغزوة زيد بن حارثة الجَمُوم من أرض بني سليم (٢٩)، وغزوة زيد بن حارثة أيضا جذام من أرض حِسْمى (٣٠)، وغزوة زيد بن حارثة أيضا الطرف (٣١) من ناحية نَخْل من طريق العراق،

⦗٦٦⦘ وغزوة زيد بن حارثة وادي القرى (٣٢)، لقي به بني فزارة، وأصيب بها أناس من أصحابه وارتُثَّ (٣٣) زيد من بين القتلى، وفيها أصيب ورد بن عمرو بن مَدَّاس، فلما قدم زيد بن حارثة نذر أن لا يمس رأسه غُسل من جنابة حتى يغزو فزارة، فلما استبلّ (٣٤) من جراحه، بعثه رسول الله في جيش إلى بني فزارة، فلقيهم بوادي القرى، فأصاب منهم، وقتل قيس بن المِشْجَر اليعمري، ومسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، وأسر أم قِرْفة فاطمة بنت ربيعة بن زيد، كانت عند مالك بن حذيفة بن بدر، وغزوة عبد الله بن رواحة مرتين: إحداهما التي أصاب فيها البشير (٣٥) بن رزام اليهودي، وغزوة عبد الله بن عتيك إلى خيبر فأصاب فيها أبا رافع سَلام بن أبي الحقيق، وقد كان رسول الله بعث محمد بن مسلمة أصحابه فيما بين بدر وأحد إلى

⦗٦٧⦘ كعب بن الأشرف فقتلوه، وبعث رسول الله عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نُبيح الهذلي وهو بنخلة أو بعُرنة (٣٦)، يجمع لرسول الله الناس ليغزوه، فقتله، وغزوة ابن (٣٧) حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة: مؤتة (٣٨) من أرض الشام فأصيبوا بها، وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات أطلاح (٣٩) من أرض الشام، أصيب بها هو وأصحابه جميعا، وغزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بالعنبر من بني تميم، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث أرض بني مرة وغزوة عمرو بن العاص بن وائل ذات السلاسل (٤٠) من أرض بَلّى (٤١) وعذرة، وغزوة ابن أبي حَدْرَد وأصحابه إلى بطن إضم (٤٢) وكان قبل الفتح، وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة (٤٣)،

⦗٦٨⦘ وسرية عبد الرحمن بن عوف ثم سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سَيف (٤٤) البحر، وزودهم جرابا من تمر" (٤٥).

قال: فحدثنا سعيد (٤٦)، قال: قال ابن إسحاق: "وقد كان تكلم في عهد رسول الله مسيلمة بن حبيب باليمامة في بني حنيفة، والأسود بن كعب العنسي بصنعاء".


(١) سيورد المصنف نصا مطولا من كلام ابن إسحاق حول مجمل مغازي رسول الله وسراياه، وإسناده إليه حسن كما سبق في ترجمة رجاله، وقد روى كذلك هذه القطعة من كلام ابن إسحاق الإمام أبو محمد عبد الملك بن هشام في سيرته الشهيرة: ٢/ ٦٠٨ قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي به، بنحو رواية أبي عوانة مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، أنبه إن شاء الله تعالى على ما يحتاج منها، وهو كذلك إسناد حسن إلى ابن إسحاق من كلامه .
(٢) في رواية ابن هشام: ٢/ ٦٠٨: سبع وعشرين غزوة، وهو المطابق لما سيذكر من الغزوات بالتفصيل، إلا إذا لم تعد عمرة القضاء من الغزوات، والله أعلم.
وانظر الروض الأنف للسهيلي: ٧/ ٥١٢.
(٣) من قوله: أول غزوة غزاها بنفسه إلى قوله: ثم غزا العشيرة من بطن ينبع.
أخرجه البخاري في صحيحه معلقا مختصرا عن ابن إسحاق، كتاب المغازي، باب غزوة العشيرة أو العسير: ٨/ ٣ فتح.
(٤) قرية من عمل الفُرع، بينها وبين الجُحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلا، قيل: سميت بذلك لما كان فيها من الوباء، وهي على القلب، وإلا لقيل: الأوباء.
انظر فتح الباري لابن حجر: ٣/ ٨، معجم معالم الحجاز للبلادي: ١/ ٣٧.
(٥) بفتح الموحدة وقد تضم وتخفيف الواو، وآخره مهملة: جبل من جبال جهينة بقرب ينبع. انظر فتح الباري: ٨/ ٤، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٥٠.
(٦) بفتح الراء، وسكون الضاد المعجمة، وبالقصر، وهو جبل مشهور عظيم بينبع، يضرب إلى الحمرة، يقع على الضفة اليمنى لوادي ينبع، ثم يشرف على الساحل، ليس بينه وبين البحر شيء من الأعلام، وإذا كنت في مدينة ينبع البحر، رأيته رأي العين شمالا شرقيا.
انظر معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ١٤١.
(٧) بضم الكاف، وسكون الدال، إذا سرت من المدينة، فكنت بين الصُّويدرة والحناكية =
⦗٦٢⦘ = تؤم القصيم، فهي على يمينك في ذلك الفضاء الواسع … غير أن الاسم بذاته غير معروف اليوم، أفاده البلادي في معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٢٦٢.
(٨) وقد سمى ابن جرير هذه الغزوة بالسويق.
انظر تاريخ الرسل والملوك له: ٣/ ١٥٣.
(٩) هي الكُدْر السابقة قبل قليل.
(١٠) بضم الباء الموحدة على المشهور، وبعضهم ضبطها بالفتح. انظر معجم البلدان: ١/ ٤٠٦.
(١١) قرية من نواحي المدينة، بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة.
انظر معجم البلدان: ٤/ ٢٨٧.
(١٢) كذا وقع في الأصل وذكر "بحران" غريب، لأن المعروف من غزوة ذات الرقاع في جميع مصادر السيرة أنها كانت قِبَل نجد في منطقة يقال لها نخل وهي من منازل بني ثعلبة بنجد، فلعله تصحفت كلمة "نخل" إلى "بحران" ويؤكد هذا رواية ابن هشام في سيرته: ٢/ ٦٠٨ عن ابن إسحاق، وكذا رواية ابن جرير في تاريخه: ٣/ ١٥٣، وفيها "ثم غزوة ذات الرقاع من نخل" والله أعلم.
(١٣) وتسمى هذه الغزوة كذلك بغزوة بدر الثالثة، وبدر الموعد.
انظر سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٠٩ - ٢١٠، الفصول لابن كثير ص ١٦٢ - ١٦٣.
(١٤) من أعمال المدينة حصن على سبعة مراحل من دمشق، بينها وبين المدينة، قرب جبل طئ كما قيل.
انظر مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: ٢/ ٥٤٢.
(١٥) ماء على ليلتين من المدينة، بينها وبين خيبر. وانظر مراصد الاطلاع: ٣/ ٥٥٤.
(١٦) وهي آخر غزوة غزاها رسول الله -كما في سيرة ابن هشام: ٢/ ٥٥٤.
(١٧) في رواية ابن هشام عن ابن إسحاق: ٢/ ٦٠٩، ٧/ ٤٦٨ مع الروض الأنف: ثمان وثلاثون، والتفصيل الذي سيأتي في الرواية وسواء عند أبي عوانة في روايته أو عند ابن هشام، مطابق لما عند أبي عوانة أعني خمسا وثلاثين بين بعث وسرية، والغريب أن السهلي في الروض الأنف: ٧/ ٥١٢ مع أنه وقف على نص ابن هشام ومع ذلك قال: "إن عدد البعوث والسرايا ست وثلاثون كما في الكتاب" يعني به كتاب ابن هشام!!.
(١٨) انظر معجم البلدان: ٢/ ٩٩ - ١٠٠.
(١٩) بعين مهملة مكسورة ثم سكون وآخره صاد مهملة، وقد وقع في الأصل بالغين المعجمة وهو خطأ، موضع في بلاد بني سليم فوق السوارقية.
انظر معجم البلدان: ٤/ ١٩٥.
(٢٠) ذكر ياقوت في معجمه: ٢/ ٤٠٠ - ٤٠١، أقوالا في تحديدها ولم يجزم بشيء منها فقال: "يقال: هو قرب الجحفة، وقيل: واد من أودية المدينة، وقيل: ماء بالمدينة، وقيل: موضع بخيبر" اهـ.
(٢١) موضع بين مكة والطائف. انظر السيرة لابن هشام: ١/ ٦٠١.
(٢٢) في رواية ابن هشام: ٢/ ٦٠٩ عن ابن إسحاق "القردة" بدون شك.
(٢٣) ماء لهذيل، قرب الهدة بين مكة والطائف.
انظر مراصد الاطلاع: ٢/ ٦٠٦، وتاج العروس: ٢١/ ٧٣ - ٧٤.
(٢٤) موضع بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. أفاده في مراصد الاطلاع: ٣/ ١٢٩٢.
(٢٥) موضع بين زبالة والشقوق، دون الشقوق بميلين. انظر معجم البلدان: ٤/ ٤١٦.
(٢٦) بالتحريك وآخره كاف، قرية بالحجاز شرقي خيبر، تعرف اليوم بالحائط، كأنها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة. معجم البلدان: ٤/ ٢٧٠، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: ص ٢٣٥.
(٢٧) من أعمال المدينة، على طريق نجد. معجم البلدان: ٤/ ٢٤٠.
(٢٨) بطون من بني كلاب. انظر تاج العروس للزبيدي: ٢٠/ ١٤.
(٢٩) انظر معجم البلدان: ٢/ ١٩٠.
(٣٠) بالكسر ثم السكون مقصور: أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان.
معجم البلدان: ٢/ ٢٩٨.
(٣١) وقع في الأصل: الصرف، بالصاد المهملة، والتصويب من سيرة ابن هشام: ٢/ ٦١٦، =
⦗٦٦⦘ = معجم البلدان: ٤/ ٣٥ وغيرها.
(٣٢) واد بين المدينة والشام، وبالأدق بين تيماء وخيبر، كثير القرى، وبها سمي وادي القرى. انظر معجم البلدان: ٤/ ٣٨٤، ٥/ ٣٩٧.
(٣٣) بالبناء للمجهول، أي حُمِل من المعركة رثيثا أي جريحا وبه رمق.
انظر تهذيب اللغة للأزهري: ١٥/ ٥٨، واللسان: ٢/ ١٥١ مادة: رثث.
(٣٤) أي شفي، والبِّل: الشفاء.
انظر لسان العرب: ١١/ ٦٥ مادة: بلل.
(٣٥) وفي سيرة ابن هشام: ٢/ ٦١٨، اليسير بالسين المهملة.
(٣٦) واد بحذاء عرفات. معجم البلدان: ٤/ ١٢٥.
(٣٧) في الأصل: "بن".
(٣٨) قرية من قرى البلقاء في حدود الشام. معجم البلدان: ٥/ ٢٥٤.
(٣٩) بالحاء المهملة، موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة. انظر معجم البلدان: ١/ ٢٥٩.
(٤٠) نسبة إلى ماء سلسل، وهو ماء بأرض جذام. انظر معجم البلدان: ٣/ ٢٦٣.
(٤١) انظر معجم البلدان: ١/ ٥٨٦.
(٤٢) بالكسر ثم الفتح: ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة.
انظر الروض المعطار ص ٤٥.
(٤٣) موضع قرب المدينة من ناحية الشام. معجم البلدان: ٤/ ٢٠٦.
(٤٤) سيف البحر: جانبه وساحله، انظر لسان العرب: ٩/ ١٦٧.
(٤٥) إلى هنا انتهت رواية ابن هشام في سيرته: ٢/ ٦٣٢.
(٤٦) ابن بزيع الحراني.