(٢) ما بين هذين النجمين -أولاهما في الحديث السابق- ساقط من (م). وعبد ربِّه بن سعيد هو: ابن قيس بن عمرو الأنصاري المدني، أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. انظر: طبقات ابن سعد (الجزء المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم- ص: ٣٣٨)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (١/ ٥١٣). (٣) قوله: "زوج النبي ﷺ" ليست في (ط)، و (ك). (٤) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك). (٥) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك). (٦) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك). (٧) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك). (٨) في (ط) و (ك): "آفاق". (٩) أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (٥٥٤) عن يونس بن عبد الأعلى -شيخ المصنِّف- عن ابن وهب به. وعلى هامش (ك) النص التالي: "بلغت قراءة على ابن الخضري -أو الحصري-". مبحثان: المبحث الأول: هل رأى محمدٌ ﷺ ربه ﷿؟ حديث أبي موسى الأشعري ﵁ السابق برقم (٤٤٨ - ٤٥١) ولفظه: "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، وحديث أبي ذر ﵁ برقم (٤٥٢ - ٤٥٣) ولفظه: "نورٌ أنَّى أراه" مقتضاهما أن النبي ﷺ لم ير ربَّه في الدنيا بعينه. وقول ابن عباس ﵁ السابق برقم (٤٦٧ - ٤٦٩) أفاد أنه ﷺ رآه بفؤاده، وجاءت روايات أخرى عن ابن عباسٍ -عند غير المصنِّف- مطلقة في رؤية النبي ﷺ لربه غير مقيدة بالفؤاد أو القلب، وهناك روايات عنه أيضًا في أنه ﷺ رأى ربه ببصره. وأما عائشة ﵂ -كما سبق برقم (٤٧٣ - ٤٨٧) - فتنفي رؤية النبي ﷺ لربه. وطريقة الجمع بين هذه الأحاديث أن يقال: إن حديث أبي موسى وأبي ذر ﵄ على ظاهره في أن النبي ﷺ لم ير ربه بعينه في الدنيا. وأما الروايات عن ابن عباس فرواية أنه رآه بعينه لم تصح عنه، قال الحافظ ابن كثير: "من روى عنه بالبصر فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيءٌ عن الصحابة ﵃، وقول البغوي في تفسيره: "وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن = ⦗١٦١⦘ = وعكرمة) فيه نظر، والله أعلم". تفسير ابن كثير (٤/ ٤/ ٢٦٧). وأما الروايات المطلقة فتحمل على المقيدة بالفؤاد أو القلب. بعد هذا تبقى الروايات عن عائشة رضي الله عنا في نفي الرؤية، والروايات عن ابن عباس في إثباتها فيحمل قول عائشة ﵂ في نفي الرؤية على نفي رؤية العين في الدنيا، وقول ابن عباس ﵁ في إثبات الرؤية بالفؤاد أو القلب. ولم تأت رواية عن عائشة ﵂ أنها نفت رؤية الفؤاد، وبهذا تلتئم الروايات، أشار إلى هذا الجمع الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٤٧٤). وللاستزادة حول هذا الموضوع ينظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (٣/ ٣٨٥ - ٣٩١) و (٦/ ٥٠٧ - ٥١٠)، العلو للذهبي (ص: ٨١)، مختصر العلو للذهبي للشيخ الألباني (ص: ١١٦ - ١٢٠)، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها للدكتور أحمد الحمد (ص: ١٣٨ - ١٨٧). المبحث الثاني: من المَعْنِيّ بقوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)﴾ الآيات. وترجمة المصنِّف -كما سبق في مبتدأ الرد على الجهمية- تدلُّ على أنه -رحمه الله تعالى- يذهب إلى أنَّ المراد أن النبي ﷺ دنا من رب العزة، والرب ﷾ دنا منه قاب قوسين أو أدنى. أخذه من حديث شريك بن أبي نمر عن أنس وفيه: "ودنا الجبار رب العزة ﵎ فتدلى، حتى كان قاب قوسين منه أو أدنى"، انظر: ح (٤٢٦)، وسبق أيضًا أن هذه اللفظة من الألفاظ التي أنكرت على شريك في روايته لحديث الإسراء، انظر الكلام على رواية شريك في ح: (٤١٢). قال البيهقي رحمه الله تعالى: "وقد ذكر شريك بن أبي نمر في روايته هذه ما يستدل بها على أنه لم يحفظ الحديث كما ينبغي له؛ من نسيانه ما حفظه غيره … " إلى أن قال: "وقد خالفه فيما تفرد به منها: عبد الله بن مسعود، وعائشة، وأبي هريرة ﵃، وهم أحفظ وأكبر وأكثر، وروت عائشة، وابن مسعود ﵄ عن النبي ﷺ ما = ⦗١٦٢⦘ = دل على أن قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)﴾ المراد به جبريل ﵊ في صورته التي خُلِق عليها". الأسماء والصفات للبيهقي (٣٥٧). قال الحافظ ابن كثير: "وهذا الذي قاله البيهقي ﵀ في هذه المسألة هو الحق، فإن أبا ذر قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: "نورٌ أنَّى أراه"، وفي رواية: "رأيت نورًا"، وقوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)﴾ إنما هو جبريل ﵇ كما ثبت ذلك في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين، وعن ابن مسعود، وكذلك هو في صحيح مسلم عن أبي هريرة، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة في تفسير هذه الآية بهذا". تفسير ابن كثير (٣/ ٥). والرواية التي ذكرها عن أبي هريرة ﵁ في صحيح مسلم هي في كتاب الإيمان -باب معنى قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ (١/ ١٥٨ ح ٢٨٣) أنه قال في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ قال: رأى جبريل ﵇. وقد مرَّت قريبًا الروايات عن ابن مسعود، وعائشة ﵄ (ح: ٤٧٠ - ٤٧٨) وتخريجها من الصحيحين. وحيث تقرَّر أن لفظ شريك في ذلك منكر كما سبق في ح (٤١٢)، فالصواب أن الذي دنا فتدلى هو جبريل ﵇ دنا من النبي ﷺ حتى كان قاب قوسين منه أو أدنى، والله أعلم. قال الحافظ ابن كثير: "وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)﴾ كقوله: ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (٢٣)﴾ [طه: ٢٣] أى الدالة على قدرتنا وعظمتنا. وبهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية تلك الليلة لم تقع؛ لأنه قال: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)﴾. ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك، ولقال ذلك للناس". تفسير ابن كثير (٤/ ٢٧٠). وانظر أيضًا: الأسماء والصفات للبيهقي (٣٥٥ - ٣٥٩)، مختصر العلو للذهبي للشيخ الألباني (ص: ١١٧)، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها، للدكتور أحمد الحمد (ص: ١٤٨ - ١٥٢).