للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الكافيّة مسوّدة، وشرح «تلخيص المفتاح» مسوّدة. وله «نصيحة الأحباب، في لبس فرو السّنجاب»، قرأته عليه، وغير ذلك (١). وله نظم قليل كتبت غالبه. واشتهر ذكره مع الدّين المتين، والإقبال على العلم بكلّيته، وحسن الشّكالة، ولطافة الذّات، والتّودد إلى النّاس، واستجلاب الخواطر، إلى غير ذلك من الصّفات المحمودة.

وكانت وفاته (٢)، وهو ساير في محفّة على بغال من القاهرة إلى دمشق، قبل أن يصل إلى بلبيس بقليل، بعد مرض طويل، ابتدأه من دمشق ثم انقطع عنه، ثم عاوده، ثم حمّي، واستسقا. فلمّا توفي رجع به أخوه أقضى القضاة،/زين الدين إلى القاهرة، فوصل آخر يوم الاثنين المذكور، ودفن ليلة الثلاثاء، بتربة (٣) القاضي كاتب السّر.

وتأسّف النّاس عليه، وعظمت المصيبة لفقده. وكان كما قال بعضهم:

هيهات لا يأتي الزّمان بمثله … إنّ الزّمان بمثله لبخيل

رحمه الله تعالى.

وفي ليلة السبت، حادي عشر جمادى الأولى، منها، توفي الشّيخ الإمام العلاّمة، قاضي الحنابلة بالدّيار المصريّة، عز الدين:

• أحمد (٤) بن قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن قاضي القضاة ناصر الدين ابن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن الكنانيّ، العسقلانيّ الأصل، المصريّ. وصلّى عليه قاضي القضاة الشّافعيّ، ولي الدّين الأسيوطيّ في سبيل المؤمني بحضرة مولانا السلطان، ودفن بتربة أسلافه بالصحراء، وكانت جنازته حافلة جدا، وعظم التأسّف عليه، وكثر البكاء، تغمده الله تعالى برحمته.


(١) له كتاب: رسالة في ذبائح أهل الكتاب ومناكحهم، وله كتاب مغني الراغبين في شرح منهاج الطالبين في فروع الفقه الشافعي. حاجي خليفة. كشف الظنون ٨٦٥،٨٧٣،١٩٥٧. والسخاوي الضوء اللامع /٤ ٨/ ٩٦.
(٢) توفي في بلبيس عائدا إلى دمشق، ودفن بالقاهرة. السخاوي. الضوء اللامع ٨/ ٩٦/٤، والزركلي: الأعلام ٧/ ١١٦.
(٣) تربة القاضي: هي تربة كاتب السر ابن مزهر. بدائع الزهور لابن إياس ٤/ ٧١.
(٤) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٦٤. وابن العماد. شذرات ٧/ ٣٢١. كان قاضي الحنابلة بمصر، ونظم الشعر، وصنف من الكتب، نظم أصول ابن الحاجب وتوضيحه ومختصر المحرر في الفقه، وتوضيح الألفية وشرحها، وتنبيه الأخيار على ما قيل في المنام من الأشعار. السخاوي. الضوء اللامع ١/ ٢٠٥/١، السيوطي. حسن المحاضرة ١/ ٢٧٧، البغدادي. إيضاح /١ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>