للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٣٢ - حَدثنا أبو زُرعَةَ الرازي (١)، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَةَ (٢)، حدثنا أبو عاصم (٣)، حدثنا ابن جُرَيجٍ (٤)، أخبَرَني أبو الزُّبَيرِ (٥) أنَّه سمِعَ جابر بن عبد الله يُسْأَلُ عَنِ الوُرُوْدِ (٦) قَال: "نَحْنُ يومَ القيامةِ على (كذا وكذا) (٧) أنظر أي ذلك فوق

⦗٩٦⦘ الناس (٨)، فتُدعى الأممُ بأوثانِها وما كانَتْ تعبد الأوَّل فالأول ثمَّ يأتينا

⦗٩٧⦘ ربنا فيقول: مَنْ تنتظِرونَ؟ فنقولُ: ننتظِرُ ربَّنا (٩)، قال: فيقول: أنا ربُّكم، قال: فيتجلَّى لهم، قال: سمِعْتُ رسولَ الله يقول: يضحك" (١٠).


(١) واسمه: عبيد الله بن عبد الكريم.
(٢) ابن البِرِند السامي البصري.
(٣) الضحاك بن مخلد النبيل الشيباني.
(٤) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.
(٥) محمد بن مسلم بن تدرس المكي.
(٦) أي مجيء الناس إلى أرض المحشر يوم القيامة.
(٧) صورتها في الأصل و (م): "كوا وكوا"، وما أثبتُّ من النسختين الأخريين، ومصادر التخريج وغيرها. =
⦗٩٦⦘ = ذكر المزي رحمه الله تعالى الحديث في الأطراف لمسلم بلفظ: "نحن يوم القيامة على كوم … "، فيظهر أنه جاء بهذا اللفظ في بعض نسخ روايات صحيح مسلم وهو الصواب كما فسره العلماء الذين سيأتي ذكرهم.
ويوافقه ما جاء في مسند الإمام أحمد (٣/ ٣٤٥) من طريق موسى بن داود عن ابن لهيعة عن أبي الزبير بلفظ: "نحن يوم القيامة على كومٍ فوق الناس … ".
وجاء عنده من طريق روح، عن ابن جريج كالذي عند مسلم وأبي عوانة.
وأخرجه أبو يعلى الفراء من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنه سأل جابر عن الورود فقال: سمعت رسول الله يقول: "تجيء أمتي يوم القيامة على كوم فوق الناس … ". أخرجه في "إبطال التأويلات" (مخطوط ل ٦٠/ ب).
وعبد الله بن يزيد المقرئ هو أحد العبادلة الذين يحسن حديث ابن لهيعة من طريقهم، ولكن تبقى عنعنة ابن لهيعة وهو مدلسٌ - كما سبق في ح (٢٧١).
وأما لفظ مسلم والمصنِّف فقد جاء في مسند أحمد (٣/ ٣٨٣) من طريق روح، عن ابن جريج وسيأتي ما فيه. انظر: تحفة الأشراف للمزي (٢٢٤).
(٨) قال النووي رحمه الله تعالى: "هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيفٌ وتغييرٌ واختلاطٌ في اللفظ، مال الحافظ عبد الحق في كتابه "الجمع بين الصحيحين": هذا الذي وقع في كتاب مسلم تخليطٌ من أحد الناسخين أو كيف كان، وقال القاضي عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير وتصحيفٌ، قال: وصوابه: "نجيء يوم القيامة على كوم" هكذا رواه بعض أهل الحديث، وفي كتاب ابن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: "يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل" وذكر الطبري في التفسير
=
⦗٩٧⦘ = من حديث ابن عمر: "فيرقى هو -يعني محمدًا وأمته على كومٍ فوق الناس"، وذكر من حديث كعب بن مالك: "يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلٍّ"، قال القاضي عياض: "فهذا كله يبيِّن ما تغيَّر من الحديث، وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي، أو امَّحى فعبَّر عنه بكذا وكذا، وفسَّره بقوله: أي فوق الناس، كتب عليه "أنظر" تنبيهًا، فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه" هذا كلام القاضي عياض، وقد تابعه عليه جماعةٌ من المتأخرين، والله أعلم".
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية الحديث -كما أورده مسلم والمصنِّف- ثم قال: "صوابه: على تلٍّ، كما جاء مفسَّرًا: أظن ذلك فوق الناس".
انظر: شرح مسلم للنووي (٣/ ٤٧ - ٤٨)، بغية المرتاد لابن تيمية (ص: ٤٦٢).
(٩) عبارة الثناء على الله ﷿ ليست في (ط) و (ك).
(١٠) سيأتي تخريجه في الذي بعده.