للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أزبك الدوادار للصلح بينهم فأبوا. واستمر الأمر بينهم إلى اليوم الثاني، تصاففوا للقتال، فحضر بينهم جماعة في تربة تنم، منهم الشيخ العلاّمة برهان الدين (١) الناجي، والشيخ شهاب الدين بن الموصلي، وشهاب محمد بن الشيخ محب الدين الحصني وغيرهم، وأصلحوا بينهم، وعاهدوا بينهم، وحلّفوهم. فلله الحمد على ذلك.

وفيه، أي في خامس عشره، تولى كتابة السر بدمشق، القاضي موفق الدين العباسي الحموي عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين بن المزلق الشافعي.

[[خروج أهل الشاغور لقتال المماليك]]

ثم في يوم الخميس سابع عشره، حضر رجل من أهل الشاغور، إلى رجل طيبي ساكن تجاه قيسارية ابن المزلق، تحت الساعات، فعمد الشاغوري ليقتل الطيبي، فمسك والد الطيبي للشاغوري، فضربه الطيبي فقتله. فراح الخبر إلى أهل الشاغور، أنّه قتل منهم رجل فاجتمعوا، وجاؤوا ملبّسين، وأرادوا نهب سوق القواسين (٢)، فردّهم شخص يدعى المعلّم العمري، ووقع بينهم قتال. فراح وأعلم نايب الغيبة، فنادى: من أطاع الله ورسوله، وولي الأمر فليحضر إلى الشاغور (٣)، فبلغ أهل الشاغور، فلبسوا بالعدّة الكاملة، وزحفوا على بيت/النيابة، فعند ذلك أركب نايب الغيبة العشران (٤)، الذين كانوا في البلد، لأجل الركوب على العرب، واجتمع العشران والعسكر ملبّسين، فزحفوا على أهل الشاغور فهربوا. فتبعوهم إلى الشاغور، فوجدوهم قد حرّبوا (٥) الشاغور وقطعوا الجسورة، وأجلسوا النساء على الأسطحة، ترمي بالحجارة، والمقاليع، فقتل منهم جماعة، وجرح جماعة. وكانت وقعة عظيمة، وقفلت الأسواق، نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.


(١) برهان الدين الناجي: أحد أعيان دمشق وعلمائها. هو إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر برهان الدين الحلبي الأصل الدمشقي القبيباتي الشافعي ويعرف بالناجي، ولد سنة ٨١٠ هـ بدمشق ونشأ بها وتعلم فكان فقيها عالما فاضلا ومحدثا بارعا. الضوء اللامع ١/ ١٦٦/١.
(٢) سوق القواسين: أحد أسواق دمشق القديمة جنوب الجامع الأموي وتباع فيه الأقواس. انظر: مفاكهة الخلان ١/ ١١٦.
(٣) الشاغور: أحد أحياء دمشق القديمة داخل السور من جهة الجنوب. النعيمي: الدارس ١/ ١٧٧،/٢ ١١٦،١٥٦،٢٠٥،٢٥٩.
(٤) العشران: هم أبناء العشائر الذين يأتي بهم النائب من قراهم لمؤازرة المماليك في إخضاع المتمردين على السلطة.
(٥) حرّبوا: أي استعدوا للحرب والقتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>