للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية الثقات أنهم لم يقضوا بل يكون كل ذلك جائزا (١) .

الترجيح

الذي يظهر بعد ما تقدم من الأدلة، والمناقشة أن هذه الصفة ثابتة لصحة الأحاديث التي جاءت بها، لكن تحمل على الصلاة في شدة الخوف والتحام الجيوش فتصلي ركعة واحدة وتجزئ كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم (٢) قال مجاهد (٣) في قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: ٢٣٩] قال: هذه في حال العدو يصلي راكبا وراجلا يومئ حيث كان وجهه والركعة الواحدة تجزئه (٤) ولأن في صلاة شدة الخوف يغتفر ترك الركوع والسجود، فكذلك ترك الركعة والله أعلم.

الحالة الثانية من حالات الخوف: شدة الخوف.

وضابط شدة الخوف هو: إطلال العدو على المجاهدين فيتراءون معا، ولا يدعهم العدو يصلون نازلين بل يهاجمونهم والمجاهدون في غير حصن فينالهم السلام والرمي (٥) .


(١) المحلى بالآثار (٣/٢٣٧) .
(٢) الأوسط في السنن (٥/٢٨) والإنصاف (١/٣٥٧) ونيل الأوطار (٣/٣٢٢) وشرح السنة للبغوي (٤/٢٨٥) .
(٣) هو: مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي شيخ القراء والمفسرين، أخذ القرآن، والتفسير والفقه عن ابن عباس وغيره من الصحابة، ثقة عالم بالقرآن، أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به، مات سنة ١٠١ هـ وقيل غير ذلك. انظر: سير أعلام النبلاء (٤/٤٤٩) وتهذيب التهذيب (١٠/٣٨) .
(٤) المحلى بالآثار (٣/٢٣٦) .
(٥) الأم للشافعي (١/٢٢٢) وحاشية سعدي حلبي بهامش فتح القدير (٢/٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>