للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في بداية المجتهد: اتفق المسلمون على أن عدة الحرة من زوجها الحر أربعة اشهر وعشرا (١) .

وفي المغني (أجمع أهل العلم أن عدة الحرة المسلمة غير ذات الحمل من وفات زوجها أربعة أشهر وعشرا، مدخول بها، أو غير مدخلو بها، كبيرة بالغة أو صغيرة لم تبلغ) (٢) .

والأدلة على ذلك ما يلي:

١- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: ٢٣٤] .

٢- وعن أم حبيبة (٣) رضي الله عنها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا) (٤) .

واختلفوا في ابتداء العدة في هذه الحالة هل يكون من حين وفاة الزوج أم من حين علم الزوجة بوفاته إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول:

أنها تعتد من يوم الوفاة وإن لم تعلم بالوفاة حتى مضت العدة لم يكن عليها شيء، وبهذا قال الأئمة الأربعة وغيرهم (٥) ونقل بعضهم الإجماع على ذلك.


(١) بداية المجتهد (٢/٩٩) .
(٢) المغني (١١/٢٢٣) وانظر: المبدع (٨/١١٢) وحاشية الروض المربع (٧/٧٩) .
(٣) هي: رملة بنت أبي سفيان، واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تكني أم حبيبة واشتهرت بذلك وقيل: اسمها هند ورملة أصح. أسلمت قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش فتنصر ومات هناك فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبها إلى النجاشي فوكلت في زواجها خالد بن سعيد بن العاص، وقيل عثمان بن عفان، فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي بالحبشة، روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث عدة، توفيت سنة ٤٤ هـ وقيل: غير ذلك. انظر الإصابة (٨/١٤٠) . ت رقم (١١١٩١) وأسد الغابة (٦/١١٥) ت رقم (٦٩٢٤) .
(٤) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الطلاق باب تحد المتوفى عنها أربعة أشهر وعشرا، ح رقم (٥٣٣٤) وصحيح مسلم مع شرح النووي، كتاب الطلاق باب وجوب الحداد في عدة الوفاة ح رقم (١٤٨٦) .
(٥) المبسوط (٦/٣١) والاختيار للموصلي (٣/١٧٤) والمدونة (٢/٤٢٩) ومواهب الجليل (٥/٤٨٩) والأم (٥/٢١٦) والحاوي الكبير (١١/٢٢١) والمغني (١١/٣٠٧) وحاشية الروض المربع (٧/٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>