للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٠٦ - حدَّثنا عمار بن رجاء (١)، وأبو داود الحرانيُّ قالا: حدثنا محمد بن عبيد (٢)، حدثنا أبو حَيَّان التيميُّ، عن أبي زرعةَ بن عمرو [بن جرير] (٣) عن أبي هريرةَ قال: كنا مَع رسولِ الله في دَعوةٍ، فرُفِع إليهِ الذِّراعُ وكانَ (٤) يعجِبه، فنهس منها نهسةً (٥) ثم قال: "أنا سَيّدُ النَّاس يومَ العامة، تدرون ممَّ ذاك؟ (٦) يجمعُ الله الأوَّلينَ والآخرين في صعيدٍ وَاحدٍ فَيُبصرهم النَّاظر ويسمعهم الدَّاعي، وتدنو منهم الشَّمسُ فيقولُ بعضُ النَّاس لبعضٍ: مَا ترون إلى ما أنتم فيه؟ (٧) أما ترون إلى ما قد بلغْتم؟ ألا تَنظرون من يشفَعُ لكم إلى ربّكم؛ فيقول بعضُ النَّاس لبعضٍ: أبوكم آدم.

فيأتون آدمَ فيقولونَ: يا آدمُ أنتَ أبو البشرِ خلقك الله بيدِهِ، وَنفخ فيك مِن روحِه وأسكنك الجنَّة وأمر الملائكةَ فسجدوا لك، ألا تَرَى إلى ما نحنُ فيهِ؟ ألا تَرىْ إلى ما قد بلغَنا؟ ألا تشفَعُ لنا إلى ربِّك؟ فيقول آدم: إنَّ ربِّي اليومَ قد غضبَ (٨) غضبًا لم يغْضَبْ

⦗٢١٦⦘ قبلَه مثلَه، ولن يغضَبَ بعدَه مثله، وإنِّه قد (٩) نَهاني عن الشَّجرة فعَصَيْتُ، نفسي! نفسي! اذهَبُوا إلى غيري، اذهَبوا إلى نوح.

فيأتون نوحًا فيقولونَ: يا نوحُ أنتَ أوَّل الرُّسلِ إلى أهل الأرض، وسمَّاك الله عبدًا شكورًا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلَغَنَا؟ ألا تشفَعُ لنا إلى ربِّك؟ فيقول نوح: إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليومَ غضبًا لم يغضَبْ مثلَه قبلَه، ولن يغضبَ مثلَه بعده، نفسي! نفسي! اذهَبوا إلى غيري".

قال محمد بن عُبيد: ثمَّ (١٠) لا أدري إلى مَنْ أرشدَهم مِن الأنبياء (١١).

"حتى يأتي إليَّ فأجيء (١٢) فأسجد تحت العرش فيقال: يا مُحمد، ارفَعْ رأسك، سَلْ تُعْطَه، اشْفَعْ تُشَفعْ" (١٣).


(١) التغلبي، أبو ياسر الأستراباذي.
(٢) ابن أبي أمية الطنافسي الأحدب الكوفي.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(٤) في (م): "فكان".
(٥) في (م): "فنهش منها نهشة".
(٦) في (م): "ممن ذاك".
(٧) في (ط) و (ك): "أما ترون ما أنتم فيه".
(٨) في (ط): "إن ربي قد غضب اليوم"، وفي (ك): "إن ربيَ اليومَ قد غضب اليوم".
(٩) "قد" لم يرد في (ط) و (ك).
(١٠) أداة العطف "ثم" ليست في (ط) وهي في هامش (ك).
(١١) هذا شكٌ -أو نسيان- من محمد بن عبيد في شيءٍ رواه عن أبي حيان، وقد ضبطه حماد بن أسامة، عن أبي حيان فيما سبق برقم (٥٠٥)، وكذلك عبد الله بن المبارك فيما سيأتي برقم (٥٠٧) والمحال لفظه على لفظ حماد بن أسامة، وبيانه أن الإرشاد إلى الأنبياء: إبراهيم، فموسى، فعيسى.
(١٢) قوله: "فأجيئ" سقط من (م).
(١٣) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾ (الفتح ٦/ ٤٢٨ ح ٣٣٤٠) عن إسحاق بن نصر عن محمد بن عبيد عن أبي حيان به، وعنده بعد قوله في آخر الحديث: "يا محمد ارفع =
⦗٢١٧⦘ = رأسك، واشفع تشفَّع، وسل تعطه" قال: "قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره".